ليست (عائشة) واحدة وإنما أربع (عائشات)

 

الشيخ عبد المنان السنبلي

قلتُ له: اعطني مقطعاً أَو تصريحاً واحداً أَو حتى وريقةً واحدةً للسيد عبدالملك الحوثي أَو أحدِ القيادات الحوثية المعتبرة يسبون فيه الصحابةَ أَو يتعرضون فيه للسيدة عائشة أم المؤمنين رضوان الله عليها وعليهم جميعاً.

ذهب وأعطاني مقطعَ فيديو للمدعو ياسر الحبيب (كويتي الجنسية طبعاً) وقال: تفضل اسمع!

بالله عليكم هل هذا رجلٌ سوي؟!

بعد يومين أَو ثلاثة أَيَّـام جاءني -وكأنه قد وجد ضالته- بفيديو للسيد حسين الحوثي يقول فيه (إن المصائب التي تعرضت لها الأُمَّــة سببُها (عمر)؛ لأَنَّه هو من ولَّى معاويةَ على الشام والذي تسبّب الأخير طبعاً في الفتنة التي لا زلنا كمسلمين نعاني من تداعياتها وآثارها إلى اليوم)!

فقلت له: وأين السَّبُّ أَو اللعنُ في هذا؟!

يعني الرجل وكما فهمت من ذلك الفيديو قال رأيَه بكل صراحة وبدون أي تجريح، وذلك من منطلق معطياتٍ لديه، فمتى كان التعبيرُ عن الرأي أَو النقد في حدود اللياقة والأدب جريمة؟!

طيب سؤال:

ألم يتعرض الحوثيون لسَتِّ حروب من قبلُ؟!

ألم يكونوا أصلاً موجودين من قبل كأحد مكونات النسيج الاجتماعي اليمني؟!

فلماذا لم نكن نسمع أحداً يدَّعي خلال تلكم الحروب مثلاً أَو من قبل أنهم يلعنون الصحابة أَو أنهم روافض أَو مجوس أَو أو… أَو…؟!

لماذا لم نبدأ نسمع كُـلَّ هذه الادِّعاءات إلا بالتزامن مع بدء انطلاق عملية عاصفة الحزم وشن العدوان على اليمن؟!

تعرف لماذا؟!

لأَنَّ ثقافةَ وبيئةَ مجتمعنا الدينية المحافظة والملتزمة لم تعتَد طيلةَ الألف والأربعمِئة السنة الماضية صدورَ مثل هذه الادِّعاءات أَو الهرطقات لسببٍ بسيطٍ جِـدًّا هو عدمُ وجود ما يبرّرها أَو يوجبُها أصلاً، فاليمنيون لم يألفوا أن تطاولَ أحدٌ من بينهم على صحابة رسول الله أَو أزواجه المطهرات أَو آل بيته الأخيار إلا ما ندر وبصورة فردية وسرية طبعاً والنادر كما يقولون لا حكم له.

وبالتالي، أن تخرج مثل هذه الادِّعاءاتُ بالتزامن مع شن هذا العدوان الغاشم فَـإنَّ ذلك يؤكّـدُ بما لا يدع مجالاً للشك أن مصدرُها هو ذات البيئة الدينية المتطرفة المجاورة التي أجازت وبرّرت العدوانَ، وذلك في إطار عملية ممنهجة ومنظمة لاستهداف الإنسان اليمني ونسيجه الديني والاجتماعي المحافظ والتي لا تقل خُبثاً وحقداً عن ذلك الاستهداف الممنهج والمنظم أَيْـضاً لتاريخ وحضارة وعروبة اليمن والذي يتصدر له المدعو ضاحي خلفان والشليمي وَ…!

يا صديقي..

أنا هنا أدافعُ عن النسيج الاجتماعي اليمني وعن علاقتنا المستقبلية نحن كيمنيين وكمجتمع يمني يجب أن يظل متماسكاً وقوياً، فالعدوانُ لن يستمرَّ طويلاً وكذلك الحرب بين الإخوة الفُرقاء..

المؤامرةُ على اليمن كبيرةٌ وخطيرةٌ جِـدًّا، وبالتالي ينبغي علينا أن لا نكونَ أدواتٍ في أيدي من يريدون تدميرَ بلادنا وتفكيك مجتمعنا بتنفيذ مخطّطاتهم وأجنداتهم القذرة تحت أي غطاءٍ دينيٍ أَو وطنيٍ زائف.

صمت قليلًا ثم قال بصوتٍ خافتٍ: صدقت!

وقبل أن ينصرفَ لم أتردّد في الحقيقة في أن أفشيَ له بسِرٍّ قد لا يعلمه كثيرٌ من الناس وهو أن في بيتِ السيد الحوثي لوحده فقط أربعَ (عائشات) ليست آخرهن تلك التي توفاها الله قبل أمس الأول!

كما أنه لم يفُتني أَيْـضاً أن أذكِّرَه باحتفال السيد محمد علي الحوثي سنوياً بعيد ميلاد ابنته الأصغر (عائشة).

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com