عدن المحتلّة.. مدينة الخوف!
المسيرة| خاص:
تدخُلُ مدينةُ عدنَ الواقعةُ تحت سيطرة الاحتلال السعوديّ الإماراتي إلى “العَتْمَةِ”، في ظل الفوضى الأمنية التي تعصف بالمدينة منذ أَيَّـام، والتي تتزايد بموجبها مؤشر الانفلات الأمني ليصل إلى الذروة.
وعاشت عدن الأربعاء الماضي فصلاً من الرعب جراء الاشتباكات المسلحة التي دارت بين فصائل جميعِها تتبعُ قوى الاحتلال الإماراتي، وتلك العشوائية وتعدد المهام الأمنية وتخبطها تجعل من هذه الاشتباكات تتكرّر، لا سِـيَّـما إذَا تم تغذيتها من قبل الاحتلال نفسه.
وتؤكّـد منظمة أطباء بلا حدود أنها استقبلت 19 قتيلاً وجريحاً خلال هذا الاشتباكات التي دارت في حي الشيخ عثمان في مدينة عدن، مشيرة إلى أن مستشفيات عدن تواصل استقبال الجرحى بشكل أسبوعي من عدن والمحافظات الجنوبية، منوّهة إلى أن “هذه هي ثاني إصابة جماعية نستقبلها من محافظة عدن منذ الهجوم على المطار في يناير/كانون الثاني”.
وخلال الخميس الماضي، أي بعد يوم من الاشتباكات الدامية، سادت حالةٌ من الهدوء وخلت الشوارع في مدينة الشيخ عثمان من المارة، في حين التزم المواطنون مساكنهم، وسط مخاوفَ من تجدد الاشتباكات مجدّدًا.
ودارت المواجهات المسلحة بين وحدات أمنية “مرتزِقة” يُفترَضُ أنها تتبع جهازاً أمنياً واحداً، الأمر الذي يكشف عورة الوضع الأمني في عدن وتعدد مهامه وقياداتها، وعدم التزام جميع التشكيلات الأمنية بالتوجيهات الصادرة عن الداخلية التابعة للمرتزِقة.
ويؤكّـد الكثيرون أن مدينة عدن التي تعيش في ظل الاحتلال السعوديّ الإماراتي أضحت مدينة غير آمنة، وَتفوح من أحيائها وشوارعها روائحُ الموت والخوف والهلع، فلا وجود للأمن ولا للأمان وَلا حتى لسلطة القانون، وأصبحت لغة السلاح والقوة والمحسوبية فوق القانون نفسه، بل أصبح القانون يطبق على الضعفاء أما غيرهم فليذهب القانون إلى الجحيم، وما دام السلاح ولغة السلاح هي الفيصل فلا داعي للقانون أصلاً، فهذا هو لسان حال هؤلاء اليوم وفي عدن عاصمة السلام.
وفي السياق، يؤكّـد محافظ عدن، طارق مصطفى سلّام، أن حالة الاقتتال والإرهاب التي تشهدها محافظة عدن المحتلّة ناجمةٌ عن تمكين الجماعات الإرهابية المسلحة، ممثلة بمليشيا الإصلاح والانتقالي من مؤسّسات الدولة وسعي الطرفين إلى تنفيذ أجندة المحتلّ بشقيه السعوديّ والإماراتي.
واعتبر سلام في بيان له أن حالة القتل والإرهاب التي عاشته وتعيشُه عدن طيلة سنوات الاحتلال أثبت وبما لا يدع مجالاً للشك أن تلك الجماعات عاجزةٌ عن التعايش فيما بينها أَو إدارة منطقة بعينها وبسط سيطرتها عليها بشكل كامل، بما يضمن استمرار معيشة المواطنين وتحقيق الاستقرار في المجتمع، إلا أن تلك الجماعاتِ المتطرفة ومن يقفون وراءهم برهنوا للجميع مصداقيةَ التوجّـه الذي سعت وتسير عليه قيادة المسيرة القرآنية والمجلس السياسي الأعلى في استعادة الأراضي المحتلّة وتحريرها من الاحتلال الوضيع، وإعادة الاستقرار لأبناء المحافظات المحتلّة ليلحقوا برَكْبِ المسيرة ورجالها الأبطال.
وأشَارَ سلام إلى أن استمرارَ حالةِ الاقتتال والتطرف في المحافظات المحتلّة ولا سيما عدن ينذر بواقع صعب لن يتقبله أبناء عدن ولا المحافظات الأُخرى؛ كونه يهدّد حياتهم ومستقبلهم ويجعلهم أدَاةً في صراع لا ناقة لهم فيه ولا جمل، ويعرّض حياتهم وممتلكاتهم للضياع والدمار بعد أن عبث بها المحتلُّ طيلة الفترة الماضية وسخّر مقدرات الدولة وعائداتها لصالح تلك المليشيات التي أغرقت البلاد في وحل الموت ومستنقع الفوضى والخراب.
وشدّد سلام على ضرورة أن يكونَ لأبناء عدن والمحافظات المحتلّة الأُخرى الدورُ الرئيسي والمحوري في معركة التحرير وَالاستقلال وألا يقبلوا باستمرار هذا العبث والخراب الذي فرضته تلك القوى الباغية على حساب اليمنيين ككل وبما يخدم مصالحَها وأطماعَ قوى الاستكبار العالمي أمريكا وإسرائيل وتمكينها من الحصول على غايتها في التوسع في المنطقة وبسط السيطرة على أهمِّ المنافذ والموانئ، وهو السبب الرئيسي لما تشهدُه عدن اليوم من فوضى ودمار وحروب عبثية جعل منها لقمةً سائغهً في متناول الأعداء.