التينُ الشوكي في اليمن.. زراعةٌ واعدةٌ وعائدٌ اقتصادي كبير

 

المسيرة| محمد صالح حاتم *

تنتشرُ زراعةُ التين الشوكي في مناطقَ كثيرةٍ في اليمن، وخَاصَّة المناطق الجبلية، ذات المناخ البارد المعتدل، وفي السهول وتشتهر منطقة غيمان بمديرية بني بهلول (خولان الطيال) بزراعته بشكل منظم.

وتعتبر “غيمان” من أكبر قرى بني بهلول خولان بمحافظة صنعاء، حَيثُ تقعُ جنوب شرقي العاصمة صنعاء وتبعد عنها حوالي (عشرين كيلومتراً)، وتشتهر بزراعة التين الشوكي.

يوجد في غيمان قصرٌ من قصور حمير ويسمى (المقلاب)، وتوجد به نوافذُ بعدد أَيَّـام السنة، وكانت الشمس تدخل كُـلّ يوم من نافذة، وقد سميت “بغيمان” نسبة لغيمان بن الأخنس أحد ملوك التبابعة.

سكان غيمان أسعد الكامل من ملوك حمير التبابعة وكانت مقراً لحكمه وقد تم دفنه فيها.

وأنت تمُرُّ في المنطقة تشاهد مزارع التين الشوكي تنتشر يميناً ويساراً، وهي تغطي الجبالَ والأراضي الزراعية، بل إن زراعة التين الشوكي تكاد تطغى على أشجار القات، ويلفت نظرَك المزارعون وهم يحملون عصا طويلةً وفي رأسها عُلبة تسمى (المجنى) التي يجنون بها ثمار التين الشوكي، وتجد الكل يشتغل رجالاً ونساء وأطفالاً، وَالكل منهمك في عمله.

 

زراعةُ التين الشوكة

شجرة التين الشوكي هي من أشجار “الصبار” التي تنتشر في الجبال والوديان وزراعتها لا يتدخل فيها الإنسان، بل إنها تنمو من تلقاءِ نفسِها في أغلب مناطق اليمن، حَيثُ تتحمل شجرة التين الجفافَ والحرارة العالية، ولا تحتاج إلى رعاية أَو اهتمام زراعي، ولا تحتاجُ زراعتُها مدخلاتٍ أَو مستلزماتٍ زراعية، وبهذا يعد التين من المحاصيل النباتية الخالية من أية مواد كيماوية، وهو ما يجعل ثمارَه صحيةً وذات قيمة غذائية كبيرة، وكذلك يجعل زراعتَه قليلةَ التكلفة، وهو ما يضاعف من زيادة الفائدة التي سيجنيها المزارع.

في منطقة غيمان والتي أصبحت نموذجاً ناجِحاً لزراعة التين الشوكي بشكل منتظم، يتدخلُ فيها الإنسان ويهتم بها، يقوم المزارعُ بسقيها، وتنظيفها، وقطع الكفوف التي بدأ باليباس، فالتين الشوكي ينتج مرتين في العام موسم الصيف والشتاء، وهو ما يجعل منها شجرة، ذات عائد اقتصادي كبير، كونها تثمر مرتين في العام الواحد.

 

التوسُّعُ في زراعة التين الشوكي

وبدأت زراعة التين الشوكي بالتوسع وتأخذ الاهتمام بها كزراعة منظمة عندما قام صديقُ المزارعين المرحوم أحمد مطهر -أحد أبناء غيمان بزراعة التين الشوكي في الأراضي الزراعية والتعامل معه كمحصول بستاني في العام 1967م- بعد عودته من الخارج، وكانت البداية زراعة أربعة هكتارات بالتين الشوكي، وقد لاقت هذه الخطوةُ الجريئةُ معارضةً واستنكاراً من جيرانه وأصحاب المنطقة، الذين وصفوه بالمجنون؛ كونه سيزرع التين الشوكي في أرض زراعية.

ومن ذلك الوقت وحتى الآن فقد توسعت زراعته وانتشرت في منطقة غيمان خَاصَّة والمناطق المجاورة، وقد زادت المساحةُ المزروعة بالتين الشوكي حتى وصلت في العام 2013م – 1200 هكتار.

ومن خلال دراسة قدمها المهندس عادل أحمد مطهر، ابن صديق المزارعين في (المؤتمر العملي التاسع لجمعية علوم الحياة جامعة إب الذي عقد في سبتمبر عام 2014م)، أوضحت هذه الدراسةُ الفائدةَ من زراعة التين الشوكي في منطقة غيمان والنتائج ا لمتوقعة من ذلك وهي:

– أسهمت زراعة التين الشوكي في غيمان بفعالية في تقليل استنزاف المياه.

– استبدال التين مكانَ القات.

– أصبحت زراعةُ التين الشوكي في غيمان تغطي أكثر من 85 % من المساحة الزراعية المروية.

– التين الشوكي أسهم في توفير أكثر من 13000 فرصة عمل موسمية.

– عكس الهجرة من الريف إلى المدينة.

– وفّر أدنى أسباب الحياة الكريمة لأكثرَ من 70000 نسمة من سكان المنطقة.

– التين الشوكي يعمل في إنتاجه وجمعه أكثرُ من 2000 يد عاملة وافدة من بقية محافظات الجمهورية، بالإضافة إلى أصحاب المزارع.

– التين الشوكي متوفر على مدار العام عبر مجموعات التسويق في الأمانة.

 

مشاريعُ واعدةٌ من التين الشوكي

وفقَ الدراسة فَـإنَّ زراعة التين الشوكي ستوفر أكثر من 2000 فرصة عمل.

– صناعة الكومبوست من بقايا التين الشوكي، (وهي السماد البلدي المحتوي على بقايا النباتات والحيوان) والذي كان قد بدأ في العام 2005م أول تجربة لتصنيع الكمبوست من بقايا التين الشوكي، حَيثُ تم إنشاء مبنى التعبئة والتغليف، وأحواض التخمير، بعد ذلك تم إنشاء معمل إنتاج الكمبوست من بقايا التين الشوكي بنوعية السائل والجاف.

– الصناعات الغذائية، ومنها ثمار التين الشوكي واستخلاص بذرة التين، زيت التين الشوكي، مربى عصير لب ثمار التين الشوكي، عصير لب ثمار التين الشوكي، مخلل من كفوف التين الشوكي، حلويات ثمار التين الشوكي. عصير كفوف التين الشوكي.

– صناعة الأعلاف والتي ستوفر مصدراً للأعلاف والعلائق رخيصة الثمن، من خلال الاستفادة من الكميات الكبيرة من كفوف التين الشوكي المهدرة.

– استخراج المواد الطبية والتجميلية من أزهار التين الشوكي.

– تصدير التين الشوكي والذي كان قد بدأت عملية التصدير في الموسم الشتوي للعام 2014/2013م – إلى لبنان والأردن والسعوديّة، حَيثُ كانت الكمية المصدرة حوالي 341 طناً بقيمة 647.900 دولار.

 

فوائد التين الشوكي الغذائية الصحية:

– خفض مستويات السكر معدلات تتراوح بين 17- 48 %.

– خفضُ فرص الإصابة بمرض السكري.

– تنظيفُ القولون وتحسين صحته.

– الوقايةُ من الإمساك وتنظيم عمليات الهضم والإخراج.

– تحسين صحة القلب والشرايين.

– خفض مستويات الكولسترول السيئ في الجسم، سواء الوراثي أَو المكتسب.

– تقوية مناعة الجسم.

– تقوية العظام والأسنان؛ كونه يحتوي على كمية عالية نسبياً من الكالسيوم.

– خفض نسبة إصابة الكبد بالأمراض.

– وقاية البشرة من بعض مشاكل البشرة مثل: التصبغات والهالات السوداء، وعلامات تقدم السن.

– الوقاية من تساقط الشعر.

*الإعلام الزراعي والسمكي

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com