رئيس هيئة مستشفى الثورة الدكتور عبد الملك جحاف في حوار خاص لـ “المسيرة”: نفاد الديزل يصيب المستشفى بالشلل وأقسام كثيرة توقفت نتيجة الحصار
المسيرة – حاوره محمد الكامل
أكّـد رئيس هيئة مستشفى الثورة العام بصنعاء، الدكتور عبد الملك جحاف، أن العدوان والحصار الأمريكي السعوديّ كان له التأثير الكبير على تراجع الأداء بالمستشفى خلال السنوات الست الماضية، حَيثُ توقفت بعض الأقسام، إلى جانب تسرب الكثير من الكوادر المؤهلة من طواقم المستشفى.
وأوضح الدكتور جحاف في حوار خاص لصحيفة “المسيرة” أن المستشفى يعمل بموازنة متدنية جِـدًّا مقارنة بما كان عليه خلال سنوات ما قبل العدوان، لكن الهيئة تعمل على مرحلتين لتطوير الأداء بالمستشفى: تتمثل الأولى بصيانة الأجهزة أَو تبديلها بجديد، والمرحلة الثانية بعودة الاستشاريين، داعياً في هذا السياق جميع الكوادر الوطنية للعودة للعمل ورد الجميل للمستشفى.
إلى نص الحوار:
– بداية دكتور عبد الملك.. ما التأثيرُ الذي ألحقه العدوانُ والحصارُ على أداء المستشفى للعام السابع على التوالي؟
في الواقع السؤالٌ الذي ذكرتموه متشعِّبٌ، وهناك تأثيرَاتٌ كبيرةٌ على هيئة مستشفى الثورة، وعلى القطاع الصحي بشكل عام جراء العدوان الأمريكي السعوديّ الغاشم، وكما هو معروفٌ فمستشفى الثورة العام، هو مستشفى مرجعي للجمهورية قاطبة، وقد لحق به ضرر كبير جراء العدوان، بدءاً من المنشآت، أَو من البنية التحتية الإنشائية، حَيثُ تضرر عدد من المباني الهامة، وعدد من المراكز وتحديداً من القصف على منطقة نقم، وعلى العاصمة صنعاء وتضررت عدة مبانٍ، وحصل بها تشققات، ولا تزال آثارها باقية إلى يومنا هذا، وخلال الفترة الأخيرة تسربت بعض الأمطار خلال هذه التشققات في المباني المتضررة سابقًا جراء القصف، وهو ما يزيدُ من حجم الضرر فيها.
ومن الأضرار غير المباشرة التي لحقت بهيئة مستشفى الثورة هو تسرب عدد كبير من الطواقم العاملة فيه، حَيثُ غادر ما يقارب ٩٠٠ من الكادر الأجنبي الذين كانوا يعملون في القطاع الوسطي الصحي وهو التمريض، وهو ما سبب خللاً كَبيراً في المنظومة الصحية، وخَاصَّة أن الكوادر اليمنية لم تكن مؤهلة مقارنة بالكادر الأجنبي، مما أثّر على جودة الخدمة، كما تسرب عدد كبير من الاستشاريين والأخصائيين من هيئة مستشفى الثورة إلى مستشفيات أُخرى، سواءٌ أكانت خَاصَّةً داخل البلد، أَو إلى دول خارج البلاد، وهذا أثّر على نوعية الخدمة أَيْـضاً، وَبسبب عدم قدرة هيئة مستشفى الثورة على دفع الحوافز المالية اللازمة، وهي أحد الآثار التي خلفها لنا هذا العدوان، فقد تضررت هيئة مستشفى الثورة مالياً، وخَاصَّة بعد نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدنَ وخفض موازنة هيئة مستشفى الثورة، وارتفاع الأسعار، فأصبحت معها إدارة الهيئة غير قادرة على مواكبة الطلب المتزايد للخدمة؛ كون مستشفى الثورة مرجعاً لمختلف المستشفيات الجمهورية.
أما في جانب المعدات والتجهيزات الطبية، فقد نتج عن العدوان إغلاق مطار صنعاء الدولي، وهذا جعلنا غير قادرين على إصلاح أَو شراء قطع الغيار (المعدات والأجهزة)، أَو شراء المعدات والأجهزة الجديدة، وذلك بسَببِ شح الموارد المالية، وقلة النقد، بالإضافة إلى أن الكثير من قطع غيار هذه الأجهزة معدومة في السوق وغير متواجدة وأحياناً لا نستطيع استيرادها من الخارج.
– وماذا بالنسبة للأضرار الخدمية التي لحقت بالهيئة جراء العدوان والحصار الأمريكي السعوديّ؟
المستشفى تضرر من النواحي الخدمية، فهناك مثلاً مشكلة الطاقة وتوليد الطاقة، فنفاد الديزل أحياناً يصيب المستشفى بالشلل، كما أن هناك أقساماً كثيرة توقفت، نتيجة هذا الحصار، خَاصَّة أننا نعتمد في هذه الفترة على الدعم المقدم من منظمة الصحة العالمية، ورغم أنه لا يكفي، ففي حال توقُّفه كما حصل في شهر إبريل، نكون مضطرين إلى توقيف بعض الأقسام بشكل جزئي.
– تحدثتم دكتور عبد الملك عن الأثر الكبير لمغادرة الكادر الأجنبي للمستشفى.. كيف أثّر ذلك على أداء المستشفى؟
سيدي الكريم، الكادر الأجنبي عُمُـومًا خلال فترة عمله لدينا، كان كادراً مؤهلاً جِـدًّا في هيئة مستشفى الثورة، كما كان له دورٌ في تدريب وتأهيل الكوادر الوطنية التي كانت متواجدةً خلال نفس الفترة، ولكن مع بداية العدوان فَـإنَّ هؤلاء الكوادر الأجانب تم طلبُهم من سفاراتهم، وَغادروا، وهو ما أصاب المستشفى بشلل جزئي، خَاصَّة مع بداية هذه المشكلة، لكن ما أود قوله إن الإداراتِ السابقةَ استطاعت تدارُكَ هذا الأمر، بإدخَال وإحلال الكادر الوطني، ونحن نعمل الآن على تأهيل وتدريب هذا الكادر الوطني حتى نصلَ إلى المستوى الذي نقدِّمُ به الخدمةَ الجيدةَ والمطلوبةَ.
– خلال هذا الفترة الطويلة لما يقارب 7 سنوات من العدوان والحصار على بلادنا.. ما الذي قدمته منظمات الأمم المتحدة للمستشفى؟
المستشفى -كما ذكرت سابقًا- هو مرجع للجمهورية بشكل عام، وكنت أتمنى أن يكونَ توجُّـهُ المنظمات في دعمها نحو مستشفى الثورة على أَسَاس سَدِّ العجز الحاصل، وخَاصَّة أن كُـلَّ مرضى المحافظات في الجمهورية للحالات المستعصية تصل إلى مستشفى الثورة بصنعاء، ولكن للأسف الذي يحصلُ أن المنظمات الدولية تتوجِّـهُ وتركِّزُ على دعم بعض الأطراف في عددٍ من المحافظات والقرى والأرياف، وهنا وجب التنويه والإشارة إلى دور معالي وزير الصحة وشكره لدوره الكبير في توجيه عدد كبير من هذه المنظمات لدعم هيئة المستشفى في ما يخُصُّ توفيرَ بعض المستلزمات وترميم المباني والمنشآت في هيئة مستشفى الثورة العام بصنعاء.
– ما أبرزُ الصعوبات التي تواجِهُكم بشكل عام؟ وكيف تعاملتم معها؟
في الحقيقة هناك صعوباتٌ كثيرة، وكما ذكرت لكم، فَـإنَّ تأثيرَ العدوان الأمريكي السعوديّ على مستشفى الثورة أفرز صعوباتٍ ليس من السهل التعامُلُ معها، ومن الصعب جِـدًّا تجاوزها، لكننا -وبتوفيق الله وفضله، وإن شاء الله وبدعم من وزارة الصحة- سنعملُ على تجاوز هذه الصعوبات.
وأود التأكيد أن الصعوبات كثيرة جِـدًّا، فمنْ حَيثُ الموازنة التشغيلية لك أن تتخيل أننا نعمل بموازنة متدنية (عُشر) قبل فترات وسنوات العدوان، ومن الصعوبات كذلك تسرب الكادر المؤهل، والذي تم تأهيله لفترات طويلة، وتم دفع مبالغَ كبيرة؛ مِن أجلِ تأهيله والذي تسرّب إلى القطاع الخاص أَو غيره، باستثناء بعض الزملاء ذوي الضمائر الحية، الذين عادوا إلى هيئة المستشفى، وبدأوا من جديد في إحياء عملية التدريب والتأهيل للكادر والقيام بدورهم في هيئة مستشفى الثورة.
ومن الصعوبات التي تواجهنا كذلك تهالك وقِدَمُ الأجهزة الطبية التي يعمل بها هيئة مستشفى الثورة، فقد توقف جهاز الرنين وتتوقفُ القسطرة في بعض الأحيان، كما توقفت بعض الأجهزة الهامة والتي لا نجد لها قطعَ غيار، غير أننا سعينا مع أكثرَ من جهة لشراء هذه الأجهزة والدخول بمبدأ التعاون أَو الشراكة حتى يتم إنعاش المستشفى، ونحن إن شاء الله في طريق تحقيق خطوات في هذا المجال.
كذلك بعض المراكز توقفت مثل مركَز الطب النووي توقف بشكل نهائي؛ بسَببِ العدوان، وكما تعرفون فَـإنَّ مركَزَ الطب النووي يعتمدُ على المواد المشعة وإدخَالها في معالجة إصابات عدة، كسرطان الغدة الدرقية. ونحن الآن ولله الحمد رمّمنا المركز الذي تضرر نتيجةَ القصف على منطقة نُقُم ونحن الآن في صدد وضع خطة عاجلة لإعادة تشغيله، وما أحب أن أنوّه له هو مطالبةُ تعاون المنظمات الدولية بتوفير المواد التي يتم تشغيل المركَز بها.
ومن الصعوبات التي واجهتنا أَيْـضاً مركَزُ الغسيل الكلوي، فهذا المركز يحتوي على ٢٧ كرسياً فقط لـ 520 مريضاً، وهذا عدد هائل، ولكننا تجاوزنا هذه الصعوبات، ولله الحمد، حَيثُ بدأنا في ترميم الغسيل الكلوي وتوسيعه ليصل إلى ٨١ كرسياً، وبالتالي أكثر من عدد المرضى ليحصلوا على حقهم في وقت الغسلات، إلى جانب الاستمرار في ترميم بقية أقسام مركز الكلى وخَاصَّة قسم زراعة الكلى والذي توقف لوقت محدّد، سيتم البدء في إعادته للعمل خلال الأيّام القادمة، وقد تم التواصل مع عدد الهامات والقامات العلمية التي كانت تقوم بزراعة الكلى، وإن شاء الله ستعود هذه الخدمة بدعم من الخيّرين والجهات الحكومية إلى جانب وجود الأطباء الأكفاء في هذا المركز.
– أطلقتم مؤخّراً تحذيراً من خطورةِ سُيُول الأمطار على المستشفى، ولا سيما وبلادنا تشهد هذه الأيّام أمطارَ خير وبركة.. ما المخاطر في هذا الجانب؟
في الواقع لقد تكلمت بداية الحوار عن هذه الأضرار التي سببها العدوانُ الأمريكي السعوديّ على المستشفى، ومنها تشققات بعض المباني، ومؤخّراً تسربت بعض الأمطار إلى بعض الأقسام، كعملية النساء والولادة، والعمليات الكبرى والطوارئ العامة وقسم القسطرة، ونتيجةً لندائنا فقد كانت هناك مبادرة من أكثر جهة صديقة وشخصية، وتم معالجة ذلك خلال ٧٢ ساعة، وننتظر الآن تنفيذ الخطة التي تم وضعُها من قبل وزارة الصحة في المعالجة الجذرية للمباني والمنشآت، مع الإشارة إلى أنه في الفترات السابقة التي تم فيها بناءُ المستشفى تم وضعُ منطقة لتصريف السيول، تمر عبر المستشفى، وفي هذه العام توجّـهنا بنداء، ووصل إلينا من الأمانة ومن الإدارة العامة للطوارئ الذين لاحظوا حجمَ الأضرار، ووعدونا بأنه ستتم معالجة هذه المشكلة، ولكن لم نلمس على الواقع أيَّ شيء حتى الآن، كما وعدونا بإيجاد لحل لمشكلة أُخرى أكبر وأخطر وهي مشكلة متراكمة على فترات لم يوجد لها حَـلٌّ والمتمثلة في انفجار المجاري أَو الصرف الصحي ورجوعها فوق المستشفى وجاءوا إلينا، وتم اطلاعهم على حجم المشكلة، ووعدوا باتِّخاذ الإجراءات وتحويل المجاري، ولو أنه صعبٌ؛ لأَنَّه يحتاج إلى حَـلٍّ جذري، وإعادة تسليك وترميم للشبكة نفسها، خَاصَّةً وأنها مشكلة متراكمة على فترات وليست من اليوم كما قلت.
– ما خططُكم لإعادة الزخم إلى مستشفى الثورة مثلما كان في السابق؟ وتطوير الأداء فيه؟
لدينا خطة على مرحلتين، وهدفين أَسَاسيين: هما إعادةُ الخدمة للتجهيزات الموجودة، فلا يمكن أن يأتيَ استشاري والأجهزة معطَّلة، فالمرحلة الأولى هي صيانة الأجهزة أَو تبديلها بِجديد، فيما المرحلة الثانية هي عودةُ الاستشاريين، ولله الحمد وفي أكثر من مركَز بدأ الاستشاريون في العودة، وهو ما تترتب عليه نتائج، سيلمسها المريض أَو الدارس والمتعلِّم والمتدرب في الهيئة، خَاصَّةً ونحن نضعُ اللمساتِ الأخيرةَ، وبتجاوب كبير، وما ينقصنا هو الدعمُ المادي المشجِّعُ لعودة هذه الكوادر وكذلك لتشغيل الأجهزة.
وهي فرصة من خلالكم، حَيثُ أتوجّـه بطلب وكلمة إلى كُـلّ المؤسّسات الحكومية والخَاصَّة العاملة والتي يتوفر لديها عدد من الكفاءات في مجال الهندسة الطبية بالمبادرة في إعانة مستشفى الثورة لتشغيل هذه الأجهزة كعملٍ إنساني وواجبٍ وطني وقبل ذلك ديني.
– ما الذي قدّمه السفيرُ الإيراني خلال زيارته الأخيرة للمستشفى؟
الزيارةُ تمت بعد توقيع اتّفاقية تفاهم حول ترميم مركز الكلى، حَيثُ تواصلت معنا السفارةُ الإيرانية، وعرضنا عليهم ترميم وتهيئة مركز الكلى، وإعادة تشغيله وتأهيله، وقد بدأنا التنفيذَ والعملَ فعلاً، وسيتم افتتاحُ أجزاء من مركز الغسيل الكلوي وبعض الأماكن الأُخرى، كما كانت لهم مبادرةٌ أُخرى في إصلاح وترميم الأماكن المتضررة من السيول.
– يشكو البعضُ من تردِّي بعض الخدمات في المستشفى، كما يشكو بعض العاملين من عدم صرف مستحقاتهم المالية.. كيف تردون على ذلك؟
ما يتداول عن المستحقات، فنحن الآن في شهر 8 والمتأخرات من المستحقات هي نسبة شهر 7 فقط، وبدل المناوبات أعددناها، ويتم صرفها.
وفي الحقيقة، فَـإنَّ النفقة التشغيلية التي تعتمدُها الوزارة لهيئة مستشفى الثورة لا تكفي لدفع كُـلّ مستحقات الموظفين، ولذلك عملنا بمبدأ الأجر مقابل العمل، فلا يمكن إعطاءُ أجر بدون عمل، وبالتالي تم التصحيح من خلال كشوف الموارد البشرية والتي كشفت عن عددٍ من الموظفين غير متواجدين في الهيئة وضمن كشوفاتها.
وفيما يخص سوء الخدمة، فَـإنَّ هذا نتج عن تسرب الكادر البشري والذي تسرَّب إلى جهاتٍ خَاصَّة أَو جهات أُخرى، ولكننا نحاول بقدر الإمْكَان أن ندفعَ المستحقات المالية في وقتها، كذلك غياب الإجراءات الحازمة التي تتم خارجَ إطار هيئة مستشفى الثورة، بالإضافة إلى أن الكادر المتواجد الآن هو بديل للكادر الأجنبي -كما قلتُ أعلاه- مع الإشارة إلى أن عدداً كبيراً من هذه الكوادر يعمل على سبيل التطوع، وجزءاً كبيراً منهم تعلّم وتدرّب في هيئة مستشفى الثورة، ومن ثَمَّ اتجه إلى المستشفيات الخَاصَّة، وقانوناً لا نستطيع أن نعيدَهم؛ لأَنَّهم يحملون صفةَ التطوع، وبالتالي ليس موظفاً أَو متعاقداً لدى الهيئة، ولذلك تم إصدارُ قرار إلغاء مبدأ التطوع والعمل بمبدأ التعاقد، بما يكفل الحقوق القانونية سواء للموظف في الهيئة أَو حقوقنا القانونية في ما يتعلق تجاه المريض أَو أية إجراءات فنية أُخرى.
– كلمة أخيرة؟
أوجّه رسالةً إلى كُـلّ المنتسبين في القطاع الصحي العاملين في هيئة مستشفى الثورة أن المستشفى كان له دورٌ في تعليمهم وتدريبهم وتأهيلهم، وكان أَيْـضاً للدولة دورٌ في تعليمهم وتدريبهم؛ مِن أجلِ خدمة هذا الوطن، وقد حان الوقتُ فنحن في أَمَسِّ الحاجة لكل الكفاءات أن تعملَ في هذا المستشفى، وأن تعيدَ جزءاً بسيطاً مما قُدم لها في السابق، بدون وضع الشروط المسبقة قبل أداء العمل، وكأن هؤلاء تعلموا وتدرّبوا في أماكنَ أُخرى، لا نستطيع أن نطالبَهم بالعمل مجاناً، ولكن يمكنُهم تخصيصُ أَيَّـام أَو ساعات محدّدة لمكان عملهم الأَسَاسي، وبقية الأيّام لعملهم الثانوي؛ نظراً لعدم وجود مرتبات وعدم قدرتنا على دفع تلك المبالغ والحوافز التي كانت تدفع سابقًا في وجود الموازنة التشغيلية السابقة، يمكنكم العمل في مستشفيات وقطاعات أُخرى؛ لكسب الرزق والعيش الكريم لكم ولأولادكم، خَاصَّةً أن الخدمةَ هي إنسانيةٌ ومهنيةٌ وصحية أولاً قبل أن تكونَ مادية.
رئيس هيئة مستشفى الثورة الدكتور عبد الملك جحاف في حوار خاص لـ “المسيرة”: نفاد الديزل يصيب المستشفى بالشلل وأقسام كثيرة توقفت نتيجة الحصار
المسيرة – حاوره محمد الكامل
أكّـد رئيس هيئة مستشفى الثورة العام بصنعاء، الدكتور عبد الملك جحاف، أن العدوان والحصار الأمريكي السعوديّ كان له التأثير الكبير على تراجع الأداء بالمستشفى خلال السنوات الست الماضية، حَيثُ توقفت بعض الأقسام، إلى جانب تسرب الكثير من الكوادر المؤهلة من طواقم المستشفى.
وأوضح الدكتور جحاف في حوار خاص لصحيفة “المسيرة” أن المستشفى يعمل بموازنة متدنية جِـدًّا مقارنة بما كان عليه خلال سنوات ما قبل العدوان، لكن الهيئة تعمل على مرحلتين لتطوير الأداء بالمستشفى: تتمثل الأولى بصيانة الأجهزة أَو تبديلها بجديد، والمرحلة الثانية بعودة الاستشاريين، داعياً في هذا السياق جميع الكوادر الوطنية للعودة للعمل ورد الجميل للمستشفى.
إلى نص الحوار:
– بداية دكتور عبد الملك.. ما التأثيرُ الذي ألحقه العدوانُ والحصارُ على أداء المستشفى للعام السابع على التوالي؟
في الواقع السؤالٌ الذي ذكرتموه متشعِّبٌ، وهناك تأثيرَاتٌ كبيرةٌ على هيئة مستشفى الثورة، وعلى القطاع الصحي بشكل عام جراء العدوان الأمريكي السعوديّ الغاشم، وكما هو معروفٌ فمستشفى الثورة العام، هو مستشفى مرجعي للجمهورية قاطبة، وقد لحق به ضرر كبير جراء العدوان، بدءاً من المنشآت، أَو من البنية التحتية الإنشائية، حَيثُ تضرر عدد من المباني الهامة، وعدد من المراكز وتحديداً من القصف على منطقة نقم، وعلى العاصمة صنعاء وتضررت عدة مبانٍ، وحصل بها تشققات، ولا تزال آثارها باقية إلى يومنا هذا، وخلال الفترة الأخيرة تسربت بعض الأمطار خلال هذه التشققات في المباني المتضررة سابقًا جراء القصف، وهو ما يزيدُ من حجم الضرر فيها.
ومن الأضرار غير المباشرة التي لحقت بهيئة مستشفى الثورة هو تسرب عدد كبير من الطواقم العاملة فيه، حَيثُ غادر ما يقارب ٩٠٠ من الكادر الأجنبي الذين كانوا يعملون في القطاع الوسطي الصحي وهو التمريض، وهو ما سبب خللاً كَبيراً في المنظومة الصحية، وخَاصَّة أن الكوادر اليمنية لم تكن مؤهلة مقارنة بالكادر الأجنبي، مما أثّر على جودة الخدمة، كما تسرب عدد كبير من الاستشاريين والأخصائيين من هيئة مستشفى الثورة إلى مستشفيات أُخرى، سواءٌ أكانت خَاصَّةً داخل البلد، أَو إلى دول خارج البلاد، وهذا أثّر على نوعية الخدمة أَيْـضاً، وَبسبب عدم قدرة هيئة مستشفى الثورة على دفع الحوافز المالية اللازمة، وهي أحد الآثار التي خلفها لنا هذا العدوان، فقد تضررت هيئة مستشفى الثورة مالياً، وخَاصَّة بعد نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدنَ وخفض موازنة هيئة مستشفى الثورة، وارتفاع الأسعار، فأصبحت معها إدارة الهيئة غير قادرة على مواكبة الطلب المتزايد للخدمة؛ كون مستشفى الثورة مرجعاً لمختلف المستشفيات الجمهورية.
أما في جانب المعدات والتجهيزات الطبية، فقد نتج عن العدوان إغلاق مطار صنعاء الدولي، وهذا جعلنا غير قادرين على إصلاح أَو شراء قطع الغيار (المعدات والأجهزة)، أَو شراء المعدات والأجهزة الجديدة، وذلك بسَببِ شح الموارد المالية، وقلة النقد، بالإضافة إلى أن الكثير من قطع غيار هذه الأجهزة معدومة في السوق وغير متواجدة وأحياناً لا نستطيع استيرادها من الخارج.
– وماذا بالنسبة للأضرار الخدمية التي لحقت بالهيئة جراء العدوان والحصار الأمريكي السعوديّ؟
المستشفى تضرر من النواحي الخدمية، فهناك مثلاً مشكلة الطاقة وتوليد الطاقة، فنفاد الديزل أحياناً يصيب المستشفى بالشلل، كما أن هناك أقساماً كثيرة توقفت، نتيجة هذا الحصار، خَاصَّة أننا نعتمد في هذه الفترة على الدعم المقدم من منظمة الصحة العالمية، ورغم أنه لا يكفي، ففي حال توقُّفه كما حصل في شهر إبريل، نكون مضطرين إلى توقيف بعض الأقسام بشكل جزئي.
– تحدثتم دكتور عبد الملك عن الأثر الكبير لمغادرة الكادر الأجنبي للمستشفى.. كيف أثّر ذلك على أداء المستشفى؟
سيدي الكريم، الكادر الأجنبي عُمُـومًا خلال فترة عمله لدينا، كان كادراً مؤهلاً جِـدًّا في هيئة مستشفى الثورة، كما كان له دورٌ في تدريب وتأهيل الكوادر الوطنية التي كانت متواجدةً خلال نفس الفترة، ولكن مع بداية العدوان فَـإنَّ هؤلاء الكوادر الأجانب تم طلبُهم من سفاراتهم، وَغادروا، وهو ما أصاب المستشفى بشلل جزئي، خَاصَّة مع بداية هذه المشكلة، لكن ما أود قوله إن الإداراتِ السابقةَ استطاعت تدارُكَ هذا الأمر، بإدخَال وإحلال الكادر الوطني، ونحن نعمل الآن على تأهيل وتدريب هذا الكادر الوطني حتى نصلَ إلى المستوى الذي نقدِّمُ به الخدمةَ الجيدةَ والمطلوبةَ.
– خلال هذا الفترة الطويلة لما يقارب 7 سنوات من العدوان والحصار على بلادنا.. ما الذي قدمته منظمات الأمم المتحدة للمستشفى؟
المستشفى -كما ذكرت سابقًا- هو مرجع للجمهورية بشكل عام، وكنت أتمنى أن يكونَ توجُّـهُ المنظمات في دعمها نحو مستشفى الثورة على أَسَاس سَدِّ العجز الحاصل، وخَاصَّة أن كُـلَّ مرضى المحافظات في الجمهورية للحالات المستعصية تصل إلى مستشفى الثورة بصنعاء، ولكن للأسف الذي يحصلُ أن المنظمات الدولية تتوجِّـهُ وتركِّزُ على دعم بعض الأطراف في عددٍ من المحافظات والقرى والأرياف، وهنا وجب التنويه والإشارة إلى دور معالي وزير الصحة وشكره لدوره الكبير في توجيه عدد كبير من هذه المنظمات لدعم هيئة المستشفى في ما يخُصُّ توفيرَ بعض المستلزمات وترميم المباني والمنشآت في هيئة مستشفى الثورة العام بصنعاء.
– ما أبرزُ الصعوبات التي تواجِهُكم بشكل عام؟ وكيف تعاملتم معها؟
في الحقيقة هناك صعوباتٌ كثيرة، وكما ذكرت لكم، فَـإنَّ تأثيرَ العدوان الأمريكي السعوديّ على مستشفى الثورة أفرز صعوباتٍ ليس من السهل التعامُلُ معها، ومن الصعب جِـدًّا تجاوزها، لكننا -وبتوفيق الله وفضله، وإن شاء الله وبدعم من وزارة الصحة- سنعملُ على تجاوز هذه الصعوبات.
وأود التأكيد أن الصعوبات كثيرة جِـدًّا، فمنْ حَيثُ الموازنة التشغيلية لك أن تتخيل أننا نعمل بموازنة متدنية (عُشر) قبل فترات وسنوات العدوان، ومن الصعوبات كذلك تسرب الكادر المؤهل، والذي تم تأهيله لفترات طويلة، وتم دفع مبالغَ كبيرة؛ مِن أجلِ تأهيله والذي تسرّب إلى القطاع الخاص أَو غيره، باستثناء بعض الزملاء ذوي الضمائر الحية، الذين عادوا إلى هيئة المستشفى، وبدأوا من جديد في إحياء عملية التدريب والتأهيل للكادر والقيام بدورهم في هيئة مستشفى الثورة.
ومن الصعوبات التي تواجهنا كذلك تهالك وقِدَمُ الأجهزة الطبية التي يعمل بها هيئة مستشفى الثورة، فقد توقف جهاز الرنين وتتوقفُ القسطرة في بعض الأحيان، كما توقفت بعض الأجهزة الهامة والتي لا نجد لها قطعَ غيار، غير أننا سعينا مع أكثرَ من جهة لشراء هذه الأجهزة والدخول بمبدأ التعاون أَو الشراكة حتى يتم إنعاش المستشفى، ونحن إن شاء الله في طريق تحقيق خطوات في هذا المجال.
كذلك بعض المراكز توقفت مثل مركَز الطب النووي توقف بشكل نهائي؛ بسَببِ العدوان، وكما تعرفون فَـإنَّ مركَزَ الطب النووي يعتمدُ على المواد المشعة وإدخَالها في معالجة إصابات عدة، كسرطان الغدة الدرقية. ونحن الآن ولله الحمد رمّمنا المركز الذي تضرر نتيجةَ القصف على منطقة نُقُم ونحن الآن في صدد وضع خطة عاجلة لإعادة تشغيله، وما أحب أن أنوّه له هو مطالبةُ تعاون المنظمات الدولية بتوفير المواد التي يتم تشغيل المركَز بها.
ومن الصعوبات التي واجهتنا أَيْـضاً مركَزُ الغسيل الكلوي، فهذا المركز يحتوي على ٢٧ كرسياً فقط لـ 520 مريضاً، وهذا عدد هائل، ولكننا تجاوزنا هذه الصعوبات، ولله الحمد، حَيثُ بدأنا في ترميم الغسيل الكلوي وتوسيعه ليصل إلى ٨١ كرسياً، وبالتالي أكثر من عدد المرضى ليحصلوا على حقهم في وقت الغسلات، إلى جانب الاستمرار في ترميم بقية أقسام مركز الكلى وخَاصَّة قسم زراعة الكلى والذي توقف لوقت محدّد، سيتم البدء في إعادته للعمل خلال الأيّام القادمة، وقد تم التواصل مع عدد الهامات والقامات العلمية التي كانت تقوم بزراعة الكلى، وإن شاء الله ستعود هذه الخدمة بدعم من الخيّرين والجهات الحكومية إلى جانب وجود الأطباء الأكفاء في هذا المركز.
– أطلقتم مؤخّراً تحذيراً من خطورةِ سُيُول الأمطار على المستشفى، ولا سيما وبلادنا تشهد هذه الأيّام أمطارَ خير وبركة.. ما المخاطر في هذا الجانب؟
في الواقع لقد تكلمت بداية الحوار عن هذه الأضرار التي سببها العدوانُ الأمريكي السعوديّ على المستشفى، ومنها تشققات بعض المباني، ومؤخّراً تسربت بعض الأمطار إلى بعض الأقسام، كعملية النساء والولادة، والعمليات الكبرى والطوارئ العامة وقسم القسطرة، ونتيجةً لندائنا فقد كانت هناك مبادرة من أكثر جهة صديقة وشخصية، وتم معالجة ذلك خلال ٧٢ ساعة، وننتظر الآن تنفيذ الخطة التي تم وضعُها من قبل وزارة الصحة في المعالجة الجذرية للمباني والمنشآت، مع الإشارة إلى أنه في الفترات السابقة التي تم فيها بناءُ المستشفى تم وضعُ منطقة لتصريف السيول، تمر عبر المستشفى، وفي هذه العام توجّـهنا بنداء، ووصل إلينا من الأمانة ومن الإدارة العامة للطوارئ الذين لاحظوا حجمَ الأضرار، ووعدونا بأنه ستتم معالجة هذه المشكلة، ولكن لم نلمس على الواقع أيَّ شيء حتى الآن، كما وعدونا بإيجاد لحل لمشكلة أُخرى أكبر وأخطر وهي مشكلة متراكمة على فترات لم يوجد لها حَـلٌّ والمتمثلة في انفجار المجاري أَو الصرف الصحي ورجوعها فوق المستشفى وجاءوا إلينا، وتم اطلاعهم على حجم المشكلة، ووعدوا باتِّخاذ الإجراءات وتحويل المجاري، ولو أنه صعبٌ؛ لأَنَّه يحتاج إلى حَـلٍّ جذري، وإعادة تسليك وترميم للشبكة نفسها، خَاصَّةً وأنها مشكلة متراكمة على فترات وليست من اليوم كما قلت.
– ما خططُكم لإعادة الزخم إلى مستشفى الثورة مثلما كان في السابق؟ وتطوير الأداء فيه؟
لدينا خطة على مرحلتين، وهدفين أَسَاسيين: هما إعادةُ الخدمة للتجهيزات الموجودة، فلا يمكن أن يأتيَ استشاري والأجهزة معطَّلة، فالمرحلة الأولى هي صيانة الأجهزة أَو تبديلها بِجديد، فيما المرحلة الثانية هي عودةُ الاستشاريين، ولله الحمد وفي أكثر من مركَز بدأ الاستشاريون في العودة، وهو ما تترتب عليه نتائج، سيلمسها المريض أَو الدارس والمتعلِّم والمتدرب في الهيئة، خَاصَّةً ونحن نضعُ اللمساتِ الأخيرةَ، وبتجاوب كبير، وما ينقصنا هو الدعمُ المادي المشجِّعُ لعودة هذه الكوادر وكذلك لتشغيل الأجهزة.
وهي فرصة من خلالكم، حَيثُ أتوجّـه بطلب وكلمة إلى كُـلّ المؤسّسات الحكومية والخَاصَّة العاملة والتي يتوفر لديها عدد من الكفاءات في مجال الهندسة الطبية بالمبادرة في إعانة مستشفى الثورة لتشغيل هذه الأجهزة كعملٍ إنساني وواجبٍ وطني وقبل ذلك ديني.
– ما الذي قدّمه السفيرُ الإيراني خلال زيارته الأخيرة للمستشفى؟
الزيارةُ تمت بعد توقيع اتّفاقية تفاهم حول ترميم مركز الكلى، حَيثُ تواصلت معنا السفارةُ الإيرانية، وعرضنا عليهم ترميم وتهيئة مركز الكلى، وإعادة تشغيله وتأهيله، وقد بدأنا التنفيذَ والعملَ فعلاً، وسيتم افتتاحُ أجزاء من مركز الغسيل الكلوي وبعض الأماكن الأُخرى، كما كانت لهم مبادرةٌ أُخرى في إصلاح وترميم الأماكن المتضررة من السيول.
– يشكو البعضُ من تردِّي بعض الخدمات في المستشفى، كما يشكو بعض العاملين من عدم صرف مستحقاتهم المالية.. كيف تردون على ذلك؟
ما يتداول عن المستحقات، فنحن الآن في شهر 8 والمتأخرات من المستحقات هي نسبة شهر 7 فقط، وبدل المناوبات أعددناها، ويتم صرفها.
وفي الحقيقة، فَـإنَّ النفقة التشغيلية التي تعتمدُها الوزارة لهيئة مستشفى الثورة لا تكفي لدفع كُـلّ مستحقات الموظفين، ولذلك عملنا بمبدأ الأجر مقابل العمل، فلا يمكن إعطاءُ أجر بدون عمل، وبالتالي تم التصحيح من خلال كشوف الموارد البشرية والتي كشفت عن عددٍ من الموظفين غير متواجدين في الهيئة وضمن كشوفاتها.
وفيما يخص سوء الخدمة، فَـإنَّ هذا نتج عن تسرب الكادر البشري والذي تسرَّب إلى جهاتٍ خَاصَّة أَو جهات أُخرى، ولكننا نحاول بقدر الإمْكَان أن ندفعَ المستحقات المالية في وقتها، كذلك غياب الإجراءات الحازمة التي تتم خارجَ إطار هيئة مستشفى الثورة، بالإضافة إلى أن الكادر المتواجد الآن هو بديل للكادر الأجنبي -كما قلتُ أعلاه- مع الإشارة إلى أن عدداً كبيراً من هذه الكوادر يعمل على سبيل التطوع، وجزءاً كبيراً منهم تعلّم وتدرّب في هيئة مستشفى الثورة، ومن ثَمَّ اتجه إلى المستشفيات الخَاصَّة، وقانوناً لا نستطيع أن نعيدَهم؛ لأَنَّهم يحملون صفةَ التطوع، وبالتالي ليس موظفاً أَو متعاقداً لدى الهيئة، ولذلك تم إصدارُ قرار إلغاء مبدأ التطوع والعمل بمبدأ التعاقد، بما يكفل الحقوق القانونية سواء للموظف في الهيئة أَو حقوقنا القانونية في ما يتعلق تجاه المريض أَو أية إجراءات فنية أُخرى.
– كلمة أخيرة؟
أوجّه رسالةً إلى كُـلّ المنتسبين في القطاع الصحي العاملين في هيئة مستشفى الثورة أن المستشفى كان له دورٌ في تعليمهم وتدريبهم وتأهيلهم، وكان أَيْـضاً للدولة دورٌ في تعليمهم وتدريبهم؛ مِن أجلِ خدمة هذا الوطن، وقد حان الوقتُ فنحن في أَمَسِّ الحاجة لكل الكفاءات أن تعملَ في هذا المستشفى، وأن تعيدَ جزءاً بسيطاً مما قُدم لها في السابق، بدون وضع الشروط المسبقة قبل أداء العمل، وكأن هؤلاء تعلموا وتدرّبوا في أماكنَ أُخرى، لا نستطيع أن نطالبَهم بالعمل مجاناً، ولكن يمكنُهم تخصيصُ أَيَّـام أَو ساعات محدّدة لمكان عملهم الأَسَاسي، وبقية الأيّام لعملهم الثانوي؛ نظراً لعدم وجود مرتبات وعدم قدرتنا على دفع تلك المبالغ والحوافز التي كانت تدفع سابقًا في وجود الموازنة التشغيلية السابقة، يمكنكم العمل في مستشفيات وقطاعات أُخرى؛ لكسب الرزق والعيش الكريم لكم ولأولادكم، خَاصَّةً أن الخدمةَ هي إنسانيةٌ ومهنيةٌ وصحية أولاً قبل أن تكونَ مادية.