المقاومةُ الفلسطينية تتجه نحو تصعيدٍ متدرّج وتدرس أدوات الضغط الجديدة
المسيرة / متابعات
بعد شهرين من انتصار المقاومة الفلسطينية في معركة سيف القدس، ودخول الوساطات العربية في خط التهدئة وإبرام الهدنة، ما زالت المفاوضات بين المقاومة وحكومة الكيان متعثرة، فيما تتجه الأولى للتصعيد التدريجي، والأُخرى إلى استعراض القوة وبث رسائل تطمين للداخل المتداعي.
فبعد هدوءٍ نسبي خلال إجازة عيد الأضحى المبارك، اتّخذت فصائل المقاومة الفلسطينية قراراً بإعادة تسليط الضغوط على العدوّ على طول حدود قطاع غزة، وذلك للدفْع قُدُماً بالمباحثات الجارية حول الملفّات المتعلّقة بالقطاع، وخُصُوصاً الوضعين الإنساني والاقتصادي.
وخلال اليومين الماضيين، رُصدت عمليات إطلاق بالونات حارقة شمال القطاع ووسطه، فيما لم تتحدّث وسائل الإعلام العبرية عن أضرار أَو حرائق جرّاء هذه العمليات، ما عدا ما أعلنتهُ وسائل إعلام عبرية، مساء أمس الاثنين، من حريق في الاحراش الزراعية داخل مستوطنات غلاف غزة، فيما لا يزال مسلسل الإرباك الليلي متواصلاً على جبل صبيح في بيتا جنوب نابلس.
وقال موقع “كيباه العبري”: إن “حريقاً اندلع في أحراش مستوطنة كيسوفيم بغلاف غزة؛ بفعل البالونات الحارقة، وفي سياق آخر أعلنت مصادر عبرية، صباحَ أمس، عن تضرر مصنع في مستوطنة نير عوز شمال القطاع جراء إصابته بأعيرة نارية من رشاشات ثقيلة، وتداولت مواقع عبرية صورًا تظهر إصابة المصنع بأعيرة نارية عثر على شظاياها في المكان.
مصادر فلسطينية، أكّـدت أن الفصائل تتّجه خلال الأيّام المقبلة نحو تصعيد تدريجي مع الاحتلال، سيبدأ بإطلاق البالونات المتفجّرة، فيما تدرس المقاومة تفعيل أدوات ضغط جديدة، بما فيها مسيرات على طول الحدود، ضمن فعّاليات “مسيرات العودة الكبرى” التي انطلقت منتصف عام 2017م، الماضي واستمرّت قرابة عام ونصف عام.
وعن القصف الصهيوني لمواقع زعمت أنها للمقاومة، أمس الأول، أكّـدت حركة حماس، أن “قصف العدوّ الصهيوني لقطاع غزة، محاولة فاشلة لاستعراض قوته العاجزة وترميم صورة جيشه التي هزتها المقاومة في معركة سيف القدس”.
وقال الناطق باسم حماس حازم قاسم في تصريح صحفي: إن “هذا القصف لن يوقف مقاومتنا لاسترداد حقوق شعبنا بارضه ومقدساته”، مشدّدًا على أن، “شعبنا سيواصل نضاله لانتزاع حقه بالعيش بحرية وكرامة فوق ارضنا الفلسطينية”.
وشدّد قاسم، على أن المقاومة جاهزة للتعامل مع كُـلّ الخيارات، مبينًا أنها لن تسمح للاحتلال بفرض معادلاته.
ويأتي هذا التوجّـه الصهيوني مع استمرار سلطات الاحتلال في تشديد الإجراءات على معابر قطاع غزة، إذ منعت، أمس الأول، إدخَال 25 شاحنة محمّلة بالوقود لمصلحة محطّة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع؛ بذريعة عدم حصولها على إعفاء ضريبي، فيما تُواصل منع إدخَال عشرات الأصناف والمواد الخام.
وفي الإطار نفسه، قالت المصادر: “إن المصريين استأنفوا أخيرًا مباحثاتهم مع حركة حماس، في وقت تضغط فيه الحركة لكسر محاولات العدوّ فرض شروطه عبر تضييق الخناق على المواطنين في غزة، والاستمرار في ربط ملفّ الإعمار وتحسين الواقع الاقتصادي والإنساني في غزة، بملفّ الجنود الأسرى لدى المقاومة”.
وتتزامن الاتصالات الجديدة مع عودة الوفد الهندسي المصري إلى القطاع لاستئناف عمليات إزالة ركام الدمار الذي خلّفه العدوان، فيما أعلنت وزارة الأشغال العامة في غزة أن عمليات إزالة الركام ستكتمل بعد شهر تمهيداً لانطلاق المرحلة الثانية من الإعمار.
ولا تزال المرحلة الثانية عالقة في ظلّ استمرار منْع الاحتلال إدخَال المواد الخام ومواد البناء إلى غزة منذ أكثر من شهرين ونصف شهر، في حين تأمل جهات مانحة، وخَاصَّة دولة قطر، في حلحلة سياسية للمباشرة في عملية الإعمار، بعد تعهّد الدوحة بدفع 500 مليون دولار في هذا السبيل.
على خطٍّ موازٍ، يعقد مجلس الأمن الدولي، غداً الأربعاء، جلسةً يناقش فيها انتهاكات سلطات العدوّ “الإسرائيلي” واعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية والقدس المحتلّة، وكذلك الحصار المفروض على قطاع غزة، وملفّ الأسرى.
ويأتي هذا بعد إرسال مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، مذكّرة إلى رئيس مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة ورئيس الجمعية العامة، دعا فيها المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية، والضغط على سلطات الاحتلال لاحترام القانون في الأراضي الفلسطينية.
إلى ذلك، شيّعت جماهير غفيرة من أبناء محافظة رام الله والبيرة جثمان الشهيد يوسف نواف محارب (17 عاماً) في مسقط رأسه ببلدة عبوين شمال رام الله.
وكانت وزارة الصحة أعلنت، صباح أمس الاثنين، عن استشهاد الفتى محارب من بلدة عبوين شمال رام الله، في مجمع فلسطين الطبي، متأثراً بإصابته برصاص الاحتلال في رقبته قبل شهرين في بلدة سنجل القريبة، حَيثُ أُصيب في الفقرتين الخامسة والسابعة، ما أحدث ضرراً بنخاعه الشوكي.
كما اعتقلت قوات الاحتلال، عدد 8 شبان فلسطينيين بينهم فتاة من مدينة القدس المحتلّة، وأفَاد شهود عيان، أن شرطة الاحتلال اعتقلتهم في أوقات متفرقة خلال تواجدهم في باحات المسجد الأقصى وتم اقتيادهم إلى جهة غير معلومة ودن معرفة أسباب الاعتقال.