الغزيون يُحيون ذكرى احراق المسجد الاقصى بمسيرة جماهيرية حاشدة أسفرت عن إصابات في صفوفهم
المسيرة / متابعات
أحيت الجماهيرُ الفلسطينيةُ في غزة، أمس السبت، الذكرى الــ52 لإحراق المسجد الأقصى المبارك، ذلك الحريق الذي لم يزل يلقي بظِلالِه على الأُمَّــة الإسلامية جمعاء، وعلى الشعب الفلسطيني خَاصَّة، ولم تمح آثاره عقود من الزمان.
وفي المناسبة، شارك الآلافُ في مهرجان جماهيري دعت له الفصائلُ في منطقة ساحة ملكة إلى الشرق من مدينة غزة، بالقرب من الحدود مع الاحتلال.
وقال متحدثون باسم الفصائل الفلسطينية قبيل بدء المهرجان: إنه “تأتي أولى الفعاليات التي ستستمر بها الفصائل حتى تحقيق مطالبها بكسر الحصار على قطاع غزة”.
في السياق، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن إصابة 24 شاباً، بينهم 10 أطفال، وُصفت جراح ثلاثة منهم بالخطيرة، جراء قمع قوات الاحتلال للعشرات من المتظاهرين الذين اقتربوا من السياج الحدودي شرق مدينة غزة.
وَتقدم العشرات من الشبان تجاه السياج الحدودي وأشعلوا بعض الإطارات المطاطية، فيما تسلق بعضهم السياج ورفعوا العَلم الفلسطيني.
وخلال كلمة لهُ في المهرجان، أكّـد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين ومسؤول فرعها في غزة جميل مزهر، أن “الإرهاب الصهيوني لم يتوقف عند جريمة حرق المسجد الأقصى، كما لم يبدأ منها، ومُستمرّة من خلال القتل والمجازر والاستيطان والتهويد والحصار بدعم وتأييد من الامبريالية العالمية المجرمة، وبتواطؤ من أنظمة الرجعية العربية المُطبّعة”.
من جانبها، أكّـدت حركة حماس أن المسجد الأقصى خطٌّ أحمر، وأي اعتداء عليه سيواجَه بمقاومة باسلة من الشعب الفلسطيني الذي لن يسمح للنار أن تمتد إليه مرة أُخرى.
وشدّدت على أن المقاومة الفلسطينية ستظل جاهزةً للدفاع ورد عدوان الاحتلال ومستوطنيه عن الأقصى والمقدسيين، واعتبرت الحركة أن عمليات التطبيع مع الاحتلال خيانة للمسجد الأقصى والقدس وفلسطين.
من جهتها، قالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين: إن “ذكرى إحراق المسجد الأقصى تأتي في خضم الهجمة الإرهابية الصهيونية بحق أهلنا المقدسيين وبحق مسرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وفي أوج السقوط المدوي في وحل التطبيع لبعض الأنظمة العربية، التي زاد صنيعها حريق الأقصى اشتعالا، كما تأتي والتحديات تكبر وتزداد، فيما يبقى الأمل معقوداً بالأحرار والمقاومين في كُـلّ مكان الذين يشرعون “سيف القدس” في وجه الإرهاب والعدوان، ويردّدون العهد والقسم أن “سيف القدس” لن يغمد”.
وأكّـدت الحركة “أنه لا تزال الحرائق متلاحقة ومُستمرّة بحق الأقصى المبارك، بأشكال متعددة، من اقتحامات عنصرية لقطعان المستوطنين والجماعات والأحزاب اليهودية المتطرفة، بدعم مباشر من الحكومة الإرهابية، وبحماية جيش الاحتلال، ومن حفريات تهدّد ما تبقى من أَسَاسات المسجد، وتهويد لمعالم المدينة المقدسة، وتهديد للمقدسيين القاطنين في محيط المسجد”.
وشدّدت على أن “كل محاولات صبغ المسجد الأقصى والمدينة المقدسة بغير صِبغتهما الإسلامية، بمخطّطات صهيونية خبيثة وتواطؤ أمريكي غربي مقيت، وصمت مريب من بعض الأنظمة العربية، وافتتاح السفارات، والتطبيع المخزي، لن يغيّرَ من الحقيقة شيئاً، فالقدسُ ستبقى عربيةً إسلاميةً، والمسجد الأقصى سيظل عقيدةً في قلوبنا وقلوب كُـلّ المسلمين”.
كما أكّـدت أن المسجد الأقصى غيرُ قابل للمفاوضات ولا التنازلات، وهو أسمى وأقدس من أن يخضعَ لقرارات المحاكم والحكومات الصهيونية، خَاصَّةً فيما يتعلق بدائرة الأوقاف، فالأقصى ليس للبيع ولا للمقايَضة.
ودعت الحركةُ الدولَ العربية والإسلامية، إلى تحمل مسؤولياتها تجاه المسجد الأقصى، وحثت المسلمين من كُـلّ بقاع الأرض على نُصرة القدس والدفاع عن الأقصى، ودعم صمود المقدسيين، فهم الجدارُ الأخير في معركة الدفاع عن أولى القبلتين.
بدورها، أكّـدت حركةُ الأحرار أن البُوصلةَ ستبقى نحو القدس والأقصى لن تتغير ولن تنحرف رغم العدوان والمؤامرات ومخطّطات التهجير والاقتلاع.
واعتبرت أن “معركة سيف القدس بدأت للدفاع عن القدس والأقصى وهي فرضت معادلةً جديدةً في الصراع وثبتت قواعد اشتباك لا يمكن تجاوزها فلأجل القدس والأقصى ترخُصُ المُهَجُ والأرواح”.
وأضافت أنه “من غير المقبول استمرار تلاعُب الاحتلال ومماطلته في تنفيذ استحقاقات معركة “سيف القدس”، وما لم يأخذه الاحتلال بالعدوان لن يأخذه بتشديد الحصار والذي سيكون صاعق التفجير في المنطقة، فاللعبُ على عامل الوقت لن يكونَ في صالح الاحتلال”.
كما شدّدت على أنه “رغم كُـلّ ما يتعرض له شعبنا من محاولات إشغال بقضايا جانبية عن قضية القدس، ورغم جريمة التطبيع التي تعتبر طعنةً غادرةً للقدس والأقصى وخدمة للاحتلال، نؤكّـد أن خيار المقاومة هو الخيار الاستراتيجي لشعبنا لإطفاء نار العدوان وإفشال مخطّطاته وتبديد أوهامه”.
جديرٌ بالذكر أنه في يوم 21 أغسطُس 1969م، اقتحم متطرفٌ أسترالي الجنسية يُدْعى دينيس مايكل روهان المسجد الأقصى من جهة باب الغوانمة، وأشعل النارَ في المصلى القبلي بالمسجد الأقصى، فشبَّ حريقٌ في الجناح الشرقي للمصلى الواقع في الجهة الجنوبية من المسجد الأقصى، وأتت النيرانُ على واجهات المسجد الأقصى وسقفه وسجّاده وزخارفه النادرة وكل محتوياته من المصاحف والأثاث، وتضرر البناء بشكل كبير.