إحيَاءُ عيد الغدير.. مسيراتٌ كبرى في أمانة العاصمة
المسيرة – خاص:
احتفت صنعاءُ، صباح الأربعاء الماضي، بعيد الغدير الأغر، أَو ما يسمى “بيوم الولاية”، في مشهد إيماني حضره اليمنيون في عدة ساحات، مجددين ولاءَهم للإمَام علي بن أبي طالب عليه السلام، ومعلنين للعالم بأن اليمنيين على ارتباط وثيق بعلم الهدى الإمَام علي عليه السلام.
وحمل المحتشدون الكثيرَ من اللافتات، كُتب عليها الكثيرُ من العبارات التي امتدحت رسولَ الله محمد -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ- أميرَ المؤمنين الإمَام علياً عليه السلام، مردّدين شعارات الولاء لله ولرسوله وللإمَام علي وأعلام الهدى من آل بيت المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم.
وأشَارَت الحشود إلى أن اليمنيين يؤكّـدون عمقَ ولائهم لله ورسوله والإمَام علي والتمسك بمبدأ الولاية لتصحيح مسار الأُمَّــة ومواجهة أعداء الإسلام وإفشال مخطّطاتهم التآمرية، معتبرين أن من أسباب العدوان الأمريكي الصهيوني السعودي على اليمن، رفض اليمنيين ولاية أمرهم لقوى الهيمنة والاستكبار العالمي، وتمسكهم بتولي الإمَام علي عليه السلام والسير على نهجه.
وأكّـد المشاركون على أهميّةِ إحيَاء ذكرى “يوم الولاية”؛ باعتبَار التولي الصادق لله ورسوله والإمَام علي يحصِّنُ الأُمَّــة من تولي اليهود والنصارى.
واكتظت الساحاتُ، غربَ حديقة الثورة، وأمام بوابة الجامعة القديمة في الدائري والساحة الجنوبية لحديقة السبعين الترابية بالآلاف من المحتفين، فيما أحيت حرائرُ العاصمة المناسبة بمسيرات حاشدة في ساحتي جامع الشعب وملعب الثورة.
وألقيت خلال الفعاليات كلماتٌ وقصائدُ شعرية وأناشيدُ أكّـدت في مجملها على عظمة سيد الأوصياء أمير المؤمنين وحكمته وتضحياته في مقارعة البغاة والمارقين والظلمة.
وفي المهرجان الذي نظّمه أبناءُ مديريات الثورة وشعوب وبني الحارث بساحة غرب حديقة الثورة، أشار أمين العاصمة، حمود عباد، إلى أهميّة هذه المناسبة وَإحيَاء اليمنيين لها مع الكثير من الشعوب كُـلّ عام والاحتفاء بها رغم محاولات أعداء الأُمَّــة لتشويهها وإلغائها.
وقال عباد: “إن ولايةَ الله سبحانه وتعالى هي ولايةٌ شاملةٌ لكل شؤون حياتنا، وهي ولاية تقوم على أَسَاس التدبير والرحمة والرعاية والهداية والتشريع والتربية لنا، بها سيتحقّق النصر والتمكين والغلبة والفلاح في الدنيا والآخرة”.
وأكّـد أن احتفالُ الشعب اليمني بذكرى يوم الولاية، تعظيمٌ لله تعالى واكتمالٌ للدين وولايةٌ لأعلام الهدى.
وأوضح بالقول: “إنه عندما ننادي بهذا المبدأ القرآني مبدأ الولاية، فَإنَّ هذا هو طريق الحق الذي تحتاج إليه الأُمَّــة حتى لا تكون أُمَّـة بعيدةً عن ربها وقرآنها ونبيها وقادتها، فتكون أُمَّـة مغلوبة”.
ولفت أمين العاصمة إلى أن مبدأ الولاية هو المبدأ الذي يمكن أن يحفظ لأمتنا المسلمة كيانها وعزتها واستقلالها وَإذَا سقط هذا المبدأ فَإنَّ وراءه سقوطَ الأُمَّــة واختراقها وهيمنة أعدائها عليها.
ونبّه إلى أن جهلَ الأُمَّــة في ماضيها وحاضرها بمفهوم ولاية الأمر في الإسلام جعلها ضحية لسلاطين الجور وأصبحت اليوم تنتظر من أمريكا واليهود أن يحدّدوا ولاة أمرها.
تخلل المهرجان فقراتٌ ثقافية وفنية وقصائد شعرية عبرت عن عظمة المناسبة لدى الشعب اليمني.
وعلى صعيد متصل، نظّم أبناءُ مديريات السبعين والوحدة وآزال والصافية، مهرجان ثقافي وخطابي للاحتفال بذكرى يوم الولاية.
وفي المهرجان، أشار مفتي الديار اليمنية، العلامة شمس الدين شرف الدين، إلى أهميّة وعظمة ذكرى يوم الولاية الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم “من كنت مولاه فعليٌّ مولاه”.
وأكّـد مفتي الديار أن حديثَ الغدير يُعَدُّ من أشهر الأحاديث وأكثرها تواتراً عن رسول الله صل الله عليه وآله جيلا بعد جيل.. لافتاً إلى محاولة البعض في هذا الزمان العمل على تغييب هذا الحديث عن أنظار الناس؛ مِن أجلِ نشر الظلم والطغيان بين المسلمين.
وقال: “إنه يجب علينا أن نجعلَ هذا اليوم يوماً لتصحيح مسارنا وأنفسنا حتى نكون حقاً من إتباع الإمَام علي عليه السلام ومحبيه قولاً وعملاً”.
وذكر العلامةُ شرف الدين أن ولاية الأمر ليست بالأمر الهين بل مسئولية تقعُ على عاتق ولي الأمر الذي إما يسوق أتباعه إلى الجنة أَو إلى النار.. مُشيراً إلى أن الإمَام عَلِـيًّا كان القُدوة في أمر الولاية والمثل الأعلى بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وأكّـد مفتي الديار اليمنية أن على كُـلّ من ينتمي للإمَام عَلِـيٍّ ونهجه أن يتأسى بأقواله وأفعاله رضي الله عنه.. مستعرضا نفحات من سيرته العطرة ونهجه الرباني في نصرة دين الله والدفاع عنه والتضحية؛ مِن أجلِه.
وفي المهرجان الذي حضره عضو المكتب السياسي لأنصار الله الدكتور حزام الأسد ووكيل أول أمانة العاصمة خالد المداني، أكّـد أمينُ مديرية السبعين محمد الصادق، وأسامة المحطوري، في كلمة مديريات القطاع الشمالي إلى أهميّة ذكرى يوم الولاية وإحيائها في أوساط المسلمين، مشيرَين إلى القيمة الروحية والدينية لهذا اليوم في نفوس المسلمين واليمنيين على وجه الخصوص.
وأشارا إلى أهميّة السير على خطى ونهج الإمَام عَلِـيّ والاقتدَاء به قولاً وعملاً.. لافتين إلى أن اليمنيين ارتبطوا بحُبِّ علي كرم الله وجهه منذ فجر الإسلام.
ونوّه الصادقُ والمحطوري، بحرص أبناء مديريات العاصمة على المشاركة بالاحتفال بيوم الولاية، لتجديد الولاء للإمَام عَلِـيٍّ والسير على نهجه.
تخلل المهرجان بحضور عدد من وكلاء الأمانة والوزارات ومدراء أمن الأمانة والمديريات والمشايخ والعقال، فقرة إنشادية وقصيدة شعرية بالمناسبة.
كما أقام أبناءُ مديريات معين، التحرير، صنعاء القديمة مهرجاناً ثقافيًّا شعبياً احتفاء وابتهاجاً بذكرى يوم الولاية تحت شعار “اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي”.
وفي المهرجان بحضور وزيرَي الإرشاد وشؤون الحج والعمرة نجيب العجي والزراعة المهندس عبد الملك الثور ومدراء المديريات، هنّأ عضوُ المكتب الإشرافي، عبدالله الهادي، في كلمة ترحيبية قائدَ الثورة والامة الإسلامية بهذه الذكرى التي أكمل الله فيها دينه لقوله تعالى “اليومَ أكملتُ لكم دينَكم وأتممتُ عليكم نعمتي ورضيتُ لكم الإسلامَ ديناً”.
وأشَارَ إلى أن هذه الذكرى الخالدة في تأريخ الأُمَّــة لها امتدادها في الحفاظ على الدين في واقع الأُمَّــة من خلال ارتباطها الوثيق والعميق بولاية الله وولاية رسوله وولاية الإمَام عَلِـيّ في رسم مساراتها وَصياغة مفاهيمها وصناعة مستقبلها.
وَأَضَـافَ الهادي أن الإمَام عَلِـيًّا من موقع القُدوة والقيادة والهداية وبحكم اقترانه بالقرآن الكريم وبما امتلكه من مؤهلات ربانية وبصيرة ووعي وحكمة وإدراك وتقييم صحيح وزكاء نفس وطهارة وقيم وأخلاق واستشعار للمسؤولية كان اختيار الله سبحانه وتعالى له للأُمَّـة كإمام وولي لكل مؤمن ومؤمنة.
ولفت إلى أن إحيَاء هذه الذكرى يعد تعبيراً عن سعادة وحب وولاء وارتباط اليمنيين بسيد المتقين الذي قال فيه رسول الله صلوات الله عليه وآله “يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق”.
من جانبه، أشار مدير مكتب الإرشاد بالأمانة الدكتور قيس الطل إلى أن الشعب اليمني اعتاد مع كثير من شعوب الأُمَّــة على إحيَاء ذكرى الولاية والاحتفال بها في كُـلّ عام رغم المحاولات المتكرّرة لأعداء الأُمَّــة؛ مِن أجلِ إلغائها وتشويهها.
وقال الطل: “إن الاحتفال في هذا اليوم هو تعبيرٌ عن مدى الشكر لله سبحانه وتعالى بإكمال الدين وإتمام النعمة وتجديدٌ للولاء الصادق والعملي لله ولرسوله وللإمَام عَلِـيٍّ عليه السلام وأعلام الهدى”.