من ثمار الوَلاية
د. مهيوب الحُسام
يستطيعُ كُـلُّ إنسانٍ حُـــرٍّ أن يدركَ عظمةَ وقيمة تولي الله ورسوله والذين آمنوا، وأثره ونتائجه والإدراك ليس مقتصراً على المسلم المؤمن، بل إن الأمريكي والبريطاني والصهيوني والسوداني والسنغالي وكل من يشارك في العدوان على الشعب اليمني يدركون جيِّدًا بأن هزائمَهم أمام أحرار وشرفاء هذا الشعب هو بسبب توليهم لله ولرسوله وللمؤمنين وفي مقدمتهم الإمام علي عليه السلام، وهو يعي ذلك؛ لأَنَّ معه مرتزِقةً من أبناء هذا الشعب يقاتلون في صفه ويُهزمون معه.
لقد بات كثيرٌ من أعداء الله ورسوله ودينه وأعداء الذين آمنوا من اليهود والنصارى والكفار والمنافقين يدركون جيِّدًا قيمة التولي في من يتولى الله ورسوله والمؤمنين، ولذلك فهم يعملون ليلاً ونهاراً على حربهم إن بطريقة مباشرة أَو غير مباشرة، واستهدافهم في دينهم في وعيهم في فكرهم في ثقافتهم في هديهم ونهجهم؛ خوفاً منهم فيما لو تمسكوا بدينهم وهدى الله لهم وإيمانهم به وتوليهم له وما يمثله ذلك من قوة وعزة وكرامة من الله القوي العزيز.
لذا نجد أن التولي مرتبطٌ ارتباطاً وثيقاً بالإيمان بالله ورسوله ومتلازم، ولا يمكن فصلُ أحدِهما عن الآخر ومترافق بهما قيم الحق والصدق والعدل وكذلك القوة والعز والتمكين؛ لذلك فَـإنَّ المؤمنين بالله ورسوله هم متولون لله ورسوله والمؤمنين وهم عصيون على الذلة والهوان محميون من الله خالق كُـلّ شيء الذي يؤمنون به ويتولونه وهو وليهم ومتكفل بنصرهم على أعدائهم يقول “وكان حقاً علينا نصرُ المؤمنين” الروم آية (47) والقائل (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) غافر آية (51).
فمن ثمار التولي:
1) الطمأنينةُ والصمودُ والصبر والثبات، سواء في مواقفهم أَو في مواجهة أعداء الله وأعداء رسوله ودينه وأعدائهم، وهذا ناتج عن إيمانهم بالله وتوليه وتوكلهم عليه وثقتهم بأنفسهم وبنصر الله لهم وهم يقاتلون في سبيله ونُصرةً لدينه ونصرة للحق والعدل ودفاعاً عن أنفسهم.
2) عدمُ الخوف والخشية من أعدائهم، فهم مع الله والله معهم يثبتهم في المواجهة وينصرهم مهما بلغت قوة أعدائهم، ولذلك فَـإنَّهم لا يفرون من أعدائهم فهم باذلون أنفسهم ودماءَهم وأموالهم رخيصةً في سبيل الله، مشتاقون للقائه سواء بارتقائهم إليه شهداء أحياء عنده يرزقون أَو في انتصاراتهم ولقائهم الله ربهم بوجوه بيضاء يوم تبض وجوه وتسود وجوه.
3) النصر والتمكين والاستخلاف يقول تعالى (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا، يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ) النور آية (55)، ومن يرى ويشاهد الانتصارات العظيمة والمذهلة الإعجازية لرجال الله المؤمنين المتولين له المجاهدين في سبيله في جبهات المواجهة مع أعداء الله يدرك مدى تحقّق ثمار توليهم.
4) تَحَمُّلُ المسؤولية في إحقاق الحق ومواجهة الظلم والفساد ومواجهة الطاغوت وكذلك التوفيق والإبداع في كُـلّ المجالات العلمية (وقل ربي زدني علماً)، وكذلك العيش بحرية واستقلال وعزة وكرامة أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين.