أبو فاضـل وبطـولاته
أنهار عاطف
كتب الكثير من الكُتاب عن بطولة الشهيد المجاهد البطل هاني طومر الملقب بـ أبي فاضل، من محافظة صعدة وتحديداً من خولان بن عامر من عائلة متواضعة جِـدًّا، لحق بأخويه الشهيدين ومشى على نهج القرآن نهج الهدى، دفاعاً عن الدين والأرض والعرض، والذي لا تخفى بطولاته على أحد، فقد واجهته المنية وهو ثابتٌ صامدٌ مجاهدٌ في جبهات العزة والشرف جاهد فاستشهد، ونال ما تمنى، ولكن أبى قبل أن يستشهد إلَّا أن يخلد بطولةً، فقد حاصروهم ولم يكن لهم الطريقة أن يتواصلوا، والرصاص من كُـلّ حدبٍ وصوب، ولكن هذا لم يثنِ من عزم الشهيد أبي فاضل فقد امتطى دبابته دون أن يلتفت، وكان زميله يناديه من خلفه، ولكن لم يلتفت، وعندما سأله: إلى أين؟!! فقط أجاب بكلمتين: صلا الكفار، وواصل مسيرته وذهب، والرصاص والمدافع من أمامه ومن خلفه وعن يمينه ويساره، واصل أبو فاضل دون أن يلتفت حتى وصل، ومن ثم عاد وأبى إلا أن يعود مرة أُخرى لينقذ الجرحى، ولم ينتظر المدرعة حتى تصل أخذ أحد الطقوم العادية وذهب ولم يصب بأذى، أخذ الجرحى وعاد مسرعاً، أفرغ حمولته وذهب للدفعة الثالثة دون أن يخاف أَو يهاب الموت؛ لأَنَّه يعلم أنه مجاهد في سبيل الله ونصرة لدين الله، ذهب محاولاً الوصول ولكن الرصاص من الأمام ومن الخلف وعن اليمين وعن اليسار، حاول الأعداء أن يوقفوه ولكن ذلك لم يمنعه فقد حاول حتى جرح ومن ثم استشهد وهو لم يتراجع خطوة إلى الوراء..
هذه هي روحية وثقافة وتضحيات العظماء، فقد سطر قبله أخواه الشهيدان ملاحمَ بطولية يشهد لها التاريخ، وعندما صرح والده قال: أوجه تحياتي لقائد مسيرتنا، وها أنا قدمت ثلاثةً بقناعة، وأفتخر ببطولاتهم التي رفعت رأسي أمام ربي وبقي لديَّ أربعة آخرون سيلحقون بركب إخوانهم وسنقدم كُـلّ غالٍ ونفيس.
سلامُ الله عليك والدَ الشهيد وسلامُ الله على الشهداء جميعِهم، فهكذا هي تضحيات أبناء اليمن يشهد لها التاريخُ ويكتب عنها الكُتابُ بطولات ينشد بها الظهر.