حاوِلْ (كود) إعادة ضبط المصنع!
الشيخ عبد المنان السنبلي
ظناً منه أنه بهذا سيطيل من عمر نظامه القديم والمتهالك، مَكَرَ ابنُ سلمان وانقلب على قيم الإسلام ومبادئ العروبة مستهدفاً بذلك الأخلاق والفضيلة، فترقبوا مكر الله سبحانه وتعالى بحقه!
(وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ، وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)..
نعم سقط فكرياً وأخلاقياً وقومياً، لكن هل تعرفون ما هو أجمل ما في هذا السقوط المريع؟!
أجمل ما فيه أنه أسقط معه تلك (الهالة) أَو (القداسة) التي ظل النظام السعوديّ ولأكثر من تسعين سنة يحيط ويحصن نفسه بها والنابعة أصلاً من اعتقادٍ خاطئٍ يقول بوجوب طاعة ولي الأمر حتى وإن أخذ مالك أَو جلد ظهرك!
في الحقيقة لو نظرنا إلى واقع المجتمع السعوديّ في حقبة ما قبل إنشاء هيئة الترفيه هذه، لوجدناه مجتمعاً قد تم برمجته على نمطٍ دينيٍ وقيَميٍ وثقافيٍ معينٍ خاص يرى في وجوب طاعة هذا النظام الحاكم أمراً (مقدساً) مفروغاً منه وغير قابلٍ للجدل أَو النقاش.
وبالتالي فَـإنَّ قيام أحدهم اليوم بإعادة برمجة هذا المجتمع فجأةً على نمطٍ مغايرٍ وعكسيٍ تماماً يعني أننا على موعدٍ مع ثقافةٍ وسلوكٍ اجتماعيٍّ جديد لهذا المجتمع يلغي معه كُـلّ سمات وخصائص النمط القديم طبعاً.
أو بعبارةٍ أُخرى نحن اليوم على موعدٍ مع ولادة مجتمعٍ سعوديّ جديدٍ منحلٍ ومتفسخٍ أخلاقياً وقيمياً وغير متدينٍ أَو مدركٍ لطبيعة تلك العلاقة الدينية التي ظلت تربط النظام السعوديّ هذا مع مجتمعه المحافظ القديم والتي شكلت بلا شكٍ محور ارتكازٍ وعنصر ديمومةٍ وبقاء لهذا النظام لعقودٍ طويلة، الأمر الذي سيستحيل معه مستقبلاً تقبل أَو استيعاب هذا المجتمع المنحل والمتفسخ والمغيب تماماً عن تعاليم وقيم الدين والعروبة لتلك الفكرة التي كانت تقول بوجوب طاعة ولي الأمر حتى وإن أخذ مالك أَو جلد ظهرك!
هنا فقط يمكن أن نقول: إن (قدسية) هذا النظام قد سقطت تلقائياً من حَيثُ لا يدري بن سلمان وهذا بالطبع ما لم يكن يرجوه أَو يتمناه!
لكن يبقى السؤال: ماذا يعني أن تسقط عن هذا النظام هذه القدسية أَو القداسة المزعومة؟!
يعني ذلك أن هذا النظام لن يستمر طويلاً، خَاصَّةً في ظل حرمانه لشعبه من أبسط الحقوق والحريات السياسية والفكرية الأَسَاسية وفي ظل سياساته الرعناء والهوجاء التي تبددت معها كُـلّ معاني الكرامة والأخلاق والكثير من الثروات والأموال الضخمة!
عندها فقط سيولد حتماً ومن رحم هذا المجتمع المتفسخ الضائع والتائه الجديد حركاتٌ ثورية وتحرّرية رافضة لهذا النظام وسياساته الرعناء تناضل وتكافح؛ مِن أجلِ تغيير هذا الواقع البائس والمخزي على طريق إسقاط هذا النظام المتخلف والرجعي البغيض إلى الأبد.
يومها لا أعتقدُ أنه سيكون بمقدور بن سلمان العودة بالمجتمع السعوديّ بأثرٍ رجعي إلى نمطه القديم مهما حاول (فرمتة) الجهاز أَو سعى إلى إعادة ضبط المصنع، فقد سبق السيف العذل!
والأيّام بيننا.