الإمـامُ زيد القائد والقُدوة
أميرة السلطان
إنَ من أعظم التكريم الذي كرّمَ اللهُ بهِ بني آدم أنْ جعلَ لهُم قادةً يلتفون حولهم ويسيرون بنهجهم.
فكانَ القائدُ الذي اختارهُ الله ليكونَ هو الأسوة للأُمَّـة على أرقى درجاتِ الإيمان والأخلاق فربُ العالمين عندما وصفَ نبيُنا الكريم لم يصف حسبهُ أَو نسبه بل وصفَ أخلاقهُ العالية فقال {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}.
أما رسولُ الله فقد وصفَ القادة من بعدهِ وأعلامِ الهُدى بأنهم أمان لأهلِ للأرض.
فكانَ من هؤلاءِ القادة الإمَـامُ زيد -عليهِ السلام- الذي يعتبر المتتبع لسيرتهِ وحياتهِ أنهُ القائد والقُدوة.
فكانَ قُدوة في الأخلاق والتربية ليكونَ لمن بعدهِ مدرسةً ونبراساً لمن يُريد أن يصعدَ في سُلمِ الإيمان فها هو الإمَـامُ زيد عليهِ السلام يقول (واللهِ ما كذبتُ كذبةً منذُ عرفت يميني من شمالي) فكيف بإنسان أن يتحلى بصفة كانت صفةً مُلائمة لرسولِ الله (الصادق الأمين)، ويكون قائداً للأُمَّـة؟!
هذهِ الصفة التي غابت عن كُـلّ مسؤولينا ومن تولوا على رقابِ المُسلمين؟!
فقد أصبح من يحكم الأُمَّــة اليوم يتمتع بفنِ الكذب والدجل والتزوير ومُلمع لكُلِ تلكَ الصفات القبيحة بكلمة (دبلوماسية).
الإمَـامُ زيد عليهِ السلام (القائد والقُدوة) لم يكن يبحثُ عن المناصب أَو السلطة وهذا هو ما قصمَ ظهرَ الأُمَّــة وذبحها من الوريدِ إلى الوريد أن من تولى أمرها كانَ كُـلّ همهِ حبُ الجاه والمناصب والالقاب؟!
بل كانَ كُـلّ همهِ هو إصلاح شأنِ أُمَّـة جدهِ رسول الله.
الإمَـامُ المُجاهد زيد عليهِ السلام وقفَ في الميدان مع قلة قليلة ممن بقي في قلبهم حب للحق مُدافعين عن حرمِ الإسلام لم يكن يأبه بهذهِ الدُنيا؛ لأَنَّهُ عندما أحسَ بالشهادة قال (الشهادةَ الشهادةَ الحمد لله الذي رزقنيها) لم يخف على زوالِ مُلكه أَو هلاكِ سُلطانه.
ذلكَ هوَ الإمَـامُ زيد بن علي عليهِ السلام القائد والقُدوة وعلماً من أعلامِ الأُمَّــة وأحد من قادَ وتولى سفينة النجاة في عصره،
فالسلامُ عليك يا إمام الجهاد.