أبو فاضل طومر.. أيقونةُ الفداء والتضحية
أبو هادي عبدالله العبدلي
لقد جسّد الشهيد “أبو فاضل طومر” رحمة الله عليه معانيَ التضحية والشجاعة والإخلاص والوفاء في سبيل الله، ولقد سجل موقفاً بما جسّد من شجاعة وبسالة في الإصرار على التضحية لإنقاذ رفاقه وفك الحصار عنهم وسط زخات الرصاص التي أحاطت به من كُـلّ اتّجاه ولكنه لا يكل ولم يمل في تجسيد معاني التضحية والاستبسال لإنقاذ زملائه المحاصرين في جبهة المرازيق بمحافظة الجوف وسط وابل من نيران المرتزِقة الذين فشلوا في ثنيه عن إجلاء دفعتين من المجاهدين..!
عظماء يحفرون ذكراهم في ذاكرة التاريخ وبصموا بنضالهم ومعاركهم شرفَ الموقف وعظيم التضحية والفداء فالعظيم أبو فاضل طومر قضى ثلاثة أعوام كاملة محاصراً مع كوكبة من رفاقه المجاهدين في مدينة الدريهمي بالساحل الغربي ذاق أنواع المعاناة وأشدها قساوة، حصار مطبق من جميع الجهات فكأن هناك كوكبةً من المجاهدين لا تقل أعمارهم عن الرابعة والعشرين وربما أن أبا فاضل طومر أصغرهم سناً وسلاحهم الإيمان وزادهم الثقة بالله ومعينهم الذي لا ينضب، دروس من هدى الله مع أسلحتهم الشخصية لا غير..!
لقد كان للشهيد “أبو فاضل طومر رحمةُ الله عليه” بصمة جهادية في شتى الجبهات والعمليات العسكرية الكبرى منها عملية نصر من الله وعملية البنيان المرصوص وعملية فأمكن منهم، فيما كان يتميز بشجاعة والصلابة والفداء وقد سطر ملاحمة بطولية في الجوف وارتقى شهيداً شامخاً مخلداً واحدة من أعظم مواقف الوفاء والتضحية والاستبسال في سبيل الله دفاعاً عن الوطن.
الشهيد هاني طومر أبو فاضل مدرسة مكتملة من الفداء والشجاعة والتضحية جسّدت آيات قرآنية في الواقع ليسجل موقفاً أذهل العالم وأعجز الكُتاب والخبراء العسكريين في وصفه، موقف أبكى القلوب قبل العيون وحلقت الأرواح في سماء شجاعته وإقدامه ووفائه وتضحيته…!
بطولة ستصدرها الكتب وتدرَّس في الجامعات والمدارس والكليات العسكرية وتضرب به الأمثال على مر العصور فَـإنَّ الشهيد طومر أيقونة الفداء والتضحية والإخلاص في سبيل الله.
سلام الله عليه يوم وُلد ويوم استشهد ليرتقيَ عند الله حياً يُرزَق.