قائدُ الثورة.. عهودٌ لن تُنقَضَ ووعودٌ ستتحقّق
منير الشامي
السيدُ عبدُالملك الحوثي -يحفظُه اللهُ ويرعاه- في خطابِه التاريخي بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي -عليهما السلام-، بدا كعادتِه ببصيرته الثاقبةِ وحكمته المتجلية، وبروحه الثورية الشامخة شموخ الجبال اليمنية قوي البيان فصيح اللسان، تملأ صدره الثقة بالله ويفيض التفاؤل من حروفه الصادقة.
وما تميز به خطابه في هذه الذكرى، أنه -يحفظه الله ويرعاه- أسقط منهجيةَ الإمام زيد بن علي -عليهما السلام- التي تحَرّك عليها وفق بصيرة قرآنية متكاملة على واقعنا المعاش وأثبت أن الشعب اليمني تحَرّك في مواجهة العدوان ببصيرة قرآنية تبلورت في مشروع المسيرة القرآنية الذي أسسه الشهيد القائد -رضوان الله عليه- وفق منهجية الإمام زيد والتي هي بكل تأكيد منهجية الإمام الحسين -عليه السلام-.
وَإذَا كان الإمام زيد بن علي -عليه السلام- قد أكّـد أن دين المرء لا يكتمل إلا إن قام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأقسم بارًّا بقَسَمِه (واللهِ لا يدعني كتابُ الله أن أسكت)، فقد أكّـد قائد الثورة -يحفظه الله- أن ما يرتكبه تحالف العدوان من قبل سبعة أعوام من مجازر جماعية بحق الشعب اليمني لم تتوقف حتى اليوم وما فرضه من حصار جائر وحرب اقتصادية استهدفت كُـلّ الجوانب تعتبر من أنكر المنكرات وأعظمها وأن كتاب الله تعالى لا يدعنا أن نسكت عن كُـلّ جرائم العدوان بمختلف أنواعها وأن تحَرّك القيادة والشعب انطلق وفق بصيرة قرآنية نابعة من توجيهات قرآنية تلا في خطابه بعضاً منها، كما أكّـد قائد الثورة أَيْـضاً (أن العدوّ البريطاني والأمريكي والإسرائيلي وقبلهم السعوديّ والإماراتي ما دخلوا إلى المهرة وحضرموت وسقطرى وميون إلا ليجعلوا فيها قواعدَ عسكرية أمريكية وبريطانية وإسرائيلية).
وكل ذلك؛ بسَببِ التراسبية في العمالة للذين خانوا شعبهم وخانوا أمتهم وأنهم ليسوا سوى مُجَـرّد أدوات رخيصة لتمكين أُولئك الأعداء المستكبرين.
وفعلاً لو فرطنا لكانت القواعد العسكرية للأمريكيين والبريطانيين والإسرائيليين في وسط صنعاء ولكانت في مختلف بلادنا وفي كُـلّ المناطق الاستراتيجية من هذا البلد ولأذلوا شعبنا ولأهانوا وقهروا شعبنا ولما بقي لنا لا كرامة ولا حرية ولا استقلال ولكننا نرى اليوم كم أننا نعيش العزة ونجسد الحريةَ موقفاً صادقاً وموقفاً حراً وموقفاً قوياً.
كذلك السيد عبدالملك -يحفظه الله- أكّـد عن عهود لن تُخلَفَ، وأعلن عن وعود ستتحقّق بإذن الله تعالى للشعب اليمني وأبرز تلك العهود ما يلي:-
1- استمرار المضي بخيار المواجهة لتحالف العدوان وكل أعداء الوطن كخيار محسوم وقرار لا تراجع عنه أبداً، وقابل هذا العهد بوعد استمرار التحَرّك بهذه الروح الثورية حتى تحقيق النصر كنتيجة حتمية وعدنا الله بها.
2- الشعب اليمني -قيادةً وشعباً- متمسك بموقفه المبدئي والثابت تجاه قضايا الأُمَّــة الكبرى مع كُـلّ أحرار الأُمَّــة ويقابل هذا العهد الوعد بحضور فعال للشعب اليمني في قضايا الأُمَّــة على كافة المستويات والجوانب.
3- لن يستذل الشعب اليمني ولن يضام ولن يقهر ولن يخضع ولن يداس بالتبعية لأعدائه من الكافرين والمنافقين تحت البند السابع ولا تحت البند التاسع ولا تحت أي بند من البنود التي تكتب بأقلام الجائرين وبإملاءات الطغاة والمستكبرين ويقابل هذا العهد وعد قائد الثورة بتحرير كُـلّ بلادنا واستعادة كُـلّ المناطق التي احتلها الأعداء وتطهير كُـلّ شبر يمني من دنس الغزاة في طول اليمن وعرضه.
4- لن يكون الشعب اليمني شحاذاً على أبواب أمراء آل سعود ولا آل نهيان ولا أي أحد في هذا العالم، ويقابل هذا العهد وعد قائد الثورة بأن الشعب اليمني سيكون شعباً حراً كريماً عزيزاً.
وبذلك يتبين أن السيد قائد الثورة قد قطع أربعة عهود وأعلن عن أربعة وعود في هذا الخطاب التاريخي، وله في ذلك حكمة بالغة؛ لأَنَّه معروفٌ لقوى العدوان بأنه رجل قول وفعل، صادق في قوله بفعله، لم ينقض عهداً ولم يخلف وعداً.
وتتجلى حكمته في غايته من قطع تلك العهود وإعلان تلك الوعود بإرسال رسائلَ واضحة من كُـلّ عهد ووعد لكل أطراف تحالف العدوان ومرتزِقته، فهناك رسائل للمرتزِقة وهناك رسائل للنظامين السعوديّ والإماراتي وهناك رسائل للعدو الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي وهناك رسالة محورية وجهها لهم جميعاً هي أقواها وأكبرها تضمنت كُـلّ عهوده ووعوده وعليهم أن يعوا فحواها جميعاً مفادها (لن نقبل احتلالاً أبداً، وسنحرّر كامل تراب وطننا من رجسكم ولن نقبل بأية وصاية لا إقليمية مغلفة بالعمالة ولا دولية مغلفة بأي بند من البنود التي كتبت بإملاءات المستكبرين).
وبهذا فقد جسد بهذه الرسالة البصيرةَ القرآنيةَ في موقفه الجهادي ومن موقعه كقائدٍ لشعبٍ أبيٍّ صابر أبى أن يخضَعَ للمستكبرين، وقرّر أن يحيا حراً عزيزاً أَو أن يموتَ شامخاً كريماً، فسلام عليه من قائد وسلام عليه من شعب.