أعراضُ ما قبل الموت النفسي
أمل المطهر
لا بد أن تقفَ مع نفسك إن كنت ما تزال على قيد الحياة ولم تفتك بروحك سمومُ العدوّ التي يبثها عن طريق أساليب حربه الشيطانية، لا بُـدَّ أن ترى إن كانت هذه الأعراض قد ظهرت عليك فأنت قد أصبت في صميم نفسيتك وأصبحت في مرحلة صعبة وعليك أن تتدارك الأمر وتحاول العودة والتمسك بأي خيط نجاة قد ينقذك من موت الضمير واضمحلال النفسية وضياع الروح وفقدان الهُــوِيَّة الإيمانية..
إليك أهم هذه الأعراض التي يجب أن تقيس خطورة وضعك عليها.
حينما تختلط عندك الأمور وترى عدوك صديقاً لك وصديقك عدواً لك وتحاول أن تبرّر جمودك في كُـلّ قضاياك الهامة والرئيسة في الحياة بالحيادية والاعتدال، محاولاً إقناع نفسك بأنك على صواب.
عندما تبدأ بوضع المبرّرات لكل خطواتك السيئة تجاه كرامتك وإنسانيتك ورضاك بالعيش في ظل القمع والامتهان وترويض النفس على القبول بما لا يتناسب مع فطرتها البشرية التي خلقها الله تعالى بها.
حينما تموت فيك الغيرة وينتهك أمامك العرض وتنهب الأرض وأنت تختبئ خوفاً من المواجهة، ظناً منك انك أصبحت في مأمن من الخطر ولا تشعر بأي شيء يثور بداخلك أَو يتفجر في أعماقك.
حينما تدس إصبعك في عينك لتكون أعورَ مع قطيع العور ومسايراً للتيار أينما سحبك حتى وإن كان إلى مكب نفايات التاريخ فلا تبالي بذلك المهم أن تساير الوضع.
حينما ترى أنك أصبحت غيرَ مبالٍ بكل الجرائم التي تقوم بها قوى الاستكبار العالمي ضد الشعوب العربية والإسلامية وترى بعين قاصرة وغبية ما يدور حولك.
حينما ترى دينك يُستهدف ومقدساته تُنتهك وكل ما يتعلق به يُهاجم ويحارب ولا تتأثر أَو تثور حميتك وغيرتك.
حينما تعجب بما يأتيك من الغرب بكل تقاليعهم الغريبة وصرعاتهم المقرفة وتنجذب نحوهم في كُـلّ شيء دون أن تفكر للحظة أَو تتوقف لبرهةٍ لتسأل نفسك: أين أصبحت وكم ابتعدت؟
ومن أنت في الأصل والانتماء وما هي هُــوِيَّتك في الأَسَاس؟!!
عندما تجد نفسك تناصر من يقتلون أبناء أمتك وينتهكون عِرضك، حينما تصبح في صفهم ترفع صوتك في كُـلّ مكان؛ دفاعاً عن أفكارهم ومعتقداتهم التي تستهدفك أنت في الأول قبل الآخرين وتسير مغمض العينين في طابور عبيدهم إلى هاوية السقوط كالأحمق.
حينما تُعد أمتك العدة ويسارع صغيرها قبل كبيرها لمواجهة العدوّ والكل يلملم جراحاته وينهض بثبات لخوض المعركة الفاصلة لتحرّر المطلق من أي ارتهان أَو عبودية للخارج وتبحث حينها عن ذاتك بين الصفوف فتجد أنك غير موجود وأصبحت هناك جنديا حقيرا في صف العدوّ تمسك سلاح التغافل والجهل وتسير مع عدوك القدة بالقدة حتى تدخل جحر الضب بكل إرادتك.
حينما وحينما وحينما.. أعراضٌ كثيرةٌ وكبيرةٌ تظهر عليك، كانت بدايتها انزلاقات صغيرة وتنازلات بسيطة وتهاون طفيف أوصلك إلى مرحلة اللاعودة والموت السريري للنفس.
الكثيرون وللأسف قد وصلوا إلى تلك الحالة النفسية البائسة؛ بسَببِ عدم الالتفات لمسببات تلك الأمراض الخبيثة وانعدام الوعي والإدراك بماهية هذه السموم التي يتشربونها ويرونها ويسمعونها على مدار يومهم فهل ستعي أُمَّـة الإسلام أن ما تتعرض له من حرب نفسية هي أخطر وافدح من كُـلّ أسلحة الدمار الشامل.