أممُ الشر وتحالفُ العار وقودٌ للنار

 

أشجان الجرموزي

سبع سنوات من الحصار والدمار، من الظلم والتجويع والنزوح والتشريد، ولا زلنا نرى مسرحية هزلية سمجة أبطالها أمم تدّعي الإصلاح وباطنها النفاق وتحالف لم يستطع حفظ ماء وجهه بعد هزائمَ نكراء وتصريحات واهية يحاولون بها لملمة انكساراتهم، مقذوفات ظهرت لهم بعدها مسيرات وصواريخ مخيفة ترعبهم، وبروباغندا تخيلاتهم صارت حقيقة ظاهرة مرغت أنوف كبريائهم وعنجهيتهم في التراب، لم يتركوا حيلة إلا واستحضروها في حربهم ولا قائمة إلا وحاولوا إدراجَ الأنصار ضمن أحقاد سطورها، لم يكفهِم عارُ ما فعلوا من سنوات، فلا زالت نار الهزيمة تستعر بداخلهم فلا رجولة امتلكوها تطفئ سعيرها ولا مجنزرات الغرب ومنظوماتهم استطاعت منع الخطر المحدق بها فأصبحوا بين نارين نار تلتهم ما يأفكون ونار تقض مضاجعهم وخاب كُـلّ جبار عنيد..

لم تستطع السعوديّة ومن وقف إلى جانبها تقدير سير المعركة في اليمن ولم يعلموا أن الطفل اليمني بألف رجل منهم فما بالهم برجال الأنصار، شيئاً فشيئاً باتت ترمي نفسها في الهاوية تحل الحرام وتحرم الحلال وتنكر المعروف وتعرف المنكر، ولا تعِ أن الله يمتعهم قليلًا ثم سيضطرهم إلى عذاب أليم، منعوا الحج في بيت الله الحرام بحجج الوباء الواهية وما ذلك إلا إذعان للسياسة الأمريكية الإسرائيلية لكن بعد أن شن اليمانيون وكل غيور حملة استنكار لمنع الحج، لم تر السعوديّة بد من وضع حَـلّ لهذه المعضلة؛ لأَنَّها تنافي وتتعارض مع مخطّطاتها ومع ولاة أمرها الغرب، فكان لا بُـدَّ من صرف أنظار اليمن والعالم عن منع موسم الحج لهذا العام وإباحة الترفيه، فقرّروا إدراج أنصار الله ضمن قائمة منتهكي حقوق الطفولة بموافقة الأمم المتحدة التي تظهر كراعية للسلام.

إن كانت تلك الأمم وذاك التحالف ومرتزِقته ومن يشد على يده قد أصموا أذانهم عن صراخ أطفال اليمن، وأغمضوا أعينهم عن دماء وأشلاء أطفال اليمن، فالعالم أجمع يرى مجازرهم يسمع صراخ الأطفال يرى بثينة عين الإنسانية ويرى جريمة أطفال ضحيان وجريمة مستبأ، يرى زينب بيدها المبتورة، ويرى إشراق وساقها، وما مدرسة الراعي عن جرائمهم ببعيدة، يرى العالم كُـلّ ذلك ونرى ويرى كُـلّ طفل في اليمن من انتهك حقوقه وَسلب حريته ودمّـر منزله وقتل أباه وأمه وإخوته، يرى من دمّـر مدرسته وحطم ألعابه يرى من حطم مصدر رزق طفل الميزان وَهدر دمه وناثر أشلاءه لكنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور..

خرج أطفال اليمن في مسيرة حاشدة ليرى غويتريش وغريفيث وبن سلمان وأباه ومن أبهجه قرار العار، ذاك أن أطفال اليمن اليوم هم رجال الغد هم أشبال اليوم يعرفون من انتهك حقوقهم ومن يحميهم، من يسعى لإبادتهم ومن ينشئهم بمنهاج حياة حتى يغدوا ليوثاً لن يستطيع أحد الاقتراب من عرينهم، ليرى كُـلّ أُولئك أنهم لم ينسوا أنهم محاصرون، وأن حرباً باطلة شعواء شنت عليهم فحُرموا من أبسط حقوقهم، لن ينسوا الحج وإن منع فسواعدهم هي من ستسترد حقهم في أن يعود بيت الله الحرام لما أُسِّس له، وأن الباطل مهما علا شأنه فَــلا بُـدَّ له من السقوط المدوي ولن يجد التحالف وأممه حينئذ من غضب الله ملجأ ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون..

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com