قناةُ المسيرة تزهِقُ أمريكا

 

مصطفى العنسي

في كُـلّ جبهةٍ ومَيدانٍ كانَ لقناة المسيرة وإعلامِها صولةٌ وجولةٌ، فقدْ وقفتْ قناة الحق وصدق الكلمة بقوةٍ أمامَ جبهة التزييفِ والتضليلِ لقوى العُدوانِ بما تملكهُ منْ هالةٍ إعلاميةٍ ودعمٍ غير محدودٍ لآلاف القنوات والشبكات الإخبارية والمواقع الإلكترونية والصحُف والأبواق المأجورة.

وقدْ تميزتْ وبقدرةٍ عاليةٍ على تبيينِ الحقائقِ وكشفِها وإيصالها الحقَّ والحقيقةَ كُـلّ العالََم.. وأسمعتْ مظلومِيِّةَ شعبنا اليمني كُـلَّ صامتٍ وساكتٍ ومُتفرجٍ وكلَّ مُتنصلٍ في هذا العالَم.. وكانتْ بمثابةِ الحُجّـة الدَّاحضة في إيقاظ الهمم في عالَمِ التعتيمِ وقلْبِ الحقائق.. فهي صوتُ من لا صوتَ لهُ وهيَ كما يقولُ الشاعر:

قدْ أسمعت لو ناديت حياً                ولكنْ لا حياةَ لمنْ تُنادي

ولو ناراً نفختَ بها أضاءتْ              ولكنْ أنتَ تنفخُ في الرمادِ

فمنذُ اللحظة الأولى لانطلاقتِها كانَ يَبْرُزُ في برامجها السياسيّة والتثقيفيّة والاجتماعية وما تتناوله من خِضَمِّ الصِراع العسكري والأمني والاقتصادي.. كانَ البارزُ والمُلاحظ هو اعتمادها على مسارينِ مهمّيَّن وهما (عينٌ على القرآن – وعينٌ على الأحداث) ومواكبتها المُستمرّة للأحداث على ضوء المنهج الذي تنتمي إليه وتنطقُ باسمهِ وعلى أَسَاسهِ هوَ نورُها الذي تستضئُ بهِ في ظلماتِ الباطلِ بكلّ إمْكَانياتِه ووسائله وسياساتِه.. وما قدّمَهُ الشهيدُ القائد، وما يُقدّمُهُ السيدُ القائد، يعتبران من الأُسُس التي تعتمدُ عليهِ قناةُ المسيرةِ في معرفةِ الأحداثِ وتحليلها ومعرفة مآلاتِ الأحداثِ على ضوئِها..

بفضلِ اللّه كانَ دورُها قويَّاً، أزهقتِ الباطلَ بتضليلهِ وزيفهِ ودعاياتهِ الكاذبة، كما يقولُ اللّه (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا) (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُون).

لقد أُصيبت قنوات الأعداء بالتخبط والهوس والتناقض والفشل أمام قناة المسيرة الحرة والأبية، مما جعلهم يقدمون على حجبها في بداية العدوان، ثم إعادتها ورفع الحجب عنها، في تخبط واضح يمثل هزيمتهم الإعلامية.. والتي لا تكاد تنفك عنهم عقدة النقص والضعف والهوان الذي أصابهم في مقتل مما جعلهم يقدمون مؤخّراً على حذف موقع المسيرة الإلكتروني كخطوة العاجز والجبان والمنهزم..؛ لأَنَّهم لم يعودوا يملكون زمام التحكم في غرائزهم وكبح نشوزهم الناتج عن عجزهم حتى لا يظهر للعلن كما حكى الله عن أمثالهم (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِم وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون).

لقد خسئوا بفعلهم القبيح؛ لأَنَّهم أصلاً يقدمون على هكذا خطوات في ظل حربهم المُستمرّة وعدوانهم المتواصل الذي يريدون من خلاله (وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا).

لذلك نتوقع منهم كُـلّ شيء في حربهم علينا؛ لأَنَّ هدفهم واضح وجلي وقد كشفه الله لنا (أَلَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ).

فبما أن هدفَهم هو إضلالنا والقضاء علينا لن نألوَ جُهداً في مواجهتهم في كُـلّ موطن وميدان حتى نصلَ بهم بفضل الله وعونه وتأييده ومعيته إلى مستوى الاعتراف بهزيمتهم والاعتراف بمشروعنا القرآني العظيم الذي سيسودُ العالم ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً..

وستنتهي أمريكا وسيادتها العالمية حتماً وينتهي معها مشروعها الزائل والمنتهي.. وسيخفُتُ صوتها وإعلامها بظهور وسيادة إعلام مسيرتنا القرآنية..

وقريباً قريباً سيرى كُـلُّ العالم تحقُّقَ وعد الله في ظهور الحق وانتصار مشروع القرآن ودين الله القويم.. وزوال الباطل بزوال طاغوت أمريكا وإسرائيل ومن والاهم (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أي مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُون).

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com