من بيروت إلى صنعاء.. الإيمانُ كله للشرك كله
هاشم أحمد وجيه
إن المتأمِّلَ للأحداث والتطورات المتسارعة التي تعاني منها المقاومةُ الإسلاميةُ في لبنان، ممثلةً بحزب الله وأمينه العام، السيد حسن نصر الله، منذ أن حملت على عاتقها الدفاعَ عن لبنان الأرض والإنسان وتحرير الأرض اللبنانية من أيدي الصهاينة المعتدين، وحقّقت الانتصارات المتتالية ضد هذا العدوّ المتغطرس على كافة الأصعدة العسكرية والسياسية والاستخباراتية، وكان آخرها المعركة الاقتصادية المتمثلة في إدخَال المشتقات النفطية إلى لبنان وكسر الحصار المفروض على الشعب اللبناني من قبل أئمة الشرك الأمريكان والصهاينة وأدواتهم المحلية.
الملاحَظُ خلال كُـلّ ما سبق هو تكالب قوى الشرك والإجرام الأمريكية والصهيونية وقوى النفاق العربية في مواجهة حزب الله إعلاميا وسياسيًّا وعسكريًّا واقتصاديًّا وحشدوا لأجل ذلك كُـلّ الإمْكَانات من منظمات وهيئات وأحزاب ومرتزِقة محليين وامبراطوريات إعلامية ضخمة، وهذه مجتمعة تمثل الشركَ كلَّه وبرز لها حزبُ الله وأمينه العام ومعه أحرار لبنان ومثَّلوا الإيْمَـانَ كُلَّه، متوكلين على الله وعدالة قضيتهم التي يجاهدون؛ مِن أجلِها وانتصروا في جميع جولات الصراع بفضل الله وسينتصرون في الجولات القادمة بدون أدنى شك؛ لأَنَّ النصرَ من عند الله وهو وعد الله لأوليائه المجاهدين في سبيله.
وما يعانيه اليمنُ الحبيبُ كذلك منذ 26 من مارس 2015م وحتى هذه اللحظة، عدوان همجي غاشم وغير مبرّر أُعلِنَ من واشنطن وتقودُه أمريكا وإسرائيل بشكل واضح وعلني وعبر أدواتها في المنطقة النظام السعوديّ والإماراتي ومعهم المرتزِقة المحليين كحزب الإصلاح وجزء كبير من حزب المؤتمر، يأتي أَيْـضاً في نفس سياق تحالف أئمة الشرك والنفاق في مواجهة المسيرة القرآنية المباركة بقيادة السيد المجاهد العَلَم عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله-، ومعه أحرار وقبائل اليمن الحرة الأبية.
عدوانٌ شاملٌ ما يقارب السبع سنوات عسكريًّا وإعلامياً وسياسيًّا واقتصاديًّا برز في مواجهته أنصار الله وجميع الأحرار في هذا البلد، مثّلوا كذلك الإيْمَـان كُلَّه في مواجهة الشرك كُلِّه مجاهدين في سبيل الله متوكلين على الله وحده وعدالة القضية التي يجاهدون مِن أجلِها وهي الدفاع عن الأرض والعرض ونيل السيادة والاستقلال والعزة والكرامة والحرية والحفاظ على الهُــوِيَّة الإيْمَـانية للأُمَّـة.
وبمقارنة ما يجري في لبنان وما يجري في اليمن من استهداف شامل للأرض والإنسان والهُــوِيَّة نجدُ تطابقاً عجيباً من حَيثُ واحدية الهدفِ في كلا البلدين، وهو إسكاتُ صوت الحق الصادح بمقاومة الطغيان والفساد والظلم والاستبداد والهيمنة الأمريكية والصهيونية على البلدان والشعوب والثروات وكذلك واحدية العدوّ في كلا البلدين وهم الأمريكان والصهاينة والبريطانيين والممول ذاته وهي الأنظمة الرجعية المتخلفة كالنظام السعوديّ والنظام الإماراتي وتستخدم نفس الأدوات من المنافقين والعملاء والمرتزِقة المحليين سواء من أحزاب أَو تنظيمات أَو أشخاص.
ومن كُـلّ ما سبق نجد بما لا يدع مجالاً للشك أن المعركة واحدة والعدوّ واحد، صراعٌ بين الحق والباطل بين أئمة الشرك والفساد وبين أعلام الهدى والإيْمَـان، بين الخداع وَالرذيلة وبين الصدق والفضيلة وقد برز الإيْمَـان كله للشرك كله، والنصر العظيم قادم لا محالة، نصر الله لمن ينصُرُه، فهو وعدُ الله لأوليائه المجاهدين في سبيله (إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا وَنَرَاهُ قَرِيبًا).