جنونُ العُملة.. الدولارُ بألف ريال!
السياسَة “الخرفة” لحكومة المرتزِقة أكثر فتكاً بالاقتصادي الوطني من فيروس كورونا
المسيرة- أحمد داوود
وصل المواطنُ اليمني في المحافظات الجنوبية المحتلّة إلى حافة الموت،.. لقد تخطى “المجاعة” بمراحلَ كثيرة، ومع ذلك يستمر العدوان الأمريكي السعوديّ في سحق “الريال” اليمني بلا هوادة.
الشارع الجنوبي يصرخ باستمرار، فآلامه وجراحه لا حدود لها، ومع كُـلّ سحق للعملة، يخرج الآلاف ليعبروا عن سخطهم واستيائهم لهذا الوضع، كان آخرها مظاهرات خرجت، يوم أمس، في مدينة عدن المحتلّة، ندّد فيها المتظاهرون بالفساد المالي، وتفشِّي الفقر في أوساط المواطنين، لا سِـيَّـما مع تجاوز الدولار الواحد الألف، وهو ما يضاعف حالة الارتفاع المهول لأسعار المواد الغذائية والتنموية في المحافظات المحتلّة.
وشهدت شوارعُ مديريات المعلا والشيخ عثمان وَالبريقة مظاهراتٍ غاضبةً للمواطنين، الذين طالبوا بتصحيح الأوضاع الاقتصادية ومعالجة الفقر المدقع وانهيار العُملة، كما طالبوا كذلك بضرورة إيجاد معالجات لمشكلة انعدام بعض المواد الغذائية في أسواق عدن وعددٍ من المحافظات الأُخرى.
حالاتُ الغضب للمواطنين تتجاوزُ المطالبات العادية، ليجد المواطنون أنفسَهم مضطرِّين لرفعِ لافتات تعبر عن السخط الشديد لحكومة الفار هادي ومليشيا الانتقالي التابعة للاحتلال الإماراتي، بل إن حالةَ السخط وصلت لصَبِّ جَامِ الغضب على الاحتلال الإماراتي السعوديّ، وتحميل تحالف العدوان مسؤولية كُـلّ هذا الدمار للعملة اليمنية.
ويؤكّـد المواطنون أن ما بعد وصول الدولار الأمريكي الواحد إلى ألف ريال ليس كما قبله، فأسعار السلع لن تجد لها سقفاً معيناً، ووحدَهم الفقراء من سيدفعون ثمن كُـلّ هذا السحق للعملة اليمنية.
وبطبيعة الحال، فَـإنَّ وصول الدولار الأمريكي الواحد إلى ألف ريال يمني، لم يمر هكذا، بل كان نتيجة سياسة خططت لها قوى العدوان الأمريكي السعوديّ؛ بهَدفِ جني الكثير من المكاسب السياسية، ولو على حساب أوجاع ومعاناة الناس وآلامهم، وهي سياسة يرافقها حصار غاشم على البلاد، ويتم من خلالها منع دخول الأدوية والمواد الغذائية والوقود إلى المحافظات والمناطق الواقعة تحت سيطرة المجلس السياسي الأعلى بصنعاء.
ويؤكّـد عضو الوفد الوطني المفاوض، عبد الملك العجري، أن تجاوز الدولار حاجز الألف في المناطق المحتلّة يؤكّـد أن حكومة المرتزِقة غير مؤهلة لإدارة زريبة خراف، ونتائج سياساتها على الاقتصاد الوطني أكثر فتكاً من فيروس كورنا بالاقتصاد العالمي، وعلى المحافظات المحتلّة مكافحتهم كما تكافح الفيروسات القاتلة واعتماد سياسات حكومة صنعاء الوقائية لحماية العُملة.
ويشن الناشط والإعلامي ياسر المهلل هجوماً على حكومة الفنادق، ويقول في منشور له عبر صفحته على “تويتر”:” لا تتقنُ حكومة المرتزِقة سوى العبث بأمن المواطن، واستغلال سلطتها العميلة في تفتيت كُـلّ مقومات الحياة الاجتماعية والاقتصادية.. الريال اليمني في مناطق الاحتلال يتخطى عتبة الألف مقابل الدولار الواحد، وتبشرنا سياسات العمالة والارتزاق بمزيد من الانهيار المعيشي والاقتصادي.. قاتلكم الله”.
ويضع ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي الكثير من التساؤلات لما آل إليه حال الريال اليمني، مشيرين إلى أن المسؤولين في صنعاء يتمتعون بالمسؤولية، ويشاركون المواطنين المعاناة؛ ولهذا اتخذوا سياسة صارمة بمنع تداول العملات المزورة التي تم طباعتها في روسيا وبكميات كبيرة، في حين سمحت المليشيا التابعة للإمارات، ومليشيا الإصلاح بدخول السفن المحملة بهذه الأوراق، وأغرقوا بها السوق، فكانت هذه النتيجة، منوّهين إلى أنه كان الدولار الأمريكي الواحد يباع قبل العدوان على اليمن بـ 215 ريالاً، ولكن خطط العدوان الشيطانية أوصلت البلاد إلى هذه الهاوية
صراخٌ غيرُ مُجْـــدٍ
وبموازاة السخط الشعبي، برزت بعضُ المواقف والتصريحات لمسؤولي مرتزِقة العدوان تستنكرُ ما وصل إليه حال الريال اليمني من تدهور، لكن هؤلاء لا يحبِّذون تحميلَ العدوان المسؤولية؛ لأَنَّهم مُجَـرّد أدوات وتابعين له، ولهذا يتناول المرتزِق أحمد عبيد بن دغر هذه المشكلة بنوع من الدبلوماسية المنبطحة، وَيقول: “اليوم بلغ الدولار سعرًا كارثيًّا، يهدّد بمجاعة في اليمن، وخسائر فادحة للاقتصاد الوطني، واضطراب في الحياة العامة، وقد عرفت أن الأخ الرئيس (الفار هادي) قد طلب من الأشقاء التدخلَ لوقف تدهور الريال بشيء من المساعدة العاجلة، وإنني أثق اليوم أنهم سيتدخلون لإنقاذ الريال اليمني”.
وَبهذا الحديث يحاول المرتزِق بن دغر، إبعادَ اللَّوم على قوى العدوان، وبدلاً عن تحميلها مسؤولية هذا الانهيار فَـإنَّه يجمّل صورتَها مسبقًا، إذَا ما اتخذت خطواتٍ استعراضيةً لإنقاذ العملة، كما عملت سابقًا، من خلال الوديعة السعوديّة.
وينسى بن دغر أن في عهده عندما كان رئيساً لحكومة المرتزِقة قبل المرتزِق معين عبد الملك حدث أكبرُ انهيار للعملة اليمنية أمام الدولار والعملات الأجنبية، ووصل سعر الدولار الواحد 550 ريالاً يمنياً، وكان هذا الارتفاع هو الذي قصم ظهر بن دغر، وأبعده من رئاسة حكومة الفنادق، ليأتي بعده المرتزِق معين عبد الملك، متعهداً بتجاوز الاختلالات، وإعادة الوضع إلى ما كان عليه، لكن هذا العميل قد أوصل الدولار إلى الألف.
وإزاء هذا الانهيار، يرى الناشطون ضرورةَ الاستمرار في التصعيد الشعبي، والخروج بمسيرات ومظاهرات غاضبة في مختلف المحافظات اليمنية المحتلّة للتنديد بهذا الانهيار، حَيثُ يقول الناشط واثق الحسني في حسابه عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “من يطالب بوقفِ التصعيد الشعبي خُصُوصاً بعد وصول الدولار إلى ألف ريال، فهو شريكٌ في انهيار العملة ومستفيد من ذلك”.
لقد قادت سياسةُ العدوان البلدَ إلى الهاوية، وحتى إن فضّل المرتزِقة التسترَ على هذه الحقيقة، فَـإنَّ أصوات الجوع والفقر والحرمان تقول عكس ذلك، وهو ما لمسناه في صرخات المواطنين الكادحين في المحافظات الجنوبية المحتلّة، ومن منشورات بعض الخبراء الاقتصاديين المحسوبين على العدوان.
ويقول الاقتصادي مصطفى نصر، وهو رئيس المركز الإعلامي الاقتصادي التابع لحزب الإصلاح المرتزِق، عن هذا الحال الذي وصل إليه الريال اليمني: “لحظة كارثية؛ سعر الدولار الواحد يتخطى ألف ريال! لحظة تعكس حجمَ المشكلة والخلل، بنك مركزي عاجز وحكومة غائبه، وسلطة “شرعية” مشلولة، وتحالف تخلى عنها في منتصف الطريق! المعاناة هي سيدة الموقف حَـاليًّا، كان الله في عون اليمنيين في هكذا حال”.
من جانبه، يقول الناشط هائل البكالي في صفحته على تويتر: “الدولار يكسر حاجز الألف لأول مرة.. أكيد سيقول معين بأن تخصصه هذه المرة رياضة، ليس له علاقة بالاقتصاد والسياسة”.
ويواصل حديثه: “كل مؤسّسات الدولة، رئاسة، برلمان، حكومة، لم يسمعوا أن الريالَ زاد انبطاحاً أمام العملات الأجنبية ووصل الدولار بألف، ولم يحركوا ساكناً؛ لأَنَّهم عايشين مفتهنين بالخارج.. حسبنا الله فيهم ونعم الوكيل”.
أما الناشط محمد الرباعي فيقول: “الفوارقُ العجيبة بين صنعاء وعدن..
– صنعاء القرارُ واحدٌ موحَّدٌ وفي عدن متعدد.
– صنعاء الدولارُ 600 ريال وفي عدن يتخطى 1000.
– صنعاء تحت الحصار والعدوان وفي عدن دعم 17 دولة.
– صنعاء أمنٌ واستقرارٌ وفي عدن اغتيالاتٌ واغتصابات.
– صنعاء توفُّــرُ الكهرباء وفي عدن يخيم الظلام.
– في صنعاء أسعارٌ أرخص من عدن”.