ثورة الحسين.. مسار الحق في مواجهة مسار الباطل
د. محمد يحيى الضوراني
إن ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام، ذكرى تستلهم منها الأمة الإسلامية كيف تكون مواقف من يسيرون في مسار الحق، هذه الذكرى ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام، نعلن فيها الولاء لله ورسوله وللمؤمنين والعهد بأن نستمر في هذا المسار وهو مسار الحق وأهل الحق، هذه الذكرى نعلن فيها أَيْـضاً أننا نتبرأ من أولياء الشيطان في كُـلّ العصور سابقًا ولاحقا، من سارو في مسار الباطل والانحراف والظلال، هذه الثورة للإمام الحسين -عليه السلام- محطة تستلهم منها كُـلّ الأمة الإسلامية كيف تعدل مسارها إلى مسار الحق ومع أهل الحق، كيف تكون مواقف هذه الأمة مواقف حق مواقف تؤخذ من كتاب الله ومن توجيهات الله، من خلال الرسول صلوات الله عليه وعلى آله، من خلال آل البيت الأطهار المجاهدين في سبيل الله، الإمام علي، الإمام الحسين، الإمام الحسن، الشهداء الكرماء عليهم السلام، الذين لم يخضعوا لأولياء الشيطان من بعد موت الرسول صلوات الله عليه وعلى آله، وقفوا مواقف حق مواقف ترضي الله وترضي رسوله صلوات الله عليه وعلى آله، مواقف ضد كُـلّ الطغاة والمتجبرين والظالمين والمنحرفين؛ لأَنَّهم يعلمون حجم المسؤولية الملقاة عليهم أمام الله وأمام هذه الأمة؛ لكي لا تنحرف عن دين الله ومنهج الله ومسار الحق، لذلك واجه الإمام علي عليه السلام هؤلاء الظالمين واستمر من بعده الإمام الحسن واستمر من بعده الإمام الحسين عليهم السلام جميعاً، واستمر مسار الجهاد والعطاء مسار الحق إلى يومنا هذا، هكذا يستمر هذا الخط الجهادي المأخوذ من كتاب الله ومن هدى الله ومن مواقف هؤلاء المجاهدين المخلصين لله، ضد كُـلّ قوى الشر والنفاق في الأرض، مسار صدق يتحَرّك من خلاله كُـلّ الصادقين مع الله المخلصين لله المناصرين للحق، هذا المسار مسار الأنبياء والرسل مسار الصالحين في الأرض، في مواجهة مسار الانحراف والباطل والضلال مسار يقوده الشيطان وأولياء الشيطان، لذلك على الأمة أن تتحَرّك وفق مسار الحق؛ لكي تخرج من الوضع الذي تعيشه وضع الذلة والهوان لأعداء الله وضع الفرقة والتناحر والضعف الذي تعيشه الأمة، لا بُـدَّ أن تتوحد كُـلّ الأمة في مسار الحق، وأن تصلح الأمة الإسلامية الخلل الذي حدث فيها، أن ترجع للقرآن الكريم من خلال أعلام الهدى من آل البيت الأطهار المجاهدين في سبيل الله؛ لأَنَّ الخير والوحدة والعزة لن تكون في ظل حكم الظالمين والمنافقين أولياء الشيطان أولياء أمريكا وإسرائيل، لا بُـدَّ أن تراجع الأمة الإسلامية نفسها وتستفيد من ما حدث من تفريط وتقصير بل وانحراف وتخليها عن أعلام الهدى من آل البيت المتقين المصلحين في الأرض في ظل انتشار الفساد والظلم والضلال، عندما تتخلى الأُمَّــة عن أعلام الهدى في كُـلّ زمان ومكان تخسر الخير وتسقط في ظل حكم أعداء الله وأعداء رسوله صلوات الله عليه وعلى آله وأعداء الإسلام تسقط تحت ولايتهم، يسيطرون عليها في كُـلّ مجالات الحياة تتحكم بكل شئون حياتهم، لا حل لما تعيشه الأمة إلا التوحد ومراجعة ما حدث من التقصير والتفريط الذي حدث في السابق وأن تعدل الأمه نفسها من خلال هدى الله من خلال أعلام الهدى المجاهدين في سبيل الله، الذين لا يخضعون لأعداء الله مهما حدث ويحدث، هؤلاء من يسيرون بمنهج الله وتوجيهاته، علينا أن نأخذ العبر من خلال ثورة الإمام الحسين وآل البيت الأطهار ونستفيد منها في إصلاح واقعنا، أن نستمر في طريق الجهاد حتى تنال الأُمَّــة الحرية والاستقلال والكرامة والعزة.
ثورة الإمام الحسين مسار للحق في مواجهه مسار الباطل والضلال.