مقوّضات السلام من المنظور الأممي.. الهجوم على البيضاء حلال والمعارك في مأرب حرام!
المسيرة: نوح جلّاس
تواصل قوى العدوان وأدواتها تبني معارك القاعدة في محافظة البيضاء، ومساندتها، جواً وبراً، في حين أعلنت القوى المعتدية إطلاق عملية “عسكرية” في البيضاء، تهدف للهجوم على المحافظة، لتؤكّـد بذلك أن دعوات السلام التي تتغنى بها مُجَـرّد أكاذيب لكسب الوقت.
التصعيد العدواني في البيضاء يفضح كذلك الازدواج الأممي الأمريكي في آن واحد، حَيثُ تؤيد أمريكا وتدعم الهجوم على البيضاء، في وقت تزعم أن المعارك في مأرب تهدّد جهود السلام، في حين تكتفي الأمم المتحدة بتوفير الغطاء السياسي للتصعيد السعوديّ الأمريكي الجديد، وتنشغلُ بالبحث عن وسائلَ لوقف المعارك في مأرب، بذريعـة أنها تقوض مساعي السلام، عكس المعارك في البيضاء التي تعتبر من المنظور الأممي والأمريكي مساراً لتحقيق “السلام”!.
وفي ظل هذا الاصطفاف “أمريكياً – أممياً”، باتت قوى العدوان وأدواتها منتشية من جديد، حَيثُ حولت كُـلّ جهودها صوب البيضاء، لدعم مقاتلي القاعدة المتواجدين في الصفوف الأمامية، بعد أن أمّنت مأرب بالمساندة الأممية، حَيثُ ما يزال غوتيريش ينتهج سياسة الدفاع عن مأرب بكل الوسائل، السياسية والدبلوماسية، ويتخذ قرارات مدفوعة الثمن.
وفي المقابل، يرى مراقبون أن توسيعَ تحالف العدوان وأدواته للتصعيد في البيضاء، يشكل معاناةً أُخرى على السكان، حَيثُ أن المشاركة المباشرة لعناصر القاعدة الإجراميين في المعركة، تعني عودة كُـلّ الأعمال التخريبية، وممارسة كُـلّ الجرائم بحقهم، كما حدث ويحدث في المناطق التي يسيطرون عليها، حَيثُ يتعرض كُـلّ من يخالف توجّـهاتهم للإعدام والصلب وأبشع الجرائم الإنسانية، في حين يشارك طيران العدوان في مساندة التكفيريين بغارات مكثّـفة عشوائية، ليتبين مجدّدًا أن قوى العدوان لم تكن يوماً آبهة بمعاناة المواطنين، كما زعمت إبان العمليات في مأرب، كما ترسخ نزعتها العدوانية بأنها لم تكن يوماً حريصةً على السلام.
وبالحديث عن الجانب الوطني، فَـإنَّ التصعيد العدوان الأمريكي السعوديّ الداعشي المعلن على البيضاء، يضيف مكاسب سياسية وأُخرى عسكرية إلى الانتصارات المتوالية التي حقّقتها في الفترة الأخيرة، فمن زاوية سياسية استفادت صنعاء من التصعيد المعلن، بفضح دعوات السلام الزائفة التي تولت كبرها الأمم المتحدة وواشنطن، خلال فترة تصعيد العمليات في مأرب، حَيثُ تعتبر عمليات العدوان فضحاً لكل القلق المزعوم والحرص الكاذب على جهود السلام التي كانت تتحدث عنها الأمم المتحدة وداعمو التحالف الدوليون والإقليميون.
كما أن هذا التصعيد المعلن وبمشاركة داعشية أَسَاسية ومباشرة يفضح مرة أُخرى علاقة العناصر التكفيرية بالعدوان، حَيثُ تعترف عناصر الاستخبارات الصهيوأمريكية بسقوط قياداتها صرعى خلال مشاركتها في القتال ضد الجيش واللجان الشعبيّة، وتنشر “بيانات” عن خوضها معاركَ في عدة محاورَ من البيضاء، بالتزامن مع تبنِّي تحالف العدوان لتلك المعارك، ودعمها عسكريًّا ولوجستياً وإعلامياً واستخباراتياً، وهو ما يؤكّـد أن واشنطن وأدواتها في تحالف العدوان لم تعد تخشى انكشاف العلاقة، واتخذت السير في مسار جديد ضمن مساراتها العدوانية ضد الشعب اليمني، بإعلان تبينها للتكفيريين، مستندةً على غطاء إعلامي تضليلي، وردود فعل أممية ودولية مبرمجة مسبقًا.
وبحسب مراقبين، فَـإنَّ الإعلان السعوديّ الأمريكي ضمنياً عن العلاقة المباشرة بالتكفيريين ليس جديدًا، بل إن الجديدَ هذه المرة هو عدم خوف واشنطن وأدواتها من انكشاف تلك العلاقة، وبدؤُها العملَ على ترسيخها تدريجيًّا في أذهان المنخدعين بالعداء “الأمريكي – الداعشي”، أما الردود الدولية فهي لم تكن بمنأى عن المخطّط الأمريكي.
أما المكسب العسكري، فَـإنَّ تكتل قوى العدوان بشكل مكثّـف بمشاركة واسعة للقاعدة والتكفيريين والإصلاحيين في البيضاء، جعل الضربات العكسية للجيش واللجان الشعبيّة تلتهم أكبر قدر من الجحافل الغازية، كما أظهرت وبشكل واضح مواقع التمركز التكفيرية الإصلاحية أمام أسلحة، وهو الصيد الذي كرست القوات المسلحة جهودها لتطهير الورقة الإجرامية من كُـلّ المناطق اليمنية، ومن جانب آخر استطاعت تخفيف الخطوط الدفاعية للمرتزِقة في مأرب باستدراج مرتزِقة الإصلاح وأدواته إلى البيضاء.
وفي سياق ذلك، تكبدت قوى العدوان وأدواتها التكفيرية بشقيها الإخواني و”القاعدي” خسائر فادحة في الأرواح والعتاد جراء الهجمات المكشوفة والزخم البشري “الانتحاري”، حَيثُ أفادت مصادر خَاصَّة للمسيرة بأن نيران أبطال الجيش واللجان الشعبيّة أسقطت العشرات من المرتزِقة بين مصاب وقتيل خلال الساعة القليلة القادمة، فيما سعى المرتزِقةُ للتغطية على الخسائر المهولة بـ”انتصارات” وهمية، وهي العادةُ التي درجت عليها قوى العدوان طيلةَ ست سنوات مضت.