على أعتابِ الغدير
صارم الدين مفضل
وأنا أتصفَّحُ بعضَ منشورات الفيسبوك التي تتحدث عن الإمام علي وتطالبُ في ذكرى (عيد الغدير) بتطبيق عهدِه للأشتر النخعي عندما ولّاه على مصر.. تذكرت واقعَنا اليومَ واستحضرت ذلك الزمن الذي عاش فيه أميرُ المؤمنين عليه السلام وما عاناه من أصحابه فضلاً عما لاقاه من الباغين والناكثين والمارقين.. وكيف استطاع بحكمته مواجهتَهم وفق منهج قرآني فريد رغم ما عاناه من عدم استجابةِ وتخاذُلِ بعضهم بدافعِ الريبة والتردّد وبعضهم بدافع الحقد والحسد وبعضهم بدافع العجز والكسل..
لم يستجبْ ويتحَرّك معه إلَّا القلة القليلون من المؤمنين المخلصين الذين نالوا الشهادة بين يديه أَو استمروا على نهجه وسيرته من بعده حتى لقوا الله على ما لقيه من فوز عظيم ومنزلة رفيعة ومقام محمود بين العالمين..
والخلاصة أنه تم اغتيال الإمام علي فكانت خسارة الأُمَّــة برحيله عظيمة وفادحة جِـدًّا.. لا زلنا نعاني منها إلى وقتنا الحاضر..
فهل نحن مدركون لخطورة ما نقوم به اليوم من إلقاء الكلام على عواهنه واستسهال اتّهام الرجال المؤمنين والتشكيك بجهودهم المباركة وسعيهم الدؤوب لتنفيذ توجيهات القائد العلم بقدر استطاعتهم وما تسمح به أحوال البلاد والعباد وتحت نظره وعلمه وإشرافه؟!..
هل نحن منتهون وحاضرون للمبادرة في الأعمال الجهادية العظيمة التي تحفظُ كرامتنا وكرامة أبنائنا ومجتمعنا وشعبنا وامتنا.. أم أننا سنكون ضمن أُولئك الذين يتسببون بأعظم النكبات وأكبر الخسائر على امتداد تاريخ المسلمين والعياذ بالله.