الكاتب المصري إبرهيم عيسى: إنقاذ الانسانية من الارهاب يتوقف على مواجهة الوهابية
صدى المسيرة../
قال الكاتب المصري “إبراهيم عيسى”: إن “إنقاذ الإنسانية من الإرهاب يتوقف على قدرة المصريين على مواجهة الوهابية”.
جاء ذلك في مقال له بجريدة “المقال”، التي يرأس تحريرها، حيث قال عيسى: “نعم.. مصير الإنسانية الآن يتوقف على قدرة المثقفين والمفكرين والسياسيين المصريين على مواجهة الغزو الوهابي”.
وادعى أن الخطة بدأت منذ السبعينيات، متهما السعودية بأنها مولت انتشار وهابيتها في العالم، واختراق مصر السياسية والثقافية والدينية، ونجحت نجاحا مذهلا، على حد قوله.
وأضاف: “تتمخطر الوهابية في عقول مؤسساتنا، وكثير من أجهزتنا، وسطت على تفكير ووعي ودين المسؤولين من كبار الدولة حتى مسؤولي الأزهر”.
وأردف: “المشكلة لدى هذين الطرفين أنهما المكلفان وطنيا وحضاريا بإنهاء المد الوهابي الذي أنتج لنا الإرهاب، والتطرف، والطائفية، فإذا بأجهزة الدولة الرفيعة، ومؤسسة الأزهر المفترض تنورها ووسطيتها، “متابعين” فكريا، وثقافيا للوهابية”.
وتابع: “هنا العبء كله على العقول المصرية الجادة في هذا الملف التي تريد ليس إنقاذ بلدها وشعبها فقط بل الإنسانية كلها من أفكار وفتاوى الجهل والتطرف وتكفير الآخر والعنصرية تجاه الأديان الأخرى، والحض على الكراهية، وتعظيم جهاد القتل والغزو، واستنفار الفتن الطائفية والمذهبية، ليست الأفكار فقط بل الأموال التي تمول هذه الأفكار”.
واستدرك: “دعنا هنا نفرق بوضوح بين الاحترام الواجب للموقف السعودي الداعم لمصر بالمنح والاستثمارات أو الودائع أو شحنات البترول، وخطتها التي لم تتراجع قط لإنهاء النفوذ الثقافي الإسلامي الحضاري لمصر”.
وقال: “السعودية تسند مصر اقتصاديا، وفي المقابل تغزوها وهابيا، هذه هي لعبة الشرق الأوسط منذ منتصف السبعينيات، وحتى الآن”.
وأضاف: “يعمل السعوديون الآن على تحويل الصحوة العربية لصالحهم عبر اقتناص الزعامة الدينية والسياسية، والركوب على موجة الإسلاميين السنة القادمين بقوة إلى الواجهات السياسية”.
واستطرد: “من وجهة نظرهم، الصحوة العربية أضعفت مصر مؤقتا، وهي القوة السنية الرئيسية الأخرى المؤهلة تماما لمنافستهم على زعامة العالم العربي، وذلك بسبب المشكلات المصرية السياسية والاقتصادية المحلية التي لا تعد، ولا تحصى؛ ولذلك لا يتوقع السعوديون أن تتمكن القاهرة من منافسة مسعى الرياض إلى الزعامة السنية والسياسية لخمس سنوات أخرى على الأقل”.
وأردف: “الحاصل الآن أن داعش والقاعدة وبيت المقدس والسلفيين وجمعية أنصار السنة والجمعية الشرعية وغيرها من تنظيمات هي حصاد الوهابية، وتطبيق لأفكارها في أرض الواقع”.
وقال: “لا أحد قادر على نزع جذور هذه الشجرة الزقوم من الأرض إلا مصر.. إن استعادت عافيتها الفكرية، والثقافية، واستقلاليتها الدينية، وروحها الحضارية”.
واستطرد: “ليس أمامنا الآن إلا أن ننهض لإحياء الإسلام المصري لاستعادة روح الإسلام من خاطفيه الوهابيين”.
واختتم إبراهيم عيسى مقاله بالقول: “لا شيء سينقذ مصر، ولا سينجو به العالم من الإرهاب إلا حين تستعيد مصر (على الأقل مصر غير الرسمية الحكومية) زعامتها المنتزعة من الوهابية؛ لتقود العالم الإسلامي نحو العصر، لا أن نستسلم، ونسلم أنفسنا للقرون الوسطى، التي تعيش فيها الوهابية، وتتغذى منها علينا”.
وكان عيسى أعلن من قبل رفضه لـ”التحالف الإسلامي”، الذي أعلنته السعودية، بمشاركة 34 دولة، قائلا إنه لا يجب ترك قيادة العرب والمسلمين للسعودية.