ناشطات ومسؤولات في الجانب الثقافي لـ “المسيرة”: السيدة زينب جبل الصبر وَالنساء اليمنيات تعلقن بها؛ لأَنَّها تشكل خط الرسالة
المسيرة: إعداد المركز الإعلامي للهيئة النسائية بأمانة العاصمة
تحلُ ذكرى عاشوراء على شعب الإيمان والحكمة، كمحطة تربوية، وتوعوية وتعبوية يتزود منها بأقدس محطات الفداء والتضحية وَيُتعلم منها الصبر؛ مِن أجلِ العزة وَالكرامة والحرية.
وعندما يذهب الحُسين بن علي “عليهما السلام” لأرض الطفوف في مسيرتهِ النضالية والجهادية؛ ليُزيل عن كاهل الأُمَّــة الظلم والاستعباد وللإصلاح في أُمَّـة جدة كما قال عليه السلام: “إني لم أخرج أشرًا ولا بطرًا ولا مفسدًا ولا ظالمًا، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أُمَّـة جدي”.
ونتزود من شخصية الإمام الحسين -عليه السلام- تلك الشخصية العظيمة التي أعطت شاهداً قوياً على عظمة من يتحَرّك في سبيل الله ووفق توجيهاته بأن الغلبة والنصر سيكون حليف المؤمنين، فقد انتصرت دماء الحسين ودماء شُهداء كربلاء على السيف، فقد قال الله سبحانه وتعالى: “وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَـكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ”، ولهذا فَـإنَّ ارتباط اليمنيين بالإمام الحسين-عليه السلام- إنما هو ارتباط بالمبدأ، والقضية التي نتحَرّك؛ مِن أجلِها وارتباط بمسيرة العطاء والبذل والتضحية والإيثار، ومن أجل مواجهة المستكبرين والظالمين والطغاة.
ومن منطلق أهميّة ذكرى عاشوراء، يبرز تساؤل هام: ما الذي تمثله هذه الذكرى الأليمة لشعب الإيمان والحكمة؟ وما مدى ارتباط المؤمنين بالإمام الحسين عليه السلام؟ وماذا تمثل السيدة زينب عليها السلام لنساء اليمن المؤمنات؟
السيدة زينب جبل الصبر
ترى المسؤولة الثقافية لمديرية شعوب، رقية الوزير، أن شعبنا اليمني العظيم يحيي هذه الذكرى وهو يعيش مظلومية هي امتداد لمظلومية الإمام الحسين -عليه السلام-، وأن هذه المظلومية تمثل “كربلاء العصر”، فالشعب اليمني يعيش محنة كربلاء يُظلم ويُقتل أبناؤه وأطفاله ونساؤه، ويُستهدف بكل أشكال الاستهداف، فشعبنا ثابتٌ ثباتَ المؤمنين الصادقين في كربلاء في مواجهة أعدائه المعتدين الظالمين، كيف لا وأغلب من كان مع الإمام الحسين عليه السلام يمانيون”.
وتقول الوزير: “الإمام الحسين-عليه السلام- من قال فيه الرسول -صلوات الله عليه وآله- (حسين مني وأنا من حسين)، فهو من رسول الله في تحَرّكه قولاً وعملاً، فالإمام الحسين يمثّلُ قُدوةً للإنسان اليمني في جهاده، وفي إعلاء كلمة الله، وفي الوقوف في مواجهة المستكبرين الظالمين المعتدين، والتحَرّك من خلال الشعور بالمسؤولية، وهو قدوتنا للدفاع عن الأرض والعرض فكيف لا وإمامنا -عليه السلام- تحَرّك لرفض الباطل بثورة عظيمة ضد الظالمين، وَما يربطنا بالإمام الحسين ليست كربلاء فقط.. إنه علم من أعلام الهدى، ومنارة للحق، فهو لنا القائد والقُدوة والأسوة، هو إمام المسلمين، هو سبط رسول الله، هو امتداد للرسالة الإلهية وللمنهج المحمدي الأصيل”.
وتواصل الوزير حديثها قائلة: “إن ارتباط شعبنا بالإمام الحسين عليه السلام وبعاشوراء إنما هو ارتباط وثيق، وامتداد أصيل بحكم هُــوِيَّتنا اليمانية، فنحن من قال فينا رسول الله -صلوات الله عليه وآله-: “الإيمان يمانٍ والحكمة يمانية”، مشيرة إلى أن الإمام الحسين رمزٌ عظيمٌ وعَلَمٌ من أعلام الهداية، ووريثٌ لجده رسول الله يحمل راية الإسلام، وريثٌ للقرآن الكريم، وقُدوة للشعب اليمني، فيجب أن نتعاطى بمسؤولية مع واقع الأحداث والتفاعل مع الأحداث بالمنطلقات نفسها بالقيم نفسها التي حملها الإمام الحسين عليه السلام فهي حقيقةُ الإسلام وجوهره”.
وتختتم الوزير حديثها قائلة: السيدة زينب عليها السلام جبل الصبر بنت الإمام علي -عليه السلام- بنت فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلوات الله عليه وآله ضربت أروعَ الأمثلة لموقف المرأة الواعية المليئة بالإيمان، وَلم يصب أحدٌ بمثل ما أُصيبت، ومع ذلك وقفت صامدة أثناء المعركة وبعد المعركة، فهي من قالت عندما اُستُشهد الإمام الحسين -عليه السلام-: “والله ما رأيت إلا جميلاً، اللهم إن كان هذا يرضيك فخذ يا الله منا حتى ترضى”، فوقفت كالجبل ثابتة في مقارعة يزيد.
وتؤكّـد الوزير أن أُمهات الشهداء، وزوجات الشهداء، ونساء الشهداء قدوتهن السيدة زينب -سلام الله عليها- قدوتهن في الصبر والثبات والمواقف العظيمة، فقد سطرن أروع المواقف البطولية، فهن اللواتي استقبلن شهدائهن بكلمات تقشعر لها الأبدان، وهن من سطرن مواقفَ عظيمةً لا يتسع المجال لذكرها، فالمرأة اليمنية هي من تُساند الرجال اليمنيين المجاهدين بدفعها لأبنائها للجبهات وتقديم القوافل المتواصلة، فهي من تقف سندًا للمجاهدين.
مدرسة لكل يمنية حرة
من جهتها تبدأ المسؤولة الاجتماعية بمديرية شعوب، نجوى حجر، حديثها عن الإمام الحسين- عليه السلام، مؤكّـدة أنه يمثل المظلومية والانتصار، ويمثل القربان والتضحية في سبيل الله، هو ومن معه من الصفوة الأخيار الذين اُستشهدوا معه والذين نالوا الشرف العظيم من هذه الشهادة.
وتقول حجر إنه وَبعد استشهاد الإمام الحسين –عليه السلام- وانتشار مظلوميته ثارت الضمائر الحية وثار أهل الحق على الدماء الزكية، وإن الإمام الحسين -عليه السلام- بعد استشهاده رسم الموقف الحق، وكشف وفضح الزيف، وهو يمثل للإنسان اليمني، القوة والشجاعة والحرية، وهو الذي يردّد يوميًّا صرخة الإمام الحسين -عليه السلام- “هيهات منا الذلة”.
وتزيد حجر بقولها: “عاشوراء هي القضية العادلة التي نهضت من جديد، وأيقظت الشعب اليمني من جديد الذي رفض الولاية والوصاية وحكم الجبابرة الطواغيت رافضًا أن يكون وليه أمريكياً أَو إسرائيلياً أَو حتى عربياً عميلاً مرتزِقاً، منوّهة إلى أن العملاء أولياؤهم أعداء الله ورسوله؛ لأَنَّهم من طبّعوا وشاركوا في قتل الفلسطينيين وإخوانهم من العرب المؤمنين، مؤكّـدة أن الحسين ثار ووقف أمام الطاغوت والأعداء الذين عادوا أهل البيت من الأمويين لأجل الإصلاح في أُمَّـة مسلمة لله تعالى، وأن الحسين دعا إلى كتاب الله والتمسك بالعترة والاستيقاظ من الغفلة، مستمدًا أسسه كلها من جده الحسين -عليه السلام- عندما قال: (لم أخرج أشرًا ولا بطرًا وإنما خرجت للإصلاح في أُمَّـة جدي).
وتواصل حجر قولها: “عندما طُلب من الإمام الحسين المبايعةُ ليزيد قال: (إنّا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة بنا فتح الله وبنا يختم، ويزيد فاسق فاجر شارب الخمر قاتل النفس المحرمة، معني بالفسق والفجور ومثلي لا يبايع مثله”، معتبرة هذا كمنهج وأُسلُـوب للرد على من يريدون أن نواليهم وهم أعداء الله وهم على نفس منوال يزيد، على نفسيه يزيد وجرم يزيد وفسوق يزيد وجور يزيد، فلا بدلنا أن نوالي ونبايع من هم أحفاد الحسين، من هم أحفاد علي، من هم أحفاد سيدنا محمد صلوات الله عليه وعلى آله.
وتشير حجر إلى أن اليمنيين الصادقين على نهج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، هم أول من ناصروا وساندوا رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- محبةً وولاءً.
وتوضح حجر أن زينب –عليها السلام- تمثل الصبر والثبات والقوة والتجلد وقت المحنة وَالشدائد، فهي القُدوة لكل اليمنيات الحرائر، فقد ساندت أخاها ووقفت معه عندما أخذها معه فهو يعرف من هي زينب -عليها السلام- يعرف قوة إيمانها وشدة عزيمتها في مواجهة الشدائد والقهر والظلم، فكانت هذه أشد ضربة للعدو الذي قهرته بتلك الصفات العظيمة والكلمات القوية، التي تمثل السيف الضارب على يزيد الملعون عندما أخبرها بمقتل الإمام الحسين -عليه السلام-، حَيثُ قالت: “ما رأيت إلا جميلاً” وخطبتها في وجهه بدون خوف أَو تردّد أَو هوان.
إن النساء اليمنيات العظيمات في وقتنا الحالي واجهن ولا زلن يواجهن هذا العدوان الظالم والغاشم، كأم عبد القوي الجبري وغيرها من النساء الخالدات فمنطلق هذه الأم وغيرها من الأُمهات هو امتداد على نهج الله وارتباط بمنهج آل البيت عليهم السلام.
ونحن سنكون إلى آخر يوم من حياتنا موالين ومحبين لأهل البيت، فدليل ارتباطنا بالسيدة زينب هو الدفع برجالنا وأولادنا في مواجهة العدوّ بدون استسلام أَو ذل، فزينب بنت الإمام علي هي مدرسة لكل يمنية حرة فمنها نستمد قوة الإيمان في مواجهة الطغاة.
ثورة الحق على الباطل
وتعتبر مسؤولة الإحسان بمديرية شعوب، صبرية الخزان، ذكرى عاشوراء بأنها تمثل للشعب اليمني الثورة ورفض الهيمنة والاستعباد وتعني لنا الروح الثورية والتضحية والانتصار.
وتقول الخزان: إن الإمام الحسين –عليه السلام- رجل المرحلة في كربلاء العصر وفي ظل الصراع ما بين معسكر الحق ومعسكر الباطل، فهو القائد والقُدوة وشعاره “هيهات من الذلة”، مشيرة إلى تعلق النساء اليمنيات الثائرات وارتباطهن بالسيدة زينب “عليها السلام؛ لأَنَّها تشكل خط الرسالة؛ ولأن المرأة اليمنية كزينب مجاهدة عالمة وإعلامية ثائرة، لقد صورت قوة الإيمان في مواجهة قوة الباطل بل وأضعفته وأبدتهُ هزيلًا وفضحت فساد وضعف الطغاة والمستكبرين مشابهة بثبات وصلابة موقف السيدة زينب في وجه الطاغية يزيد.
وتؤكّـد الخزان أن نساء اليمن هن زينبيات العصر، في مواقفهن، وولائهن، وجهادهن، وصبرهن وتضحياتهن، لافتة إلى أن الدوافع للارتباط بالإمام الحسين –عليه السلام- وبذكرى عاشوراء هي أن ذكرى عاشوراء أحيَت اليمنيين وليس اليمنيون من أحيوا عاشوراء، فنحن نعاني في ظل العدوان الأمريكي الصهيوني السعوديّ، فالتاريخ يُعيد نفسه، حَيثُ استلهمنا من هذه الذكرى الدروس والعبر، وتعلمنا من الإمام الحسين وعاشوراء حب الجهاد والتضحية والعطاء ورفض سياسة الاستسلام والخنوع، فنحن حسينيون أباةٌ للضيم، وَالاستعباد، فعلاقتنا مع الحسين متواصلة ومرتبطة.
بدورها، تقول الناشطة الثقافية في مديرية شعوب، نبيلة الغيل: إن ذكرى عاشوراء تمثل انتكاسة للأُمَّـة، التي ادعت حب نبيها، ثم شاركت في قتل أولاده وإخوته وأصحابه، رغم أنها قريبة من عهد النبي الأكرم، كما إن عاشوراء تمثل لنا ثورة الحق على الباطل، ثورة انتصر فيها الدم على السيف، ثورة استمد منها أحرار العالم الإرادَة والعنفوان والصمود.
وتواصل الغيل قائلة: إن الإمام الحسين –عليه السلام- يمثل لنا العزة والكرامة، ويمثل لنا الحق في أبهى صوره، ويمثل لنا الإسلامَ النقي، ويمثل لنا الإرادَة والثورة، وعلّمنا أن نقول كلمة حق ونخرج على الظالم مهما كانت قوته، كما إن الإمام الحسين –عليه السلام- يمثل لنا الثورة والطهر والحق والعزة إلى يوم القيامة.
وتزيد بقولها: تمثل لنا عاشوراء أن الحق والدين سينتصر، حتى لو فقدنا أغلى من نحب، وأن باستشهادهم يكون الوقود والدافع لغيرهم كي يستمروا بالجهاد ونصرة الحق في كُـلّ زمان ومكان.
أما بالنسبة لزينب فتقول الغيل: أما زينب وما أدراك ما زينب؟!، فهي رمز الثورة، وَرمز الصمود، وَرمز القوة، وَزينب هي أخت الحسين وحبيبة قلب أخيها والتي خرجت معه وآزرته وواسته وحافظت على بناته وابنه وَصبّرتهم وواستهم وشملتهم برعايتها رغم جروح قلبها وأحزانها، فهي جبل الصبر وهي قُدوة كُـلّ مسلمة ويمنية خَاصَّة في الصبر وَالصدوع بالحق بقوةٍ في القول، فما حصل مع زينب لم يحصل مع بشر من ابتلاء، لكن إيمانها وثقتها بالله لم يكن له حدود، فزينب لنا القُدوة والأسوة.
اليمنيون يعيشون مظلومية كربلاء
وترى الناشطة الثقافية بمديرية شعوب، ميرفت السواري، أن ذكرى عاشوراء هي ذكرى مؤلمة بالنسبة لكل المؤمنين، وأن اليمنيين يستذكرون عاشوراء لأخذ العظات والعبر، فكربلاء تقدم دروسًا عظيمة وعالية من التحَرّك لمواجهة الطغاة، ودروسًا عالية وعظيمة من التضحية والفداء لأجل إعلاء كلمة الله، وَاستقامة الدين، فكما قال الحسين بن علي -عليهما السلام- في كربلاء (إن كان دين محمد لن يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني).
وتضيف السواري بقولها: “كربلاء محطة نعرف من خلالها الصادقين، فننهج نهجهم، ونعرف الظالمين فنتبرأ منهم ومن أعمالهم، مؤكّـدة أن الشعب اليمني معروف بتمسكه وارتباطه برسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم- وبأهل بيته وفي مقدمتهم الإمام علي والإمام الحسن والإمام الحسين- عليهم السلام -، وإن الإمام الحسين هو كما أبيه وأخيه امتداد لرسول الله صلى الله عليه وآله الذي هو في نفس الوقت امتداد للولاية الإلهية، فالإمام الحسين -عليه السلام- هو قُدوة الثائرين المتحَرّكين لرفض الظلم والفساد وَالضلال، وقُدوة للمتحَرّكين في سبيل الله جهاداً ضد الظالمين، كما أن المواقف العظيمة من التحَرّك والثبات والقوة ورفض الذل والاستعباد التي قدمها الإمام الحسين عليه السلام هو وأصحابه بمثابة النور الذي من خلاله نرى عزة الإسلام وكرامته ورفعته، فنحاول أن نسير على نفس الدرب والطريق لنحظى بعزة الله ونصره ورضاه، فها هو رسول الله صلى الله عليه وآله يوضح للمسلمين من هو الحسين ويقول (حسينٌ مني وأنا من حسين أحب اللهُ من أحب حسيناً، حسينٌ سبطٌ من الأسباط)”.
وتزيد السواري بقولها: إن ارتباطنا بالحسين -عليه السلام- ما هو إلا نتيجة ارتباطنا بالله تعالى ورسوله -صلى الله عليه وآله- وما هو إلا امتثال لأوامر الله تعالى ورسوله -صلى الله عليه وآله- بأن نتولى الإمام علياً -عليه السلام- وأبناءه من بعده وفي مقدمتهم الإمامين الحسن والحسين -عليهما السلام -وهذا ما توارثناه من أجدادنا، أما اليوم ونحن في ظل هذا العدوان السعوديّ الإماراتي الأمريكي البريطاني والصهيوني، فدافعنا كبير جِـدًّا أن نرتبط بالإمام الحسين عليه السلام، فنحن اليوم نعيش نفس المظلومية، نعيش كربلاء العصر، فقد كَثُرَ في هذا العصر الأدعياء الذين يخيّروننا بين السلة والذلة كما خيّر أسلافهم الإمام الحسين عليه السلام ومن معه ولكن كما ثبت الحسين عليه السلام ها نحن اليوم ثابتون، وكما تحَرّك الحسين عليه السلام ها نحن اليوم متحَرّكون تحت قيادة العلم السيد القائد عبدالملك حفظه الله ورعاه رفضًا للظلم، رفضًا للعدوان رفضًا للذل والاستعباد، وهيهات منا الذلة.
وتختتم السواري بالقول: إننا اليوم ونحن نواجه هذا العدوان الغاشم نلاحظ ارتباط النساء المؤمنات في يمننا العزيز بالسيدة زينب عليها السلام ومن معها من المؤمنات، ونرى صبر وثبات السيدة زينب عليها السلام يتجسد في أُمهات ونساء وبنات الشهداء، ونرى فيهن العزة والكرامة ومقارعة الأعداء والظالمين، كما فعلت قُدوة النساء في كربلاء وهي ترى الشهداء من أخواتها وأبنائهم وفي مقدمتهم الإمام الحسين، ولقد رأت تقطع الرؤوس ونصبها على الرماح، ورغم هذا كله تقول: (اللهم إن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى.. اللهم تقبل منا هذا القربان).
وتشير السواري إلى أن زينب القُدوة التي وقفت في وجه يزيد الملعون وقارعته بخطاب عظيم جعلته يتزلزل، وها نحن اليوم نرى مواقف عظيمة لأُمهات الشهداء تزلزل أعداء الله وترهبهم، ومنها تلك التي تستقبل جثمان الشهيد وهي تضرب بالسلاح وَتقول: “أهلاً بولي الله، يا الله تقبل منا هذا القربان، خذ نفسي وزوجي وأولادي وكل ما أملك”، وتلك التي تقول للداعشي الذي أراد إضعافها بأن جثة أبنها مرمية وتقول: (كلوه ما تِرحِم إلا أنت يلي بعت نفسك بالريال السعوديّ، أما ولدي فقد تحَرّك في سبيل الله يدافع عن أرضه وعرضه)، لافتة إلى أن هناك أمثلةً كثيرةً لا نستطيعُ أن نحصيَها ونذكرها لمواقف زينبية عظيمة جسّدتها وأظهرتها نساءُ اليمن.