عاقبة الخونة.. والكفر المحايد
يحيى المحطوري
لا يدخل الاستعمار بلداً إلا وله من أهلها أحذيةً يدوسُ بهم على أرضه.. وأبواقُ نفاق يبرّرون جرائمه، ويشوهون كُـلَّ من يقف في مواجهته..
وهم سيكونون من ضحاياه حتماً.. فالأحذيةُ ستتمزَّقُ وتُقذَفُ إلى مزبلة التاريخ.. والأبواقُ ستحترقُ وتصبح عبئاً عليه، ويقوم بتصفيتها لاستثمار موتها؛ مِن أجلِه كما كانت حياتها مِن أجلِه..
والتاريخ يشهد والحاضر كذلك.. والمستقبل كفيلٌ بمزيد من الشواهد..
وفي ذلك عبرةٌ لنا ولخصومنا لو كانوا يعقلون..
الكفر المحايد..
مَن يحاولون عزلَ الدين عن إدارة الحياة.. يعتقدون أن اللهَ محايدٌ ولا دخل له في شؤون عباده.. ويتهمونه بالتقصير في توضيح الحق وتركه مبهماً لا معالمَ له ولا دالَّ عليه..
الجهلُ والجبنُ وسوءُ الظن بالله.. تجعلُ تفكيرَ هؤلاء منحطاً لا غايةَ له سوى البحث عن مبرّرات لمواقفهم الخاطئة.. عندها يصبحُ الفكرُ عندهم كفراً على هيئة رجل دين لا شغلَ له سوى مسح بلاط الطواغيت ولعق أحذيتهم..
فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قليلًا، فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ..