الجنرالات قتلى آل سعود.. والأطفال قتلى الشعب اليمني
سامي رمزي*
بينما لا تنفكُ وسائلُ الإعْلَام الخليجية عن الحديث عن انتصارات وهْمية في اليمن، للتحالف السعودي الطويل العريض، فاذا بالقوات اليمنية، جيش ولجان ثورية، تكشف عن بعض خياراتها الاستراتيجية، حيث تم استهدافُ مركز قيادة التحالف السعودي في منطقة باب المندب بمحافظة تعز، بصاروخ باليستي من نوع “توشكا”، أسفر عن سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى.
مصادرُ استخباراتية وإعْلَامية متباينة ذكرت أن القصف أسفر عن مقتل 152 عسكرياً، تم التعرف حتى الآن على جثث 23 سعودياً، و9 إمَـارَاتيين، و7 ضباط مغاربة، وعدد من قيادات التحالف السعودي بينهم قائد القوات السعودية الخاصة العقيد الركن عبدالله السهيان، وقائد القوات الإمَـارَاتية في اليمن العقيد سلطان محمد علي الكتبي، وقائد معسكر في باب المندب العقيد الإمَـارَاتي سلطان بن هويدان، وقائد كتيبة مرتزقة شركة بلاك ووتر الأميركية الكولومبي “كارل”.
هذه المصادر أضافت أن الهجوم ألحق خسائرَ مادية كبيرة في صفوف قوات التحالف السعودي، حيث أشارت الحصيلة الأولية إلى إعطاب منظومتين لصواريخ باتريوت الأميركية، وتدمير مباني قيادة التحالف وتدمير 3 طائرات أباتشي، وتدمير أكثر من 40 آلية عسكرية، و7 عربات، و5 مصفحات مدرعة تتبع شركة بلاك ووتر الأمنية الأميركية.
العملية النوعية التي نفذها الجيش واللجان الثورية، كشفت من ناحية التوقيت والدقة وطبيعة الهدف عن جهوزية عسكرية وقتالية واستخبارية عالية للقوات اليمنية واللجان الثورية، فمن ناحية التوقيت جاءت قبل بدء سريان وقف إطلاق النار للتحضير للمفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف لإنهاء العدوان على اليمن، كما أنها جاءت بعد كُلّ الأكاذيب الإعْلَامية السعودية والإمَـارَاتية والخليجية عن الانتصارات الوهمية في تعز وغيرها، وكشفت أيضاً عن القوات اليمنية لم تفصح عن جميع أوراقها العسكرية ولم تستخدم جميع خياراتها الاستراتيجية في المرحلة الأولى من هذا العدوان الذي دخل شهره التاسع.
أما من ناحية الدقة، فكان من الواضح أن تحرُّكات العقيد الركن عبدالله السهيان، كانت تحت المراقبة الدقيقة من قبل الجيش واللجان الثورية، حيث تلقى السهيان “وسام الشجاعة” من الفارّ عبدربه منصور هادي في عدن السبت الماضي، وغادرها صباح يوم الأحد صوب منطقة باب المندب برفقة قوة عسكرية من قوات التحالف غالبيتها من الجنود السودانيين، وعندما وصل السهيان ومرافقوه إلى منطقة قريبة من معسكر العمري بباب المندب توقفوا هناك مع حلول المساء، وفور توقفهم تعرضوا للهجوم الصاروخي.
أما طبيعةُ الهدف فكانت رسالةً للسعودية والإمَـارَات مفادُها: أن الجيشَ والقوى الثورية في اليمن ترصُدُ تحرُّكات جنرالاتكم، وستصل إليهم حتى لو كانوا في حصونهم، فإن كانت جنرالات آل سعود وآل نهيان يفتخرون بقتل أطفال ونساء اليمن وهدم بيوتهم على رؤوسهم، فإن الجيش واللجان الثورية تفتخرُ بقتل جنرالات آل سعود وآل ثاني ومرتزقتهم وهدم قواعدهم العسكرية على رؤوسهم، وهذه ليست المرة الأولى الذي ينتقمُ فيها الجيش واللجان الثورية لدماء أطفال ونساء اليمن، من المعتدين، فقد قُتل أكثر من ستين ضابطاً وجندياً سعودياً وإمَـارَاتياً في 4 سبتمبر الماضي عندما ضرب صاروخ آخر من طراز توشكا قاعدة جوية قرب مأرب في شمال شرق اليمن.
القصفُ الصاروخي لم ولن يكونَ الجُرحَ الوحيد الظاهر على جسد الوفد المفاوض الذي يمثل الهارب عبدربه منصور هادي، ومَن وراءه من السعوديين والإمَـارَاتيين وغيرهم من المرتزقة، في اجتماعات جنيف، فهناك جروح أُخراها ظاهرة على جسده المثخن بالجراح، منها سيطرة اللجان الثورية والجيش على بلدات وقرى ومناطق مخافر في عمق الأراضي السعودية في منطقتَي جيزان ونجران، ولن تفيد السعودية حربها النفسية ضد اليمنيين، حول الأوامر التي أصدرها محمد بن نايف ولي العهد السعودي بإرسال قوات أمنية متخصصة في حرب العصابات، فلن يكونَ مصير هذه القوات أفضل من مصير الجيش السعودي المدجج بالسلاح، والفارغ من أية دوافع وطنية للعدوان على اليمن.
من حق أحرار العالم أن يفتخروا بالشعب اليمني وبجيشه وبقواه الثورية، الذين صمدوا كُلّ هذا الوقت، رغم تكالب كُلّ القوى الشر في العالم عليهم، ورغم شراء السعودية للمرتزقة من مختلف أصقاع الأرض، ورغم استخدام التحالف السعودي لأحدث وأفتك الأسلحة الأمريكية والغربية، ورغم كُلّ الحظر الشامل المفروض عليهم، فمن حق الأحرار أن يفتخروا بالشعب اليمني، الذي عاقب المعتدين بقتل ضباطهم وجنودهم وتدمير حصونهم طائراتهم ودباباتهم ومدرعاتهم، بينما قتل المعتدون الجبناء أطفالَه ونساءَه، كفى بالشعب اليمني فخراً أن يذهبَ وفدُه إلى جنيف ليفاوضَ من موقع القوة، مرْفوع الرأس، بينما يأتي وفد عبدربه منصور هادي إلى جنيف مطأطئ الراس إلى الأرض، يحمل ذل الهزيمة وعار الخيانة.
* شفقنا العربي