ثقافةُ القرآن وهديُه تصنعُ المعجزات
د. مهيوب الحسام
مَن صنع هذا البطلَ اليمنيَّ الصنديدَ المؤمنَ المجاهدَ العظيمَ، وأبو قاصف وأبو شهيد الجرادي والجبري والموجاني وطه المداني وآلاف الأبطال المجاهدين العظماء، إنه اللهُ الذي وفّق وهدى والثقافةُ القرآنيةُ ونهجُها الإيماني ومؤسّسُها الشهيدُ القائدُ الذي أعادنا إليها بعدَ زمنٍ ودهرٍ من الجدب والعمى والضلال سلامُ الله عليه ورضوانُه ورحمتُه تغشى روحَه الطاهرة ومن بعده قائدنا وقائد ثورتنا هذا القائد العظيم الاستثنائي في هذا الزمن الاستثنائي الذي حمل الراية ووفى سلام الله عليه ورضوانه ما تعاقب الليل والنهار.
إنه اللهُ وثقافةُ مشروع قرآني إيماني رباني فيه هدى الله وقيادة واعية مدركة مؤمنة مجاهدة عظيمة، كُـلُّ هذه العوامل صنعت هؤلاءِ الرجالَ الأبطال المؤمنين المجاهدين في سبيل الله، وبها وجد فيهم كُـلُّ هذا الإيمان والثبات والتضحية والفداء، فحملته هذه الثلةُ من المؤمنين وصنعت به هذه الملاحمَ البطولية الخالدةَ وهذه الانتصارات العظيمة الأُسطورية شبهَ الإعجازية الفريدة من نوعها في التاريخ.
وسيدركُ العدوانُ الأنجلوصهيوأمريكي الأصيل بأدواته الأعرابية السعوإماراتية قريباً والعالمُ كُلُّه بأن هذا البطلَ اليمني المجاهد الشهيد أبـا فاضـل طـومـر بهذا الإيمان العظيم بالله وهذا الإخلاص وهذه الشجاعة والصبر والثبات وبهذه العزة والكرامة والإباء والإقدام والبطولة والتضحية والفداء الذي جسّده واقعاً على الأرض صار عنواناً للعزة والكرامة والعنفوان والبطولة في هذا الشعب ولهذا اليمني العظيم وصار عنواناً لإبائه وإيمانه وجهاده في سبيل الله وصبره وثباته وبأسه وعزمه وإرادته التاريخية في النصر الذي لم يدركْه العدوان.
لم تستطع أقوى قوى العالم المالية والاقتصادية وقوة السلاح والتكنولوجيا التي يملكُها العدوانُ أن تصنعَ رجالاً يقفون أمام هؤلاء الرجال المؤمنين الذين لا يملكون سوى إيمانهم بالله وبحقهم وعدالة قضيتهم وأسلحة شخصية خفيفة لا تُذكر أمام ما يملكه العدوان.
ولو أدرك العدوانُ الأصيلُ وأدواتُه التنفيذيةُ الأعرابية وتحالفُه هذه الحقيقةَ ما قاموا بعدوانهم على هذا الشعب أَسَاساً.
لقد انكسر أمام الإيمانِ العظيم الذي يحمله هذا البطل المؤمن المجاهد النموذجُ لرفاقه وإخوته المؤمنين المجاهدين كُـلُّ طُغاة العصر وفراعنته بكل ما يملكون من سلاح وعتاد وجيوش وثروات ومال وصواريخ وطائرات وبوارج وأقمار اصطناعية وتكنولوجيا، وبالله وبهذا الإيمان العظيم مُرّغت أنوفُهم في التراب، وبهم وبإيمانهم تحقّق وعدُ الله لعباده المؤمنين بالنصر وتحقّق النصر واقعاً وهُزم العدوان واقعاً عمليًّا، ولم يبق سوى مزيد من الصبر والثبات اللازم لتشييعه ودفنه وإعلان هزيمته النهائية الناجزة ونصر المؤمنين النهائي الناجز.
إنها ثقافةُ القرآن الإيمانية التي صنعت هؤلاء الرجالَ وهذه البطولاتِ والانتصاراتِ الإعجازيةَ التي نحمدُ اللهَ عليها ونثني عليه ونخر له ساجدين ونحن نرى آياتِ الله تتجلى أمامنا وتتجسد قدرته واقعاً على الأرض، والتي بها ومن خلالها يجب أن تزيدنا إيماناً بالله وثقةً بوعده الحق القائل: (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) الروم آية (47) صد الله العظيم.
سلامُ الله على مجاهدينا بصمودهم بصبرهم بثباتهم وبإيمانهم العظيم وسلام الله على قيادتنا الثورية المؤمنة المدركة الواعية المقتدرة، والتي بفضل الله أعادت هذا الشعب بقيادتها إلى هدي الله ورسوله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ-، والتي بها عدنا إلى زمن النبوة واقعاً بملاحمها وبطولاتها وانتصاراتها.. هو الله.