عشراتُ القتلى والجرحى بغارات جوية على معسكرات “الإصلاح” في أبين

 

المسيرة | خاص

تعرضت قواتُ الفارّ هادي ومرتزِقة حزب الإصلاح في محافظة أبين، الأحد، لقصفٍ جوي من قبل طيران تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي، أَدَّى إلى سقوط العشرات من القتلى والجرحى، وذلك بعد يومَين فقط من سيطرة تلك القوات على مديرية “لودر” التي كانت معقل مليشيا ما يسمى “المجلس الانتقالي” التابع للإمارات، الأمر الذي يعيد إلى الأذهان أحداثاً مماثلة شهدها الصراع الذي تديره الرياض وأبو ظبي بين طرفي المرتزِقة؛ مِن أجلِ تقاسم النفوذ في المحافظات المحتلّة.

وأفَادت وسائل إعلام مرتزِقة حزب الإصلاح، بأن غارات جوية استهدفت مقر ما يسمى “اللواء الخامس مشاة” التابع لقوات الفارّ هادي في مديرية مودية، ونقلت عن مصادر “عسكرية” أن طائرة إماراتية هي من نفذت الغارات.

وقالت وسائل الإعلام: إن الغارات أَدَّت إلى سقوط ما يقارب 40 جندياً وضابطاً بين قتيل وجريح.

وجاءت الغاراتُ عقب يومين من سيطرة قوات الفارّ هادي وحزب الإصلاح على مديرية “لودر” بضوءٍ أخضرَ سعوديٍّ، وهو ما توعدت مليشيا “الانتقالي” التابعة للإمارات بالرد عليه عسكريًّا وجعل “المسؤولين عنه يدفعون الثمن”.

وأشَارَت وسائلُ إعلام حزب الإصلاح إلى أن الغارات جاءت كترجمة لتصريحات المليشيا المدعومة من الإمارات.

لكن وسائل إعلام مليشيا الانتقالي، زعمت أن طائرات أمريكية بدون طيار هي من شنت الغارات، وذلك لاستهداف “قيادات في تنظيم القاعدة” كانت في المعسكر، وذلك تكريساً للدعاية الرئيسية التي تستخدمها الإمارات ضد حزب الإصلاح، وهي “الإرهاب”، بالرغم من أن الطرفين (الإصلاح والانتقالي) لديهما علاقات قوية بالجماعات التكفيرية.

وجاءت الغاراتُ بعد وصولِ تعزيزات عسكرية كبيرة لقوات الفارّ هادي ومرتزِقة حزب الإصلاح إلى المحافظة، في مساعٍ للسيطرة على المزيد من معاقل مليشيا “الانتقالي” وسط تهديدات إعلامية بـ”اقتحام عدن”.

كما كانت مصادر إعلامية قد أبلغت بتعرُّضِ معسكر ما يسمى “اللواء 103” التابع لقوات الفار هادي وحزب الإصلاح جنوب لودر، لقصف جوي “مجهول” خلال اليومين الماضيين.

ويعيد ذلك التذكير بغارات مماثلة تعرض لها مرتزِقة حزب الإصلاح خلال جولات الصراع السابقة مع مليشيات الانتقالي، حَيثُ تأتي هذه الغارات غالبًا لتؤكّـد أن السعوديّة والإمارات ترسم لطرفَي المرتزِقة حدوداً معينةً لا يُسمح لهما بتجاوزها.

وفي هذا السياق، يبدو أن الغاراتِ الأخيرةَ على معسكرات مرتزِقة الإصلاح في أبين كانت بمثابة إنذار لهم بالبقاء في حدود المناطق التي تم السماح لهم بالتحَرّك فيها، وهو أمر غير جديد، ولن يستطيع “الإصلاح” فعل أي شيء حياله، كالعادة، سوى الانصياع للأوامر.

وكانت الإمارات قد استخدمت عذر “الإرهاب” لتبرير قيامها بقصف قوات الفارّ هادي وحزب الإصلاح في منطقة العَلَم عام 2019، والذي أسفر عن سقوط قرابة 300 قتيل وجريح، ولم تستطع حكومة الفارّ هادي فعل أي شيء.

في سياق متصل، تحدثت وسائلُ إعلام موالية لحزب الإصلاح عن محاولة اغتيال تعرض لها القيادي المرتزِق أبو مشعل الكازمي، مدير أمن المحافظة التابع للفارِّ هادي.

وقالت وسائل إعلام الإصلاح: إن المرتزِق الكازمي تعرض لكمين مسلح، نصبه له مسلحو مليشيا “الانتقالي” لكنه نجا.

وكان المرتزِق الكازمي أحد قيادات الهجوم الذي شنته قوات الفارّ هادي ومرتزِقة الإصلاح على مديرية “لودر” والذي أسفر عن السيطرة عليها، بضوء أخضر سعوديّ.

ومن المتوقع أن تتصاعدَ وتيرة الاغتيالات المتبادلة بين مرتزِقة الإصلاح والانتقالي خلال هذه الفترة، وهو الأمرُ الذي أشار إليه الأخير بوضوح، في حديثه عن محاسبة المسؤولين عن عملية السيطرة على لودر، وجعلهم “يدفعون الثمن”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com