الأمم المتحدة (المنحازة) للعدوان برزت كمشكلة مضافة بطريق المفاوضات في سويسرا
الأمم المتحدة (المنحازة) للعدوان برزت كمشكلة مضافة بطريق المفاوضات في سويسرا*
صدى المسيرة:إبراهيم السراجي
- التقرير نشرته صحيفة صدى المسيرة قبل انتهاء المفاوضات
اصطدمت المفاوضات التي في سويسرا بعاملين مخيبين للتطلعات نحو حل سياسي ينهي العدوان الخارجي والحصار القائم على اليمن حيث وجدت القوى الوطنية نفسها أمام طرف (وفد الرياض) لا يملك القرار الذي يخوله الدفع بالمفاوضات إلى الأمام وأمام راعٍ (الأمم المتحدة) ليست قادرة على اجبار المعنيين على احترام إعلانها بوقف إطلاق النار كأقل تقدير لما يفترض أن يكون عليه دورها في تلك المفاوضات.
قبيل انطلاق المفاوضات الجارية في سويسرا بساعات أعلنت الأمم المتحدة رسميا وقف إطلاق النار باليمن لتهيئة الظروف الملائمة للمفاوضات التي ترعاها المنظمة بهدف التوصل إلى اتفاق سياسي باليمن، ومع سريان الوقت المحدد لوقف إطلاق النار باشرت طائرات العدوان بالتحليق وتطور الأمر إلى القصف في عدة مناطق ولاحقا تبين أن دول العدوان هي التي هندست اتفاق وقف إطلاق النار عبر الأمم المتحدة لأهداف عسكرية مبيتة مسبقاً ظهرت معالمها بتمدد المرتزقة وقوات الغزو في مأرب والجوف في خطوة بدت أنها تنفيذا لمخطط جرى الإعداد له بدقة فلم يكن لدى الأمم المتحدة أي موقف من خرق وقف اطلاق النار ولم يكن لديها آلية لمراقبة الاتفاق أو رؤية مسبقة تتخذ بموجبها موقفاً محدداً من ذلك الخرق.
منذ الخطوات الأولى لانطلاق المفاوضات برز دور الأمم المتحدة المنحاز لطرف العدوان حيث أعلنت المنظمة عن بيان بخصوص الوضع الإنساني على غير ما تم الاتفاق عليه وهو ما أكده رئيس وفد انصارالله إلى المفاوضات محمد عبدالسلام الذي قال أن الأمم المتحدة خرجت ببيان بخصوص الوضع الإنساني باليمن مخالف لما تم الاتفاق عليه متهما الأمم المتحدة بفرض سرية تامة وتمنع التصريحات حول المفاوضات وبرر عبدالسلام تصريحاته بسعي الأمم المتحدة إلى محاصَرة وفد القوى الوطنية دون أن تقدم رؤية واضحة.
وأوضح أن وفدَ القوى الوطنية كانت لديه ملاحظات لم يتضمنها البيان الصادر عن الأمم المتحدة بشأن الوضع الإنساني.
وأضاف أن ممثلي الأمم المتحدة طلبوا الاجتماع مع وفد القوى الوطنية صباح اليوم وتم ذلك حيث طالبت القوى تثبيت وقف إطلاق النار ولكن الأمم المتحدة تريد ترحيل الأمر.
ولم تكن تلك الخطوة هي آخر ما أقدمت عليه المنظمة الأممية ومبعوثها الدولي حيث جرى ابلاغهم مراراً بتحركات قوات الغزو ومرتزقة العدوان في الميدان وخرقهم بذلك لوقف اطلاق النار غير أن المبعوث الأممي ماطل وفود القوى الوطنية في سلوك وبدا وكأن الأمم المتحدة تريد أن تعطي قوات الغزو ومرتزقته فرصة لتحقيق إنجازات على الأرض فحاول ولد الشيخ الدفع بالمفاوضات متجاهلا خروقات وقف اطلاق النار وأبدى رغبة فالقفز إلى نقاط أخرى أقل أهمية بحسب تصريحات عدد من ممثلي وفد القوى الوطنية.
وإذا كان من البديهي أنه وبما ان الأمم المتحدة هي من أعلنت وقف إطلاق النار رسميا فقد كان من الواجب أن تكون هذه الخطوة مصحوبة برؤية متكاملة لتثبيت وقف إطلاق النار بحسب الإعلان لكن الأمم المتحدة جاءت إلى المفاوضات مستسلمة لإرادة دول العدوان وكان بديهيا أن يقول رئيس وفد أنصارالله أنها لا تملكُ رؤيةً فيما يخص تثبيت وقف إطلاق النار، موضحاً أن القوى الوطنية ستواصِلُ المفاوضات من أجل التوصل إلى ذلك.
ويكمن خروج الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن عن دورهم في المفاوضات في عدة جوانب أبسطها أن الأمم المتحدة وقفت عاجزة عن تحديد موقف قوي من خرق وقف إطلاق النار وأمام ضغط القوى الوطنية التي رفضت الانتقال لنقاط أخرى والقفز على الأولويات اضطر المبعوث الأممي إلى قطع وعد بالتواصل مع السعوديين والأمريكيين لبحث موضوع وقف إطلاق النار لتبدو العلاقة بين الأمم المتحدة والعدوان إن لم تكن علاقة تبعية وانصياع فهي علاقة تحالف بين طرفين لا تبدو فيها المنظمة الأممية راعية للمفاوضات فيما يخص الطرف القادم من الرياض.
بالعودة للمفاوضات التي واجهت صعوبات منذ انطلاقها وإلى اليوم الخامس ظلت المشكلة بالنسبة لوفد القوى الوطنية هي الدور السلبي للأمم المتحدة ومعها وبدلا من أن تتفهم الأمم المتحدة مطالبات وفد صنعاء لكنها دفعتهم إلى أخذ صورة أكثر سوداوية عن الأمم المتحدة.
في اليوم الخامس للمفاوضات السبت الماضي بدت المفاوضات تراوح مكانها وهناك اجتمع وفد صنعاء مع المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ حيث قال مراسل قناة الميادين في سويسرا أن المبعوث الأممي سمع كلاما قاسيا من قبل وفد صنعاء عن استمرار غياب الرؤية لدى الأمم المتحدة بشأن وقف إطلاق النار.
وصاحب ذلك خروج رئيس وفد أنصارالله محمد عبدالسلام للتصريح مجددا بانحياز الأمم المتحدة ومبعوثها للطرف الآخر وقال في تلك التصريحات :”نحن فقط احتجاجنا على الأمم المتحدة التي لم تكن قادرة على تنفيذ وقف اطلاق النار وهو ما تم الاتفاق عليه قبل المجيء الى مسقط”.
يبقى السؤال مع تواصل تلك المفاوضات دون تحقيق أي تقدم هو هل الأمم المتحدة عاجزة عن اتخاذ موقف وخطوات تلزم بوقف إطلاق النار؟ أم أن الأمم المتحدة ومبعوثها جزء من مخطط استغلال المفاوضات لتحقيق أهداف ميدانية لدول العدوان والمرتزقة؟تكمن الإجابة عن السؤالين في سلوك الأمم المتحدة نفسها وعجزها او تواطؤها فيما يخص الاتفاقات فيما يمكن التعرف على بقية الإجابة من العودة إلى تعيين المبعوث الأممي بضغط واختيار ومطالبة سعودية خلفا للمبعوث السابق جمال بنعمر الذي أعلنها صراحة أن العدوان جاء ليقضي على كل التفاهمات التي كانت قد وصلت إلى قرب نهايتها مع المكونات السياسية للوصول إلى حل سياسي يسد الفراغ السياسي الذي كان قائما في ذلك ناهيك عن الاخبار التي قالت أن ولد الشيخ نفسه كان جزءا من صفقة سعودية بموجبها تم جلب قوات من المرتزقة من موريتانيا بلد ولد الشيخ نفسه.