السيدة زينب.. النموذج الأرقى في الوعي والبصيرة

 

أميرة السلطان

كانت المرأة وما زالت وستظل في أي عصر وفي أي مكان من أهم العوامل المهمة في النصر أَو الهزيمة في أي معركة.

فكيف إذَا حملت هذه المرأة البصيرة والفصاحة والبلاغة، ونهلت من منبع الإسلام المحمدي الأصيل كُـلّ معاني القيم السامية والأخلاق العالية والإيمان الواعي.

كيف ستكون هذه المرأة وجدها رسول الله خير من مشى على الأرض وأمها هي سيدة نساء العالمين وأخواها سيدا شباب أهل الجنة “عليهم صلوات الله وسلامه”؟

إن البيئة الطاهرة الزاكية الراقية التي عاشت فيها السيدة زينب قد اتضحت وتجلت في أنصع صورها عندما وقفت في وجه الطواغيت بعد معركة كربلاء لنستلهم منها الوعي الكافي والذي كان عاملاً رئيسياً في انتصارها في معركتها وهزيمة جبابرة عصرها سنقف مع السيدة زينب عليها السلام في موقفين يدلان على وعي عالٍ وفهم راقٍ للرسالة المحمدية الموقف الأول عندما قالت لابن زياد بعد أن أخبرها متهكما: (أرأيت ماذا فعل الله بأخيك؟).

ترد عليه بإيمان واعٍ: (والله ما رأيت منه إلا جميلاً) هي ليست جملة قالتها وحرصت أن تكون هذه الجملة بليغة أَو واضحة وإنما قالتها وهي تعلم علم اليقين أن ما حصل لهم في أرض كربلاء إنما هو صنيع بشر قد خبثت نفوسهم وماتت ضمائرهم؛ بسَببِ شربهم للخمور وانتهاكهم لحرم الله ومجاهرتهم بالمعاصي، وقلوب تحمل من العداء والحقد الكثير والكثير على النبي وأهل بيته.

هي تعلم أن الله سبحانه وتعالى قد اصطفى هذه الذرية وكرمها دون سواها وجعلهم السراج المنير الذي ينير للأُمَّـة حلك الليالي فكيف بعد تكريمه لهم يفعل بهم هذا الفعل؟! أما الموقف الثاني هو قولها ليزيد: “فوالله لا تمحو ذكرنا”.

وفعلاً لن يستطيع يزيد أَو من هو امتداد ليزيد أن يمحوَ ذكرَ أهل البيت مهما عمل ومهما ارتكب في حقهم من جرائم؛ لأَنَّ السيدة زينب تحفظ عن ظهر قلب حديثَ جدها وهو يقول للأُمَّـة إن القرآن الكريم وعترته لن يفترقا حتى يردا عليه الحوض، لن يستطيع أحدٌ على وجه الأرض كائناً من كان أن يمحوَ ذكرهم؛ لأَنَّهم باقون ما بقيت الدنيا، جملة لم تقلها زينب عليها السلام ليزيد في ذلك العصر بل هي لكل يزيد في أي زمن، فالسلام عليك يا زينب الصبر والوعي والإيمان.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com