جيشُ أمريكا “المموَّه”
سند الصيادي
على صفحات (جلوبال ريسيرش)، وَهو موقعٌ كنديٌّ شهيرٌ نُشِرت مادةٌ بحثيةٌ أكّـدت في تفاصيلها أن تنظيمَ القاعدة وتنظيم “داعش” الإرهابي قد تم صناعتُها في داخل الولايات المتحدة الأمريكية، وهما أدَاةٌ للإرهاب التي تهدفُ أمريكا عن طريقهما إلى تقسيمِ وغزو الشرق الأوسط الغني بالنفط.
وَفي المادة البحثية المنشورة على الموقع الكندي، حشد الباحث المصادرَ البحثية الدولية التي سبقته في هذا السياق، بما فيها الاعترافاتُ الأمريكية بالوقوف وراء هذه الجماعات الإرهابية بأسمائها المتعددة، مورداً تاريخاً مطوَّلاً من الخدمات التي قدمتها تلك التنظيماتُ لأمريكا، بدءاً بخططِ وقف المد السوفيتي في آسيا والشرق الأوسط، مُرورًا بأحداث إندونيسيا وباكستان وأفغانستان، وأخيرًا وليس بآخر فاعليتُها في العراق وسوريا واليمن.
تحدث الكاتبُ عن قاعدة “الحُب والكراهية” التي تحكُمُ علاقةَ أمريكا مع هذه التنظيمات، وَبأنها جيشُ أمريكا الفاعل وَالسري، حَيثُ ثبت فاعليةُ استخدامها كسلاح فعال في السياسة الخارجية؛ لخدمة المصالح الأمريكية، فيما يظهر صُنَّاع السياسة الخارجية الأمريكية بموقف معارَضة التطرف الإسلامي، بحسب الباحث.
وأنا أقرأُ الحقائقَ التي سردها الموقعُ تبادرُ إلى الذهن أقوالُ ومحاضراتُ الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي، وَالذي بفكره القرآني السليم وَنظرته الثاقبة للأحداث كان أولَ مَن رمى حجراً في مياه هذه الحقيقة بأن أكّـدَ أن القاعدةَ والإرهاب العالمي عُمُـومًا صناعة أمريكية، وبأن السياساتِ الأمريكية الصهيونية في الشرق الأوسط هي السرطان، وَما مفهومُ الحرب على الإرهاب إلَّا الإرهاب بعينه.
وبقدر ما كنا في اليمن السباقين في فضح نشأة القاعدة وَداعش والتحذير من أجندتها الصهيوأمريكية، كنا كذلك الأكثر فاعليةً في مواجهتها ميدانيًّا وَهزيمتها بفضل العمليات النوعية التي قام بها رجالُ الجيش اليمني واللجان الشعبيّة، في الوقت الذي تؤكّـد صنعاء في كُـلّ موقف إلى أنها أدوات أمريكية تتحَرّك بإيعاز أمريكي مباشر وَوفق أجندة أمريكية بحتة.
وبتوالي هذه الشواهد والدلائل ميدانيًّا، تتعززُ دوافعُنا الداخليةُ المبنية على أُسُسٍ دينية وَوطنية وأخلاقية بالمواقف التي نتموضعُ فيها، وَبالمعركة المقدَّسة التي نخوضُها في مواجهةِ هذه الأدواتِ وَالمشروع الذي تسعى إلى تحقيقِه في بلادنا، وَلن تنطليَ على كُـلِّ عاقل تلك المزاعمُ التي يسوِّقُها إعلامُ الدجل العربي المتصهين وَالتي تحاول تجميلَ الصورة بتوصيفِ تلك الجماعات بكونها قواتٍ حكوميةً أَو رجالَ قبائل.. أَو في أحسنِ الأحوالِ تصويرها كـ “جماعات سلفية”!.