دليلُ عظمة الحق في مواقف العظماء

 

نبيل بن جبل

من بعض دلائل عظمة الحق وَقوة الحق وتأثير الحق على نفوس من تعلقوا بهدى الله وذابوا في ما عند الله مواقف المجاهدين العظماء البطولية في ساحات الجهاد وميادين البطولة والفداء التي يجسّدها مجاهدونا في جبهات المواجهة مع العدوّ السعوديّ الأمريكي من بداية العدوان وإلى اليوم، فموقف بطل الحجارة أبو قاصف لم يكن هو الأولَ من نوعه وموقف الجماعي الذي أخرج أحد إخوانه الجرحى من بين لهب النيران وأزيز الرصاص لم يكن هو الثاني، ولن يكون موقف طومر الذي طمر لإنقاذ إخوانه الجرحى المحاصرين بآلياته والنيران بمختلف أنواع الأسلحة تحوط به من كُـلّ اتّجاه،

هدى الله جدير بصناعة الأبطال والبطولات؛ لأَنَّه فيض من نور الله المنزَّه، وفيضُ عطائه وهّاجٌ، لا يقلُّ ولا يأفَلُ ولا ينحسر ولا ينكسر، إنه يعطي السائرين على نهجه الكمالَ والشجاعة والبذل والعطاء ومتى ما فهم الإنسان المجاهد معنى هدى الله وقيمة الجهاد في سبيل الله قيمته المعنوية والمادية فسيكون على أرقى مستوى في تقديمه لدين الله بقوته بعظمته بقيمه ومبادئه وأخلاقه العظيمة وَإنسانيته، وبه يكتمل بناؤه النفسي وتتسق فيه كمالات آدميته التي رشحته ليكون عبداً لله وَ(خليفةً له في أرضه) وخيرَ مَن مثل دين الله وعظمته التي سحرت العقول وأدهشت النفوس وحيرت كُـلّ منظِّري ومفكري ومحللي العالم العسكريين والسياسيين بطولات رجال الله وأنصاره الذين يجسدون معنى الوفاء والتضحية والفداء يوماً بعد يوم قولاً وعملاً في ميادين الجهاد ومحاريب الاستشهاد أُولئك الأبطال الذين بلغوا من القوة والعزة والكرامة والشجاعة والبذل والعطاء مداها ومن الشموخ والإنسانية منتهاها، فهم حاصل البطولة والشجاعة والإقدام وهم حاصل الإنسانية العالية بجميع أبعادها ونواحيها.

إن العظمة البالغة مداها تنطق بلسان الحق في موقف طومر بصحراء المرازيق في محافظة الجوف متجسدة في بطولته التي سحقت آمالَ المجرمين وداست نيرانَ أسلحتهم الحديثة المختلفة التي كانت تحوط مدرعاته وطقومه وهو يغامر بنفسه لإخراج إخوانه الجرحى المحاصرين، هذه المواقف العظيمة ستتخلل في نفوس كثير من بني البشر وستتقد في قلوب الأحرار وستكون موقداً لنور هدى الله ومشاعلَ للهداية ومفاتيح لأن يعرفَ القاصي والداني عظمةَ المشروع القرآني وعظيم الأُخوَّة الإيمانية وسيفهم الكثيرُ من المقصّرين والمفرطين والمتقاعسين عن أداء واجبهم الديني والإنساني أن تفريطَهم وتقصيرَهم وقعودَهم -مهما كانت معاذيره- خطأ كبير وذنب عظيم لا يُغتفر؛ لأَنَّ موقف الشهيد جسّد معنى الوفاء والتضحية والعطاء في ميدان المواجهة.. قدم بذلك الموقف أعلى درجات الإحسان وحقّق وحدَه بقوة إيمانه بأحقية القضية والمسيرة ما عجزت عن تقديمه جيوش العالم بكله، وهذه هي وجهة الدين الصحيحة في التعامل مع العدوّ والإحسان للإخوة في ميدان المواجهة مع العدوّ وليس بعزيز على من يفهم دين الله أن يضحيَ بحياته فداءً لله لنصرة دينه.

لقد كان هذا المجاهد العظيم بحق جندياً باسلاً في كتيبة الإيمان التي قرّرت أن تستميت في سبيل الله لتقدم شاهداً حياً على عظمة الدين على وجهه الأكمل مهما تكلفت من مغارم في سبيل رفع راية الدين وتثبيت أركانه وتدعيم بنيانه ومواجهة أعدائه من اليهود والنصارى وعملائهم ومرتزِقتهم ويجب أن يحرص كُـلّ رجال الله كُـلّ المجاهدين في سبيل الله على أن يربوا أنفسُهم على التضحية والفداء ليكونوا أبطالاً صادقين يؤدبون الطغاة المجرمين ويقلمون أظافرهم ويبددون جموعَهم، كما فعل بطل المدرعات والآليات طومر بصحراء الجوف، وكما فعل من قبله الكثير من الأبطال وكما يفعل بقية العظماء في ميادين الجهاد والعاقبة للمتقين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com