كربلاء تهزم الشيطان الأكبر
أمل المطهر
في المعركة وخلال المواجهة الأزلية بين الحق والباطل ما زال التاريخ يكتب ويسطّر لنا الكثير من الدروس العظيمة والتي كانت شاهداً لنا على هشاشة الباطل وأصحابه بالرغم من مما يمتلكونه من قوة عسكرية وإعلامية وبشرية، وقوة وصلابة الحق وأصحابه على مر العصور والأزمنة وَواقعة كربلاء تؤكّـد لنا هذه النظرية الثابتة في السنن الإلهية.
فحينما نقرأ أحداث تلك الثورة التي قام بها سيد الشهداء أبو عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام وبكل ما حدث فيها من إجرام وقسوة وغلظة واستماتة لإخماد تلك الثورة الحسينية وإطفاء وهجها يؤكّـد لنا حجم الخوف والذعر الذي وصل إليه العدوّ من تلك الثورة ومن مبادئها وقيمها وأخلاقها، ذلك الخوف الذي امتد من كربلاء الطف حتى كربلاء مران.
خوف الأمويين من ثورة الإمَـام الحسين آنذاك ومن وصولها إلى العامة بقوتها ونقائها وإبادة حاملي رايتها وكل من ينتمي لهم ولفكرهم ومنهجيتهم هو نفس خوف أمريكا وأدواتها من ثورة حسين العصر التي كانت امتداداً لثورة الإمَـام الحسين بقيمها ومبادئها وفكرها وايمانها فظهر الذعر والخوف من تلك الثورة فيما قامت به أميركا بيد عميلها في اليمن من حروب ومجازر في محافظة صعدة لستة أعوام كانت تتجسد فيها كربلاء وتعود ثورة الحسين أقوى من السابق حتى اتسعت رقعة المواجهة فأصبح اليمن بأكمله ساحةً للثورة الحسينية ومقاماً لكربلاء العصر.
وها هو اليمن اليوم قيادةً وشعباً يرفعون رايةَ هيهات منا الذلة، تأكيداً على أن كربلاء الطف لم تكن سوى البداية لزوال كُـلّ الطغاة المستكبرين، واليوم ثورة وفكر ومنهجية الحسين تُعد كُـلّ من ينتمون إليها إعداداً نفسيا قويا ثابتا واعياً ليتحقّق بعدها ما كان العدوّ الأمريكي يخافه ويحذره في عودة دين محمد القويم وولاية علي واشتعال ثورة الحسين واتّقاد شُعلة الحرية والعدالة الإنسانية التي نزل بها الدين الإسلامي.