الاستثمارُ في المورد البشري
د. شعفل علي عمير*
الدول التي تفتقر إلى الموارد الطبيعية تلجأ إلى الاستثمار في الإنسان ذلك المورد الذي أن استثمر بطريقة فعالة بإمْكَانه أن يوجد مما هو متوفر قدرات وإمْكَانات هائلة ترتقى بمجتمعه إلى مصاف المجتمعات الراقية، ذلك كله باستثمار العقول وهناك تجارب يمكن أن نستدل بها هناك من الدول من حاصرتها دول بعد الحرب العالمية الثالثة وهي عبارة عن مجموعة جزر تفتقر للموارد التي تتمتع بها بلدان أُخرى كالنفط والمعادن الأُخرى، إضافة إلى افتقارها للموارد الزراعية إلَّا أنها أصبحت من أغنى دول العالم وأكثرها تقدماً، منها اليابان التي نهضت من تحت الأطلال لتقول للعالم: إن اليابان موجودة بل ومنافسة لاقتصاديات الدول العظمى.
كذلك الصين التي جعلت من كثافتها السكانية فرصة فأوجدت من هذا الإنسان الاقتصاد العملاق الذي غزى بمنتجاته العالم إلى الحد الذي ضاقت منه ضرعاً دول كبرى كأمريكا وبريطانيا.
وفي الدول العربية يعد الانفجار السكاني مشكلة لماذا أصبح الإنسان في وطننا العربي مشكلة؟! ذلك؛ لأَنَّ السكان يعدون عبئاً على الحكومات في مسالة توفير الخدمات ومستلزمات الحياة الضرورية، لم تفكر الأنظمة بأن هذا الإنسان فرصة بقدر تفكيرهم بأنه مُجَـرّد رقم أضيف إلى عدد السكان.
وهكذا استمرت اقتصاديات الدول العربية تدور في حلقة مفرغة؛ بسَببِ العبءِ الذي تمثل في زيادة متطلبات المجتمعات العربية من خدمات وغيرها وبقي الإنسان العربي جزءاً من المشكلة وليس جزءاً من الحل.
فأمام الدول العربية خياران، إما أن تبقى مقدمَ خدمات أَو أن تستثمرَ العقولَ فتتحرّر من تلك الدائرة المفرغة.
علينا أن نطبق تعاليم القرآن الكريم في التفكير والتدبر.. قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ).
* أخصائي اقتصاد وسياسة زراعية