الشعب اليمني يخرج في عاصمة الصمود صنعاء بمسيرة حاشدة إحياء لذكرى استشهاد الإمام زيد
المسيرة: خاص
يواصلُ الشعبُ اليمني إحياءَ المحطات الدينية القويمة، والكفيلة بانتشال الأُمَّــة من واقعها المأساوي؛ نظراً لامتلائها بالدروس والعبر، وتحت شعار “بصيرة وجهاد”، خرج عشراتُ الآلاف من أبناء الشعب القاطنين في العاصمة صنعاء، عصر أمس الأول الخميس، في مسيرة جماهيرية حاشدة؛ إحياءً لذكرى استشهاد الإمام زيد -عَلَيْــهِ السَّـلَامُ-.
وفي المسيرة الحاشدة التي تقدمها العشراتُ من مسؤولي الدولة وقيادات عسكرية وأمنية عليا، رفع المشاركون الشعارات المعبِّرةَ عن أهميّة إحياء هذه الذكرى، مردّدين الهُتافاتِ المؤكِّـدةَ على استمرار المُضي على نهج الإمام زيد -عَلَيْــهِ السَّـلَامُ-، وشجاعته، وتضحياته، في مواجهة العدوان الأمريكي السعوديّ، في حين ردّدوا الهتافات المعبّرة عن عظمة ثورة الإمام زيد، وأهميّة استلهام الدروس والعِبر منها، لتعزيز الصمود والثبات، والاستمرار في رفد الجبهات بالمال والرجال حتى تحقيق النصر.
ونوّهت الحشودُ الجماهيرية الغفيرة إلى أهميّة الاقتدَاء بالإمام زيد عليه سلام، والسير على المبادئ والقِيم التي ضحى؛ مِن أجلِها لنصرة الحق، والدفاع عن المستضعفين، ومقارعة الظالمين والطغاة.
وجدّد أحرارُ اليمن التأكيدَ على الاستمرار في الصمود والثبات، ودعم المرابطين في الجبهات، لمواجهة قوى العدوان، ومواصلة معركة التحرّر والاستقلال، ورفض الوصاية والهيمنة الخارجية.
وفي خضم المسيرة، رفع ثوارُ اليمن الأحرارُ اللافتاتِ المندّدة بجرائم أمريكا بحق الأُمَّــة ونهب ثرواتها، والمؤكّـدة على الاستمرار في مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية.
وأشَارَ المشاركون إلى أن الشعب اليمني يسير اليوم على نهج أئمة وقادة الإسلام العظماء في مواجهة العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي، الذي يرتكب وما يزال جرائم بحق النساء، والأطفال، والشيوخ، وتضيِّقُ الخناقَ على اليمنيين.
واعتبر المشاركون في المسيرة إحياءَ ذكرى استشهاد الإمام زيد محطةً تعبويةً للأُمَّـة، لتعزيز وحدة الصف، والوقوف في وجه طواغيت العصر والمستكبرين، مهما كانت التضحيات، لافتين إلى أن الإمام زيد -عَلَيْــهِ السَّـلَامُ- حمل راية الحق في زمن السكوت ضد الظلم والباطل، مؤكّـدين أن ثورته جسّدت معانيَ الجهاد والتضحية، والتحَرّك في سبيل الله.
ومع استمرار الحشود اليمانية في إطلاق هُتافات الحرية والبراءة، أطلَّ قائدُ الثورة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في كلمة المناسبة، وأكّـد أن العدوانَ على اليمن والمؤامرات على دول المنطقة تخدم أمريكا وإسرائيل، ولا يوجد التباسٌ في تحالف النظام السعوديّ مع أمريكا وإسرائيل.
وقال السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، في كلمته: “نواجه الطغيان الأمريكي والإسرائيلي وأدواتهما بالبصيرة أولاً ثم الجهاد، والبديل عن البصيرة هو العمى، ومن يفقد بصيرته سيتأثر بالضلال مهما كانت بشاعته”.
وجدّد قائد الثورة التأكيد على مواصلة التصدّي للعدوان، مُضيفاً “الخزي للصامتين والمتخاذلين”.
وأشَارَ السيد القائد إلى أهميّةِ استلهام الدروس والعِبر من هذه الذكرى كمحطة تعبوية وتوعوية وشحذ الهمم، بالإضافة إلى أنها ذكرى مهمّة لإيقاظ كُـلّ الغافلين والمتنصلين عن المسؤولية.
ولفت إلى أن ذكرى استشهاد الإمام زيد -عَلَيْــهِ السَّـلَامُ- لها أهميّة كبيرة؛ لأَنَّها “تربطنا بنهضة مباركة امتدت آثارها إلى اليوم، وهي امتداد لنهضة جده الإمام الحسين”.
وبيّن أن نهضة الإمام زيد -عَلَيْــهِ السَّـلَامُ- أعطت للحق امتداداً واستمراريةً حتى واقعنا، كما إنها ثورة لإنقاذ الأُمَّــة، مؤكّـداً أن الإمام زيداً رمزٌ عظيم من رموز الأُمَّــة الإسلامية، تعترف به مختلف طوائفها، لدوره الكبير، وما عمله؛ مِن أجلِ هذه الأُمَّــة.
ونوّه السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى أن الأُمَّــةَ بحاجة إلى البصيرة لقراءة الواقع، وفي تحديد الخيارات، وتحتاج إلى البصيرة في تحديد الأولويات وفي مواجهة حملات التشويه، لافتاً إلى أن الطغيانَ الأمريكي والإسرائيلي يشكل تهديداً خطيراً على واقع الأُمَّــة في دينها وأمنها وحريتها وكرامتها، مبينًا أن “الطغيانَ الأمريكي يستهدفُ أمتنا في كُـلّ المجالات”.
وذكر قائدُ الثورة أن الجرائم المرتكبة بحق الشعب اليمني تجاوزت قدرة الولايات المتحدة في التغطية عليها، متبعاً في كلمته “لا التباسَ في أن موقف شعبنا في مواجهة الطغيان الأمريكي والإسرائيلي وأدواتهما هو الموقف المحق”.
وأكّـد أن من لديهم خيارات الانضمام إلى تحالف أمريكا وإسرائيل أَو الصمت مخطئون، مُضيفاً “لا يمكن أن نصمت في مواجهة الطغيان الأمريكي والإسرائيلي، وأمتنا تستباح وتظلم، من فلسطين إلى اليمن”.
وقال: “لا يدعنا كتابُ الله أن نسكُتَ في مواجهة العدوان والحصار على شعبنا”.
وأضاف: “لقد حسمنا خيارَنا، واتخذنا قرارَنا ببصيرة وعلى بصيرة نأخذها من كتاب الله، ولإدراكنا بواقعنا”، لافتاً إلى جملة من القضايا تستعرضها صحيفة المسيرة في نص كلمته صـ 6، 7.
تخللت المسيرةَ قصيدةٌ للشاعر عبدالسلام المتميّز، تطرّقت إلى شجاعة الإمام زيد، وثورته في مقارعة الظلم والطغاة، ورفض الذل والخضوع ونصرة الحق والدين.
وأكّـدت على استمرارِ الصمود والثبات في مواجهة العدوان الأمريكي- السعوديّ حتى تحقيق النصر، مهما بلغت التضحيات.