من التحرّر يبدأ الطريق إلى التعايش والوئام

 

يحيى الصعدي

تعايشت الشعوبُ الغربية بعد قرون من الحروب التي طحنتها والتي كانت نتاج تعدد أعراقها، ودياناتها، وطوائفها، ولغاتها، وذلك بعد أن اجتمعت على قاسمها المشترك الوحيد المتمثل في الوطن، واجتهدت بإرساء وإعلاء قيم المواطنة المتمثلة في الحرية والعدل والمساواة.

أما نحن فبرغم القواسم المشتركة المتعددة التي تجمعنا والمتمثلة في الدين، والوطن، واللغة، والعرق، استطعنا أن نصيّر من قواسمنا المشتركة عوامل فرقة واقتتال، بدلاً عن اتِّخاذها عواملَ ائتلاف واتّفاق وتكامل وبناء ونهوض.

والسبب كان وما يزال وراء هذه الكارثة التي نعيشها على المستوى العربي العام، وعلى مستوى كُـلّ قطر على حدة، هو الاستبداد السياسي بما خلفه من آثار كارثية تمثل بعضها في تدمير القيم، والأخلاق، نتيجة لسياسات التجهيل الممنهجة، وإفراغ التعليم من محتواه الرسالي البنّاء، الأمر الذي أصاب الشعوب بمقتل أوردت على إثره موارد التناحر والتمزق والاقتتال،

الواجب على شعوبنا أن تواصل السير على خطها النضالي التحرّري مهما كلفها السير في هذا الطريق من تضحيات، فالضريبة التي قد تؤجلها الشعوب اليوم لانتزاع حريتها والثأر لكرامتها بلا شك أنها ستضطر لدفعها غداً مضاعفة من دماء أجيالها القادمة، التي تسعى لتأمين حياة كريمة لها.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com