طومر يستحقُّ الحياه من الموت
أبو المعتصم الحمامي
طومر لقد غامر وطمر وأكرم بنفسه لإحياء من كان جريحاً على قيد الحياة ومحاصر.
لكن تختلف النفوس وتختلف المواقف وتختلف الطرق والنضر في البصر والبصيرة بين من كان يدافع عن الأرض وبين من باع الأرض.
طومر أحد المجاهدين الواقف بالحق ومع الحق وكر وفر لإنقاذ من كان طريحَ الأرض وجرحى يناشدون من كانوا على قيد الحياه الجريح يستحق المساعدة الإنسانية سوى في طريق الحق أَو الضلال.
طومر عنوانُ الإنسانية والتضحية تقف له جبالُ اليمن بشموخها إجلالاً وتعظيماً لهذا الرجل العظيم الذي لا نستطيع أن نفيه بحقه وأن نطقت أقلامنا.
لقد ترجّل بأقدامه وتسلم نفسه لمن يحاولون إحباطَه بعدم الوصول إلى إخوانه المجاهدين التي تسيل دمائهم وليس لهم حول ولاقوه إلَّا رحمه الله ورحمة عباده.
طومر لقد ترجل بخطوات متقطعة متكئاً جراحه ولهث أنفاسه ومعترف بما اقترفه من جريمة بإنقاذ المجاهدين الجرحى وتسليم نفسه لمن باع أرضه.. ألم تعِ وتتفهم من هذا الموقف؟!.
لقد تم معاقبته وقتله بطريقة الأنذال فلو كانوا في طريق الحق لفرقوا بين الحق والباطل لقد تم قتله وهو في أثناء اتّجاهه إلى مواقع المرتزِقة فلو كانوا رجالاً يحملون قيمَ ومبادئ الإنسانية لتركوه إكراماً له ولموقفه البطولي والشعور بالرحمة في حق الإنسان ولكن فرصه الأنذال لامعنى ولا مراعاه أَو جدال.
طومر لقد أنقذ وأعاد إلى الحياة من الجرحى ما يقارب العشرة أَو العشرين، فالعشرة يعولون مئة والعشرون يعولون مئتي نفس.
لقد جاد بالحياة وأجاد الله عليه بالحياة الأبدية، فسلام ربي عليه وعلى روحه الطاهر وسلام ربي على كرم النفوس المتشبعة بالدين والقيم والأخلاق والعطاء وبيع النفس في سبيل ربي.
اللهم ارحمه وأكرم نُزُلَه معَ الأنبياء والصالحين.
(إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ).
حفظ الله اليمن أرضاً وإنساناً.
ولا نامت أعين الجبناء.