ثورة الحسين نبراسٌ لليمنيين في مقارعة الظلم والطغيان
صدام حسين عمير
مع حلول محرَّم الحرام من كُـلّ عام هجري، تحلُّ على الأُمَّــة الإسلامية فاجعةٌ عظيمةٌ ومأساةٌ مؤلمة حزينة ومذبحة شنيعة بحق آل بيت النبي صلى الله عليه وآله، ففي صحراء نينوى بالعراق وَفي واقعة عُرفت بواقعة الطف لتحمل شمس يوم العاشر من شهر محرم لسنة 61 للهجرة وهي تأفل وتغيب للعالم حينها أخبار مقتل الإمام الحسين سبط النبي صلى الله عليه وآله وَفصل رأسه عن جسده مع قتل أهل بيته وأصحابه داسوا جسدَه وأجسادَهم الشريفة بحوافر الخيل وأخذوا نساءَه كسبايا يطاف بهن من بلد إلى آخر.
لقد تجرأ أُولئك المجرمون على الله ورسوله فلم يرعوا حرمة الشهر الحرام والذي كان يحرم في الجاهلية القتال فيه، وَلم يرعوا حًرمةً لرسول الله في آل بيته، فاستحلوا دماءهم وهتكوا حرمتهم وسبيت ذراريهم ونساؤهم وأضرموا النيران في خيامهم.
ستظل ثورة الإمام الحسين عليه السلام ضد الطغاة بالرغم من مرور عشرات القرون على مأساته هو وأهل بيته وأصحابه تسجل رسالة خالدة منذ أن انسكب دمه الطاهر على أرض كربلاء إلى قيام الساعة ويتجلى البُعدُ الديني والإنساني للثورة الحسينية في حفظ المبادئ الحقة للإسلام بعد أن وصل الانحراف عن الدين الإسلامي ذروته.
إن ثورةَ الإمام الحسين عليه السلام تعتبر تطبيقاً عمليًّا ونبراساً لكيفيةِ الثورة على الظلم والطغيان واستلهم اليمنيون منها نوراً وقبسًا لثورتهم واتخذوا من صمودِه عليه السلام نهجاً وعطاءً ينهلُون من فَيضِه المبارك رافعين شعار (انتصار الدم على السيف).
اليوم ها هو يعود من جديد يزيد (أمريكا وإسرائيل) وابن زياد (آل سعود) وَيحاصرون الشعب اليمني ويمنعون عنه الغذاء ويقتلون أطفاله الرضع وللعام السابع على التوالي كما حاصروا الإمام الحسين عن الفرات وقتلوا ابنه الرضيع، هم بأفعالهم تلك يصنعون في الشعب اليمني كربلاءَ جديدةً، لكننا رغم ذلك نعاهدُ مولانا الحسينَ أننا ماضون في خُطَاه لن ننحنيَ ولن نستكين مهما اقترف الطغاةُ من جرائم.