انحطاطُ الأمم المتحدة وغيابُ دورها الرقابي
أم الحسن أبو طالب
ويسقُطُ القناعُ في كُـلّ مرة عن وجوه من يدّعون السلامَ ويوهمون الجميعَ ببحثهم عنه وسعيهم إليه، وهم في الواقع أقربُ ما يكونون إلى إشعالِ فتيل الحروب والمعارك وما تسترهم على الجناة وتبرأتهم من كُـلّ ما يقدمون به من خروقات ونقض للعهود والمواثيق إلا خير دليل على ذلك.
وكما جرت العادة دائماً تستمر البعثة الأممية وفرقها الرقابية في تجاهلها الوقح لكل الخروقات التي يقدم عليها التحالف ومرتزِقته، لينطبق عليها وصف المَثَلِ الشائع في تجاهلها لكل ذلك بالقول «أذنٌ من طين وأذنٌ من عجين»، فسعيها في الواقع ليس إلا لفرض رقابة على جانب واحد فقط وترك الجانب الآخر يلهو ويمرح دون قيود أَو ضوابط.
وفي الوقت الذي يفترض فيه على الأمم المتحدة أن تكون عنصراً محايداً في الصراع نراها ويراها الجميع بكل وضوح أصبحت سنداً للتحالف ومرتزِقته وعوناً لهم من خلال التماهي بعدم رفع أية إحاطات عن خروقاتهم واعتداءاتهم المُستمرّة بل نلمس غيابا تاما لدورها في هذا الجانب.
وفي مراوغة مفضوحة، تطالب فِرَقُ الأمم المتحدة المعنية بمراقبة الخروقات من الطرفين، تطالب بالنزول الميداني لزيارة المواقع والأماكن التي تحدث فيها خروقات قوى التحالف ليس رغبةً منها في كشف الحقائق ولكن فقط لإيهام الجميع بجديتها الزائفة في رصد خروقات التحالف ليتضح فيما بعد عدم جدية أيٍّ من تلك التحَرّكات في أن يكون لتلك اللجان والفرق كلمةٌ أَو موقف تجاه أية تجاوزات يثبتُ حدوثها في أرض الواقع.
فريق الأمم المتحدة بانحطاط القيم المهنية والإنسانية لديه تجرد عن كُـلّ ما يدّعيه من رعايته لحقوق الإنسان ورغبته في إحلال السلام وأصبح باطلاعه على ما يحدث من احتجاز للسفن رغم التراخيص التي تمتلكها تلك السفن أصبح شريكاً في الحصار الذي تفرضه دول التحالف ويفاقم الوضع الإنساني المتردي الذي تسبّب به الحصار والعدوان.
لقد غابت عدالة الأمم واختفت خلفَ دهاليز العمالة، بائعة ضميرها الإنساني وقيمها وقوانينها لمن يدفعُ لها مقابل سكوتها عن مظلومية اليمن، وما يحدث للملايين من أبناء الشعب اليمني الذين يموتون كُـلّ يوم؛ بفعل الحرب والحصار، نعم ماتت عدالتهم، لكن عدالة السماء باقية، وهي من ستنتقم لكل المظلومين والمكلومين والمستضعفين ولو بعد حين، وسينصر الله من نصره، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون.