ذكرى عاشوراء

 

هاني محمد شجاع الدين

عاشوراء: هو يوم العاشر من الشهر الحرام مُحَرَّم الفرد الذي وقع في سنة واحد وستين للهجرة ويسمى عند المسلمين بيوم عاشوراء وهو اليوم الذي نجّى الله فيه موسى من فرعون ويصادف اليوم الذي قتل فيه سيدي ومولاي رحمه الله وجعل الجنة مثواه والنار لمن عاداه أمامي وأمام كُـلّ مؤمن الحسين بن علي بن أبي طالب حفيد النبي محمد والذي قتل في معركة كربلاء.

ويعد يوم عاشوراء بالنسبة لي هو محطة لتذكير الأمة بهذه المأساة والجريمة العظمى من خلال طرح مظلومية الحسين بن علي وأهل بيتهِ وأصحابهِ وتصحيح مسار الأُمَّــة وتحديد كُـلّ شخص مواقفه من هذه الجريمة والأخذ بها بمنطلق العظة والعبرة.

والذي تعد أعظم جريمة حدثت في التاريخ الإسلامي ومن أيادٍ محسوبة على الدين الإسلامي فهل من المعقول أن يحدث كُـلّ هذا من فئة تحسب على دين الإسلام إلى يومنا هذا؟!

والذي حدث فيها أبرز وأبشع الجرائم الإنسانية والأخلاقية والمتنافية مع كُـلّ الديانات وليس مع الدين الإسلامي فقط.

فمن الطبيعي أن يتعجب الناس متسائلين: ما هي الدوافع التي سببت هذه الجريمة ولماذا الحسين وهو ابن علي المرتضى وَسبط النبي المصطفى؟!

ولماذا يقتل الإمَـام الحسين بن علي عليه السلام؟

نعم كان قتل الحسين هي الخطوة الثانية لاستكمال اغتيال الدين من بني أمية، حَيثُ كانت أول خطوة هي قتل أبيه الإمَـام علي عليه السلام.

كان بنو أمية قد بلغوا ذروة الظلم وبدأوا بنشر ثقافات تخالف الثقافة القرآنية وَبدأوا باللبس والتضليل على الأُمَّــة الإسلامية ولم يكن هناك عائق لإفشال مخطّطهم إلا الإمَـام علي وأولادهِ، كيف وهم أهل بيت النبوة وهم من منبع الدين وباب مدينة العلم وَدعاة الناس إلى الصراط المستقيم، وقد وصف الحسين أن الدين هو دين جده فكيف يرضى بغيره أَو يرضى بضياعهِ أَو تغييرهِ.

قام بنو أمية بقتل الإمَـام علي عليه السلام وقام أهل العراق باستدعاء الحسين إلى كربلاء والظاهر لمبايعته على الخلافة بدلاً عن يزيد كونهُ أحُق الناسِ بالإمَـامة.

وفي الواضح أن عملية استدعاء الحسين إلى كربلاء كان مشروعاً لبني أمية وكان الهدف منه هو الغدر بالحسين بن علي وقتله وقتل أصحابهِ المناصرين وأهل بيتهِ الكرام وتصفيتهم.

فنجح بنو أمية وناولوا مرادهم فحاصروا الحسين في كربلاء ومنعوا عنه الأكل والشرب حوالي سبعة أيام ثم هجموا على الحسين وقتلوه وقطعوا رأسه وقتلوا أصحابه وقتلوا أطفاله وأخذوا نساءَه سبايا إلى قصر يزيد وقد كان الطاغية يزيد أراد حتى أن يستمتع بنساء أهل بيت النبي عليهم السلام.

فكيف يتم التضليل والتغرير على الأُمَّــة والقيام بتلميع بني أمية وخَاصَّة معاوية وابنه يزيد وتقديمهم على أنهم أعلام من أعلام الدين الإسلامي وهم من قاموا بإرسال من قتل الإمَـام علي وتسميم الحسن وقتل وذبح الحسين وأهل بيتهِ… إلخ.

فهل من المعقول أن يقوم بهذا الفعل الشنيع فئة تنتمي إلى الدين المحمدي أم أنهم فئة دخيلة على الإسلام؛ كونهم قد قدموا الدين بهذه الطريقة المشوهة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com