حصارُ السعوديّة لليمن ليس وليد اليوم
محمد البهلولي
منذ عقود وأسرة آل سعود وعلى مر السنين كانت الوصية الكبرى على الشعب اليمني، فهي لا تريد لليمن واليمنيين الخير والانتعاش، ولا تريد لنا الاستقرار والعلو والرفعة؛ لذَلك بذلت السعوديّة الكثير والكثير من الأموال الطائلة لشراء الولاءات وتركيع كبار المسؤولين والمشايخ بدفع رواتبَ لهم شهرياً ليكونوا أدَاة في أيديها؛ خوفاً على مصالحها في أن يشق الشعب اليمني طريقَه للعلو والرفعة وأن يكون شعباً حراً له سيادة واستقلال.
توالت الأيّام والسنون وظنت أسرة آل سعود أنها الوصي الشرعي لليمن حتى استفاق الشعبُ اليمني من غفلته ورفض الوصاية وأراد الاستقلال والرفعة والعلو، ما جعل آل سعود يجن جنونهم ويتخبطون في غيابة الجب: هل سنفقد اليمن؟ وهل سيكون اليمن مستقلاً؟ وهل سنفقد مصالحنا داخل اليمن من النفط الخام وغيره؟.
وبعد التفكير والتخطيط والدراسة قاموا بإنشاء تحالفهم المشؤوم بمشاركة عدة دول، البعض منهم شارك مِن أجلِ المال والبعض الآخر شارك خوفاً على مصالحهم واستمر التحالف عدة سنوات يقصف ويقتل الأبرياء ويدمّـر البنية التحتية حتى أكلت الأرضة مخطّطاتهم وغادرت جميع الدول ولم يبقَ في ذَلك التحالف سوى السعوديّة والإمارات تدعمهما أمريكا وإسرائيل.
والسؤال هنا لماذا انسحبت جميع الدول من ذَلك التحالف ولماذا بقيت السعوديّة والإمارات فقط وما هي مصلحتهم ومن المستفيد؟
والجواب هو جميع الدول انسحبت؛ لأَنَّهم أدركوا أن السعوديّة والإمارات لم يكوّنوا التحالف؛ مِن أجلِ اليمن واليمنيين وإنما كوّنوا هذا التحالف؛ مِن أجلِ مصالحهم وأطماعهم داخل اليمن، فالسعوديّة فقدت الوصايةَ وسوف تخسر شفط المخزون النفطي في محافظة الجوف الذي يعد أكبر احتياطي في العالم، وكذلك سوف تخسر مصالحها في بحر العرب هذا بالنسبة السعوديّة.
أما الإمارات فهي محتلّة للجزر اليمنية وبالذات جزيرة سقطرى التي أصبحت في الفترة الأخيرة تغيّر هُــوِيَّتها اليمنية وكذلك مسيطرة على الموانئ اليمنية وبالذات المنطقة الحرة الذي لو تم تفعيلها بشكل صحيح ومستقل لاستطاعت أن تشل الحركةَ التجارية بميناء رأس علي في دبي وسوف تخسر الإمارات الأرباح الهائلة التي تجنيها من جراء توقف المنطقة الحرة في عدن، بل لم تكتفِ الإمارات بالسيطرة على بعض الموانئ اليمنية فوصلت إلى تحويل بعض تلك الموانئ إلى ثكنات عسكرية، أَيْـضاً هناك أطماعٌ سياسية وعسكرية أُخرى تخدُمُ أمريكا وإسرائيل وتؤمنهما في المنطقة وتعمل على إخضاع المنطقة والشرق الأوسط للوصاية الأمريكية.
ولو نظرنا جميعاً إلى تلك المناطق التي يسيطر عليها الاحتلال لوجدنا عدمَ استقرار أمني وَمعيشي وارتفاعاً في الأسعار وعدم صرف الرواتب واغتيالات وتفجيرات… إلخ، وما نشاهده اليوم من حصار خانق في احتجاز سفن المشتقات النفطية وتوقف ميناء الحديدة ومطار صنعاء من قبل تحالف العدوان ليس وليد اليوم فهم يريدون إركاع وإخضاع الشعب اليمني لتستمر مصالحهم وأطماعهم التي لا تنتهي.