تحذيراتٌ من سعي الاحتلال لتحويل بُوصلة العداء والمواجهة

 

المسيرة / رصد:

بعد أن شيّع آلافُ الفلسطينيين المناضِلَ والمقاوِمَ العربيَّ، الشهيد نزار بنّات، في جنازةٍ حاشدةٍ انطلقت من أمام مسجد الحسين في مدينة الخليل، الذي أعلن صباح الخميس الفائت عن استشهاده بعد اعتقاله من جانب أمن السلطة الفلسطينية في بلدة دورا في الضفة الغربية المحتلّة، دارت، أمس، عدة نقاط مواجهة بينيه، لتفتح هذه الحادثة أمام الفلسطينيين تحدٍّ جديد في إمْكَانية استمرار تماسك الجبهة الداخلية الفلسطينية أَو ستشهد انفراط عقدها، بعد أن راهن وما زال العدوّ الصهيوني عليها.

ففي الوقت الذي يظل المشهد الفلسطيني كما هو كُـلّ، يوم إرهاب منظم، دهم واعتقالات، بؤر استيطانية جديدة، إذ صادقت حكومة الاحتلال على مخطّط استيطاني يشمل 31 خطة استيطانية في الضفة الغربية، شهدت بلدة بيتا جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلّة، أمس الأول، مواجهات بين الفلسطينيين وجنود الاحتلال، أُصيب خلالها 9 فلسطينيين، وُصفت جراح أحدهم بالخطيرة.

حيث أطلق جنود العدوّ الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيّل للدموع، تجاه مئات المصلين عقب صلاة الجمعة، أمس الأول، بالقرب من جبل صَبيح في بلدة بيتا جنوبي نابلس.

وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيانٍ لها: إنّ “طواقمها تعاملت مع تسع إصابات ومن بين الجرحى، شاب أُصيب بالرصاص الحي في فمه، وتم نقله للعلاج في مستشفى رفيديا الحكومي، مضيفة أن أحد ضباط الإسعاف أُصيب بشظايا زجاج بعينه، كما أشَارَت إلى تضرر مركبتين برصاص الاحتلال”، وأفَاد الهلال الأحمر بـ “وقوع 408 إصابات جراء قمع الاحتلال للمتظاهرين في بلدتي بيتا وأوصرين في نابلس”.

وفي السياق، شهدت قرية بيت دجن شرقي نابلس، مواجهات مماثلة خلال التظاهرة الأسبوعية رفضاً لإغلاق مدخل القرية وضدّ إقامة المستعمرات الصهيونية.

بالتوازي وعلى خلفية اغتيال الناشط بنات، نشر ناشطون فلسطينيون بياناً موقّعاً باسم مجلس عائلة آل بنّات، تضمن المطالب الرسمية للعائلة، والتي يمكن أن “تحول دون انتشار الدم والخراب على كُـلّ قريب وبعيد له علاقة بمقتل نزار بنات”.

فيما شارك المئات من الفلسطينيين في مدينتي رام الله والخليل ظهرَ أمس السبت، في مسيرات حاشدة رافضة ومندّدة باغتيال المعارض السياسي الناشط نزار بنّات الذي قتل على يد أفراد من أجهزة أمن السلطة.

وفي رام الله، شارك الآلاف من المواطنين في مسيرة دعا لها حزب التحرير، جابت طرقات مدينة رام الله انطلاقاً من وسطها رافعين اللافتات التي تجرم قتل بنات وتطالب بمحاسبة المجرمين.

وردّد المشاركون هتافات غاضبة تدعو إلى الكشف عن قاتلي بنات، وتجرّم السلطة وسياساتها وتطالبُها بالرحيل، كما جاءت هُتافاتُ مئات الفلسطينيين الغاضبين عند دوار المنارة برام الله تطالب برحيل محمود عباس.

وفي الخليل شارك المئات مسيرة مشابهة انطلقت من دوار ابن رشد، ردّد خلالها المشاركون الهتافات الغاضية التي تطالب بمحاسبة كُـلّ من كان سبباً في قتل بنات، كما سجلت مقاطع فيديو، اعتداء أجهزة أمن السلطة وبلطجيتها على الفتيات خلال قمع مسيرة سلمية برام الله.

بدورها، قالت منظمة التحرير الفلسطينية، أمس السبت: إن “التحقيق بشأن اغتيال بنات أثناء اعتقاله من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية سيكون شفَّافاً ومحايداً وسيتم الإعلان عن نتائج التحقيق في أقرب فرصة”.

ودعا عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة، ورئيس دائرتها لحقوق الإنسان والمجتمع المدني، أحمد التميمي، رئيس الحكومة محمد اشتية، إلى “إشراك هيئات مستقلة وطبيب عن عائلة المتوفى في لجنة التحقيق ووضع إطار زمني قصير للإعلان عن نتائج التحقيق وإحالة كُـلّ النتائج إلى المحكمة المختصة لمحاكمة المسؤولين عن هذا العمل”.

من جهته، قال الناطق باسم حركة حماس، عبد اللطيف القانوع، في حديث إلى قناة الغد، إن “حالة السخط والغضب المتزايدة التي تعتري شعبنا الفلسطيني بعد اغتيال أجهزة أمن السلطة للمعارض السياسي نزار بنات تتوجب فورًا سرعة محاكمة منفذي الجريمة دون توانٍ”.

وفي تصعيدٍ غير مسبوق، قالت مصادر ميدانية: إن “عناصر أمنية بلباس مدني تعتدي على مراسلة شبكة قدس الصحفية، نجلاء زيتون، بالضرب وتصادر هاتفها خلال تغطيتها مسيرة وسط رام الله تنديدًا باغتيال الناشط نزار بنات، كما زعمت بالاعتداء على الصحفي محمد غفري، مراسل الترا فلسطين، وقد حاول أحد عناصر الأمن الاعتداء عليه ومصادرة هاتفه أثناء البث المباشر، وأُصيب غفري وعدد من الصحفيين بحجارة أشخاص هاجموا المتظاهرين.

من جانبه، مراسل صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية اليؤور ليفي قال: إن “مصادر فلسطينية أخبرتني أن فتح تطالب نشطاءها بالحضور اليوم لمواجهة الفلسطينيين الذين يحتجون على مقتل نزار بنات، هذا حدث استثنائي يحتمل أن يُشعل المنطقة بين الفلسطينيين أنفسهم”.

في المقابل، يظل المشهد الفلسطيني المتورم بالصديد والحزازات البينية المتراكمة، سيد الموقف، ليوم أمس السبت، نتج عنه 20 متظاهراً فلسطينياً جريحاً، حتى كتابة التقرير، وبعض الفصائل والقوى الوطنية طالبت في بياناتها برحيل السلطة المتمثلة بمنظمة التحرير (فتح) ورئيسها عباس، فيما العدوّ الصهيوني ينتظر ما سيسفر عنه الواقع غداً، ليستثمره كما هي العادة لصالحه.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com