يومُ الولاية.. وسنواتُ الامتحان
خلود الشرفي
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم الذكر المبين: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ، وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ) من سورة المائدة- آية (55_56).
وقال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-: “من كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله”.
وفي ظلال هذه الآيات المباركة، والحديث النبوي الشريف نعرف أهميّة يوم الولاية، وعظمة تلك المناسبة، ودورها الهام في تنوير الناس وتثقيفهم، وَأثرها في حياتهم العامة والخَاصَّة.. ولو أن الناس التزموا بهذه الآيات فقط، وَلو أنهم عملوا بهذا الحديث لعاشت الأُمَّــة في عز ونصر، ترفرف عليها راياتُ العافية والسلامة في دينها ودنياها..
نعم نعود ونؤكّـد من جديد لو أن الأُمَّــة الإسلامية التزمت بهدى الله ورسوله لتنزلت عليهم السكينة وغشيتهمُ الرحمة وذكرهم الله سبحانه وتعالى فيمن عنده.
ولكن.. أنى هذا وفي أساط الناس في كُـلّ زمان ومكان الكثير من أوباش البشر وأعوان الشياطين؟!..
لماذا لم يلتزم الناس بهدى القرآن العظيم، وقد أُنزل غضاً طرياً بين أظهرهم؟!
وماذا يضيرهم لو أنهم طبّقوا تعاليم الشرع وأوامره؟!
وهل هناك من يدبّر في الخفاء لانتظار الفرصة السانحة بوفاة الرسول الكريم صلى الله عليه وَآله لتقويضِ أمر الأُمَّــة بعد أن كان قد انتظم العقد، واجتمع شملُ المسلمين على بيعة الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عليه السلام؟!
لا ريب أن الأحداثَ المتسارعةَ التي أعقبت وفاة النبي الأكرم صلوات الله عليه وَآله قد فضحت النوايا المبطنة، وأظهرت خبيئةَ النفوس وما تخفي الصدور، وصقلت معادنَ القلوب، فإمَّا مؤمن صريح باقٍ على العهد والميثاق، مؤثرٌ طاعة الله ورسوله وأوليائه على هوى النفس، ومراوغة الشياطين..
أو منافق صريح قد امتلأ قلبه قيحاً وغيظاً وحسداً لأهل هذا البيت الطاهر، فتراه يكيل التهم، ويتشدق بالأحاديث المفتعلة لعله يمحو نور النبوة، ويغطي الشمس الوضيئة، ويأبى الله إلا أن يُتم نوره ولو كره الكافرون..
وهل ينكر فضل أهل البيت أحدٌ، وهل يغمط حقهم إلا جاحد مستكبر..
كيف ورسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ- ما زال يشيد بالإمام علي في كُـلّ موقف، وكل واقعة، وكل مناسبة، ولا يفتأ يذَّكر الناسَ بفضل الإمام علي، ومقامه الرفيع عند الله سبحانه وتعالى، وعند رسوله الكريم صلى الله عليه وَآله..
إن الحق أبلج، واضح وضوح الشمس في رابعة النهار، وإن للنفوس خبيئةً لا يعلمها إلا اللهُ سبحانه وَتعالى ولكن تظهر النوايا في الأقوال والأفعال، فتهدي إما إلى الجنة أَو إلى النار..
والعاقبة للمتقين.