شهيدُ الإباء والموقف “طومر”
أصيل نايف حيدان
مؤمناً مجاهداً تقياً نقياً سباقاً بالمواقف كراراً غيرَ فرار واثقاً بالله كُـلَّ الثقة.. انطلق الشهيدُ المجاهدُ/ هاني طومر “أبو فاضل”، قائدُ كتيبة المدرعات والآليات، سطّرَ الموقفَ العظيمَ رغم صِغَرِ سِنه ما لم يسطِّرْه ولن يستطيع أن يسطرَه أكبرُ قائد عسكري في صفوف العدوّ والمرتزِقة يحمل الرُّتَبَ العسكرية والمناصب.
موقف سيخلده التاريخ وتخلده الأجيال.. موقف عجز أكبرُ المحللين السياسيين والعسكريين عن وصفه، سلام الله ورضوانه عليه، انطلق بشجاعة وإخلاص، وكما قال الرئيسُ الشهيد: “كل الشجاعة تنتهي إلا الشجاعة المرتبطة بالله سبحانه وتعالى، فهي الشجاعة التي لا تنتهي”.
هكذا هي مواقفُ مَن يرتبط بمسيرة القرآن العظيمة، وهكذا هم طلابها لا يخافون لومة لائم، يتوكلون على الله لا سواه.. وينكلون بالعدوّ أشد التنكيل.
حقاً.. إنه الشهيد الذي وفّى مع الله ومع رفاقه بميدان العزة والكرامة، فهنيئاً لك أبا فاضل هذا الشرف والوسام العظيم.. فقد بِعت من الله بيعَ صادقٍ ولم تبالِ بقذائف الأعداء وأعيرتهم النارية، وكان كُـلّ همك كيف تنقذ أصدقاءك..
وبعد استشهاده ظل العدوّ والمرتزِقة يرمون أعيرتَهم النارية بكثافة على الشهيد، وهذا لا يدل إلا على خوفهم ورعبهم منه حياً وشهيداً، ولا يعلمون بأنه قد صعد إلى خالقه وكسب الحياة الأبدية.
مهما وصفنا الشهيد البطل وموقفَه العظيم الذي يقشعرُّ له الأبدانُ فلن نستطيعَ أن نفيَه حقَّه ولن نقول إلا:
سلامُ الله ورضوانُه عليك يا أبا فاضل، وهنيئاً لك هذه المرتبةَ العظيمةَ عند الله، ونسألُ اللهَ أن يوفقَنا لما نلتَه من شرف عظيم جِـدًّا وأن يُثَبِّتَنا وينصُرَنا على الأعداء..