المصيرُ الحتمي
مصطفى العنسي
النفَسُ الطويلُ هو عنوانٌ رسمه السيدُ القائدُ كسقفٍ زمني لمعركة العصر التحرّرية من قوى الشر والنفاق، التي قدَّم السيدُ فيها استراتيجيةَ الحرب المفتوحة، والتي لا يمكن الاستسلامُ فيها حتى ولو استمرت جيلاً بعد جيل إلى يوم القيامة.. فلا يمكن أن تضعُفَ الإرادَة أَو يتغير الموقف أَو يفتُرَ العزمُ والتصميم لشعبنا العظيم بقائده العظيم، بل العينُ بالعين والسِّنُّ بالسن والجروحُ قِصاص..
لا حربَهم العسكرية ولا حصارَهم الاقتصادي ولا نزعتَهم الإجرامية واللاإنسانية يمكن أن تغيّر في الميدان شيئاً أَو تحدث للعدوان إنجازاً.. بل العكس صحيح.
الشعب اليمني اليوم ماضٍ في خياراته الدفاعية والاستراتيجية والتي سيكون الله معه فيها ناصراً ومسدِّداً ومؤيداً ومعيناً، في معادلة عنوانها (نكونُ أَو لا نكونُ)، وبمعية الله سيكونُ شعبنا هو المنتصِرَ والغالب.
فمن فحوى معركتَي: (كربلاء – مران) يستلهمُ الشعبُ اليمني عزمَه وإرادتَه في مواجهة المعتدين والظالمين، والتي لا يمكنُ لأحد أن يرسُمَ فيها النهايةَ والمصيرَ، بل اللهُ وحدَه من يحدّدُ النهايةَ ويرسُمُ المصيرَ: (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيم).
كما يؤكّـد اللهُ لنا المصيرَ الحتميَّ بقوله: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأرض يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ).
فقط مطلوبٌ منا أن نَصبِرَ بعد الاستعانة بالله؛ لكي يكونَ مصيرُنا كما قال اللهُ على لسان نبيه موسى (عليه السلام): (قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأرض لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ).