رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام في حوار مع “الخنادق”: لن نتوانى عن ضرب أية قوات محتلة في كامل الأراضي اليمنية والوجود البريطاني سيواجَه
المسيرة| متابعات:
مجدّدًا تؤكّـدُ صنعاءُ رفضَها لأي ابتزاز سياسي أَو عسكري أَو إنساني، من شأنه الإضرارُ باليمن أرضاً وإنساناً، مجددةً التمسُّكَ بمبدأ احترام السيادة وحُسن الجوار، وحرصها على تحقيق السلام العادل والمشرِّف بعيدًا عن أية إملاءات دولية أَو إقليمية لا تلبي مطامحَ الشعب اليمني وتقدر تضحياته.
العديدُ من الجوانب الحسّاسة والمفصلية تطرَّق إليها رئيسُ الوفد الوطني المفاوض -الناطق الرسمي لأنصار الله– محمد عبدالسلام، في مقابلة له مع موقع الخنادق اللبناني، وأكّـد خلالَها استمرارَ معركة التحرّر الوطني لطرد كُـلّ القوات الأجنبية المتواجدة على التراب اليمني جنوباً وشمالاً، في حين لم يستبعد تنفيذَ أية ضربات عسكرية ضد القوات البريطانية المحتلّة في المهرة وسقطرى؛ باعتبَارها قواتٍ غازيةً بموجبِ القانون اليمني والقوانين والأعراف الدولية.
وفي رده على سؤالٍ عن كيفية الرد على الوجود العسكري البريطاني، أكّـد عبدالسلام أن “وجودَ قوات بريطانية في المهرة هو ليس جديداً في واقع الأمر، له أكثرُ من سنتين، والوجود العسكري الأجنبي في اليمن مرفوض، سواءٌ أكان أمريكياً، بريطانياً، سعوديًّا، إماراتياً، سودانياً أَو أي بلد”، معتبرًا هذه القوات محتلّةً ويجبُ التعامُلُ معها كاحتلالٍ يستدعي تصعيدَ المواجهة ضده حتى دحره، مؤكّـداً أن الوجود البريطاني في المهرة له ارتباطٌ بمصالح بريطانيا ومصالح أمريكا و”إسرائيل” في اليمن عُمُـومًا وليس فقط في مناطقَ معينة.
وبالعودة للحديث عن استمرار الابتزاز الأمريكي السعوديّ بالمِلفات الإنسانية، أوضح عبدالسلام خفايا المفاوضات اليمنية الأمريكية السعوديّة عبر الوسيط العُماني، مجدّدًا التأكيدَ أن الرياض لا ترغبُ في أي حَـلٍّ حقيقي للأزمة في اليمن، بل تسعى للحصول على الوقت المستقطَع؛ بغيةَ العودة لاستكمال تنفيذ مخطّطها في اليمن.
وأوضح عبدالسلام أن “المفاوضات عبرَ الوسيط العُماني مُستمرّةٌ منذ فترة طويلة، إنما زادت وتيرها عند الزيارة الأخيرة للعاصمة صنعاء، وقد أفرجت هذه النقاشات مع الوسيط العماني عن تقديمنا مبادرةً على أَسَاس أن تُقدَّم للطرف الآخر بما له علاقة بمأرب، كذلك بما له علاقة بالوضع الإنساني، وأن يكونَ خطوةً إلى الأمام تساعد في إنهاء الأزمة الإنسانية الواسعة التي يعاني منها الشعب اليمني”، مُشيراً إلى أن النقاشات ما زالت مُستمرّةً مع الوسيط العماني في نقل الأفكار والرسائل سواءً مع الجانب الأمريكي أَو السعوديّ أَو مع أية أطراف أُخرى.
واستبعد عبدالسلام وجودَ أيِّ تأثير للتقارب السعوديّ العُماني على دور السلطنة في حلحلة الأزمة في اليمن، مؤكّـداً أن دورَ سلطنة عُمان التاريخي والحضاري وسياستها المتزنة لا يمكن أن تتأثرَ بأي تقارب مع دولة في المنطقة أَو الإقليم، أَو تنعكسُ سلباً على دورها تجاه تحقيق السلام في اليمن، بل تبذُلُ السلطنةُ كُـلَّ الجهود لتجاوز الأزمة اليمنية.
ونوّه إلى أن “الجانبَ السعوديّ في واقع الأمر لا يريدُ حلًّا سياسيًّا ولا حلًّا إنسانيًّا، هو يريدُ أشبهَ ما يكون بفض الاشتباك وبقاء الأزمة”، مجددًا التأكيدَ على أن الجوانب الإنسانية لا تحتاج إلى مفاوضات ويجب أن تكونَ محيَّدةً عن الحرب.
وبيّن رئيس الوفد الوطني أن “التصورَ السعوديَّ حتى الآن لوقف الحرب لا يمثّل وقفًا حقيقيًّا للحرب، إنما فض اشتباك وهُدنة هشة يمكن أن تنفجر الأوضاع مجددًا”، مُضيفاً في هذا السياق “كذلك لا يوجد في الطرح السعوديّ إنهاءٌ حقيقيٌّ للحصار أَو لإطلاق النار، وإنما وقف مجتزَأ وفك حصار جزئي لا تمثل حقيقةَ الحل والتوجّـه”، مؤكّـداً أن التهرب السعوديّ من الحلول البنَّاءة هو ما دفع صنعاءَ للتعامل مع الأُطروحات السعوديّة بريبة كاملة، لا سيما أن الطرحَ السعوديّ في الغُرَفِ المغلقة والمفاوضات ورسائل الوسطاء ما يزال منقوصاً.
ولفت إلى صنعاءَ قبلت ببعض القيود التي يكون فيها تطمينٌ للطرف الآخر على اعتبار أن يكون الجانبُ الإنساني منفصلاً وأن يظل مفتوحاً سواءً استمر العدوان أَو لم يستمر، مُشيراً إلى أن الطرح السعوديّ لا يحمل أية حلول للجوانب الهامة والحساسة كمِلف الأسرى وإعادة الإعمار أَو بدء وقف الحرب والدخول في مفاوضات سياسية.
وبشأن مبادرة قائد الثورة المتعلقة بمأرب، قال ناطق أنصار الله: “نحن نعتقد أن المبادرة التي قُدمت في مأرب كانت ستمثل مفتاحًا في حال كان الجانب الآخر -سواء السعوديّ أَو الأمريكي- جادًا نحو الحل، وهي تثبت أن الطرفَ الآخرَ غيرُ جاد، خَاصَّة وأن مبادرة مأرب قد كانت مبادرةً إنسانيةً بامتيَاز لا نجد فيها أيةَ مطالب تعسفية وما زالت هذه المبادرة معروضةً على الطاولة حتى الآن”.
وفي ذات الصدد، أكّـد عبدالسلام أن المعاركَ لم تتوقف في مأرب أَو غيرها من الجبهات المشتعلة التي يخوضُ في أبطال الجيش واللجان الشعبيّة معاركَهم الدفاعية ضد العدوان والحصار.
وقال: إن “القصفَ الجوي مُستمرٌّ يوميًّا والتحشيد والتعبئة وإدخَال السلاح إلى اليمن ولُغة الحرب والحصار والقتل شبه يومي، إنما للأسف ربما بعضُ وسائل الإعلام قد تكون تعودت على 7 سنوات من الحرب في اليمن أن تصبح منسيةً، أَو أن تكون هناك أعمالٌ عسكريةٌ كبيرة واستراتيجية حتى يلتفتَ إليها الإعلامُ؛ ولهذا نقول: الحرب في مأرب ما زالت مُستمرّة والقصف الجوي ما زال مُستمرًّا”.
وجدّد التأكيد أننا “في موقف الدفاع، وطالما هناك عدوان وحصار فَـإنَّه من حقنا الدفاع والهجوم بكل ما نستطيع من قوة، أما القول بأن الحرب توقفت، لا، لم تتوقف”.
وعن تفاوت استمرار العمليات وتوقفها، أوضح عبدالسلام أن السبب يعود “ربما تكون هناك أعمال عسكرية ذات تصعيد أكبر أَو هجوم معين، نتيجة تخطيط ورؤية عسكرية تراعي وضعياتِ الوضع الميداني وتحدياته، خَاصَّةً وأن َ مأرب منطقة واسعة، ربما لا يدرك الوضع أن الكثير من مديريات مأرب بعون الله قد سقطت وهي مناطقُ واسعة تشبه بعض المديريات الموجودة في مأرب هي تقريبًا أكبر من بعض الدول الخليجية أَو اثنتين من الدول الخليجية، لهذا الحرب مُستمرّة، وترتيبُ العمليات العسكرية أَيْـضاً مُستمرٌّ، وكذلك في بقية الجبهات مُستمرّة لمواجهة العدوان”.
وأكّـد عدمَ وجود أي توقف للعمليات العسكرية، سواء الصاروخية أَو الطيران المسيَّر، وقد تكون هناك بعضُ الوضعيات وبعضُ الظروف والحيثيات والخلفيات العسكرية فقط للموضوع، مستبعداً وجودَ أي قرار سياسي لإيقاف أية عمليات عسكرية أَو قصف صاروخي لا يوجد لا على السعوديّة ولا على الإمارات، إنما هناك أولوياتٌ تحصلُ بالتزامن مع بعض الأحداث، كذلك ما يراها المخطّطُ العسكري والمنفذ في هذا الجانب، وما يتخذه أَيْـضاً وفقًا للظروف والإمْكَانات المتاحة، حسب ما أفاد، وهو ما يؤكّـد أن صنعاءَ لن تتنازلَ عن أيٍّ من مطالبِها المحقة، لا سيما في الجانبِ الإنساني، فضلاً عن مطالبها بطرد القوات الأجنبية ومساعيها الحثيثةِ في هذا السياق.