أهالي المهرة يعلنون رفضَهم القاطع لأي وجود لقوات أجنبية بالمحافظة
المسيرة – خاص
توسعت دائرةُ الغليان الشعبي في محافظة المهرة شرقي البلاد ضد الوجود البريطاني بالمحافظة بعد وصول قوات عسكرية جديدة إليها أواخر الأسبوع الماضي تحت مبرّرات حماية المياه البحرية.
وأكّـد بيان صادر عن لجنة الاعتصام السلمي لأبناء المهرة رفضهم القاطع لتواجد أية قوات أجنبية في المحافظة، معتبرين هذا التواجد بزعم حماية المياه البحرية، أحد المخطّطات التآمرية للسيطرة على ثروات اليمن، وانتهاك سافر للسيادة الوطنية.
وقال محافظ المهرة التابع لصنعاء، علي حسين الفرجي: إن القواتِ البريطانية أتت إلى المحافظة؛ بهَدفِ السيطرة على مواقع استراتيجية بمساعدة وتنسيق مع الاحتلال السعوديّ الإماراتي، داعياً كافة الأحرار والتيارات المناهضة للتواجد الأجنبي في المهرة، إلى تعزيز وحدة الصف والتلاحم والوقوف بحزم أمام تلك المؤامرات، منبهاً من المخطّطات التآمرية لدول العدوان ومليشياتها التي تستهدف تمزيق النسيج الاجتماعي لأبناء المحافظة.
وأشاد المحافظ بمواقف أبناء المهرة في مواجهة المشاريع العدوانية، داعياً في الوقت نفسه أبناء وقبائل المهرة إلى التصدي للمخطّطات التي تستهدف أمن وسيادة واستقلال اليمن.
من جهتها، أدانت أحزاب اللقاء المشترك التواجد العسكري البريطاني خَاصَّة والأجنبي عُمُـومًا في محافظة المهرة اليمنية وغيرها من المحافظات.
وأكّـدت الأحزاب في بيان لها مساء الخميس، أن التواجد البريطاني يهدف للاحتلال وتنفيذ أطماع بريطانيا، وهو الأمر الذي يرفضه أبناء الشعب اليمني بمختلف مكوناتهم، معتبرة أن هذه الخطوات تمثل عائقا كَبيراً أمام أية جهود نحو التوصل لسلام شامل في اليمن.
ودعا اللقاءُ المشتركُ كُـلَّ أبناء اليمن الأحرار لمواجهة هذه الخطوات بمختلف الوسائل وتوحيد الصفوف في سبيل الدفاع عن السيادة اليمنية، محملاً رُباعيةَ العدوان (أمريكا وبريطانيا والسعوديّة والإمارات) ما ستؤول إليه الأوضاع، لافتاً إلى أن احتلال اليمن ونهب ثرواته والتحكم بقراره تحت أي غطاء أصبح في حكم المستحيل ويجب أن تعلم ذلك كُـلّ الدول.
ويؤكّـد هذا الوجود للقوات البريطانية في محافظة المهرة مصداقية ما تطرحه صنعاء من أن العدوان على اليمن هو أمريكي بريطاني، وما السعوديّ والإمارات إلا أدوات، ولهذا يقول نائب وزير الخارجية في حكومة صنعاء حسين العزي: إن موضوع القوات البريطاني ليس بالجديد، فهي تشارك في العدوان على اليمن.
ويضيف العزي في تغريدة له: “لكن الأهم هو أن سُننَ التاريخ قضت بأن من الخطأ توسيع الخطأ وأن المخطئَ يندم في الأخير”.
ويعزز هذا الطرح عضو الوفد الوطني المفاوض، عبدُ الملك العجري، حَيثُ يقول: “مرتزِقة العدوان أباحوا جزر وموانئ اليمن للأمريكي والإسرائيلي، والآن يبيحون المهرة للبريطاني بزعم تحريرهم من سيطرة الحوثي”، متبعاً حديثه أَيْـضاً: “يعني كُـلّ هؤلاء مش احتلال، فقط الحوثي احتلال؟! طيب أين الحوثي في سقطرى والمهرة؟!
ويختم العجري منشوره قائلاً: “مشكلتكم ليس الحوثي.. مشكلتكم أنكم قبلتم أن تكونوا مطايا للاستعمار فسلبوكم إرادتكم وحريتكم ويمنيتكم”.
وتتضح أهدافُ العدوان على اليمن من يوم إلى آخر، فهو يسيطر على الموانئ والجزر اليمنية، ولديه قواعدُ عسكرية تطل على مضيق باب المندب، ويسيطر على جزيرة سقطرى كي يشرف على المحيط الهندي ويكون قريباً من مضيق باب المندب، ثم يأتي الوجود الأمريكي البريطاني في المهرة كي يكون لهم تحكم وإشراف على بحر العرب، في مسار طويل يهدف إلى تأمين إمدَادات الوقود السعوديّة لتمر عبر المهرة في أنابيب ليتم التصدير من بحر العرب، بدلاً عن مضيق هرمز الذي تستطيع إيران إغلاقَه كشربة ماء، ولهذا فَـإنَّ العدوان الأمريكي البريطاني الخفي، الذي يحرك السعوديّة والإمارات للعبث في جنوب اليمن، يعمل على نهب الثروات النفطية والغازية للشعب اليمني، ويتحكم بالممرات المائية، ويحتل الجزر، في الوقت الذي يواصل فيه رسم مخطّطه لإفقار وتجويع اليمنيين في هذه المناطق، وتغذية الصراع العسكري فيما بينهم.