عقدان من الغطرسة الأمريكية المدمّـرة يفضحان “أُمَّ الإرهاب”
بعد مرور 20 عاماً على أحداث الـ 11 من سبتمبر وذرائع احتلال المنطقة:
المسيرة: نوح جلاس
مضى عشرون عاماً على ما يسمى “أحداث الـ 11 من سبتمبر”.. تتوالى الحقائقُ منذ ذلك التاريخ “2001”، والتي تثبت هندسةَ الولايات المتحدة الأمريكية لتلك الأحداث؛ بغية تحقيق عدد من الأهداف، تجلَّت في صناعة الأدوات التكفيرية في بلدان العالم العربي والإسلامي، وتبرير احتلال القوات العسكرية الأمريكية للعديد من الدول العربية والإسلامية وبسط النفوذ في البر والبحر والجو واستباحة منطقة الشرق الأوسط بالطول والعرض، وارتكاب أبشع الجرائم في العراق وسوريا وأفغانستان، وأخيرًا اليمن، وما يجري في البلدان الأُخرى التي وطأتها “الأقدامُ الأمريكية”، سواءً بشكل مباشر عن طريق القوات والمعدات العسكرية، أَو بصورة غير مباشرة عن طريق الأوراق التكفيرية والقوات العميلة والمرتزِقة.
ومع انتهاء العقد الثاني من عمر تلك الأحداث، تعيدُ صحيفةُ “المسيرة” التذكيرَ بالسيناريوهات والأكاذيب الأمريكية، وما دمغتها من حقائقَ ودراساتٍ ودلائلَ تشيرُ في مجملها إلى وقوفِ واشنطن بطرق مباشرة وغير مباشرة في اختلاق تلك الأحداث، تمهيداً لاحتلال الشرق الأوسط، انطلاقاً من قاعدة جورج دبليو بوش “من ليس معنا فهو ضدنا”، وما تلاها من ركوع زعماء الأنظمة العميلة للقاعدة الأمريكية وجعل البلدان التي يحكمونها ساحةَ حرب مفتوحةً لأمريكا مع “صبيانها” العملاء، نحو تبرير الاحتلال للمنطقة.
وبالحديث عن الرواية الرسمية الأمريكية، “فَـإنَّ 19 شخصاً من عناصر تنظيم القاعدة نفذوا الهجمات، حَيثُ شكّل منفذو هذه العملية 4 مجموعات للتنفيذ، ضمّ كُـلّ منها شخصاً تلقى دروساً في معاهد الملاحة الجوية الأمريكية، ونفذوا الهجوم باختطاف طائرات مدنية تجارية، وتوجيهها؛ لكي تصطدم بأهداف محدّدة”، وقد أُثيرت الكثيرُ من التساؤلات حول الحادثة وكيف تمت بطيران مدني، فالإنسان العادي اليوم يستطيعُ أن يرصُدَ الطيرانَ المدني من خلال تطبيقات مجانية على أي هاتف محمول ويعرفُ وجهة أي رحلة في العالم ومتى انطلقت ومتى ستهبط، فما بالُك عندما تكونُ أجواء الولايات المتحدة وأي دولةٍ في العالم مغطاةً بشبكة ترصُدُ تحَرّك الطائرات، وبرغم ذلك لم تتحَرّك أية طائرة من طائرات سلاح الجو الأمريكي في 28 قاعدةً على مستوى أمريكا، كما لم يبلغْ أي كمبيوتر عن فقدان طائرة وتحولها من مسارها ودخولها إلى منطقة لا تدخلها الطائرات. ولماذا لم تستطع المنظمةُ المسئولةُ عن توجيه ورصد الطائرات المدنية اكتشاف الطائرات المفقودة.
مواقفُ أمريكية – أُورُوبية شكَّكت بالحادث
تلت تلك الأحداث نظرياتٌ عدة تشكِّكُ في سيناريوهاتها وتحقّق في خلفياتها، حَيثُ توالت التكهنات داخل الولايات المتحدة وعدد من دول أُورُوبا، أشَارَت أبرزها إلى تورط أجهزة استخبارات في الداخل والخارج، والتخطيط المسبق من جانبها لخدمة أهداف توسعية أمريكية، فضلاً عن “مؤامرة يهودية.
وبالحديثِ عن هذا السياق رصد الكاتب والناشط الثقافي محمد الفرح في كتابه “شعار الحرية” عدداً من ردود الفعل الأمريكية والأُورُوبية التي شككت بكل قوة في الحادثة.
وقد ذكر الفرح في كتابه “شعار الحرية” أبرز المواقف التي أذاعتها وسائلُ إعلام أمريكية وأُورُوبية وكذلك محللين ومسؤولين وسياسيين، تعيد صحيفة “المسيرة” نشرها على النحو التالي:
موقع “انفورميشن تايمز” الأمريكي وجّه أصابعَ الاتّهام إلى اليهود، وأعلن مسؤوليتهم عن الحادث، وتحت عنوان، (4 آلاف يهودي لم يذهبوا للعمل بمركز التجارة العالمي في 11 سبتمبر)، ذكر الموقع “أن العاملين اليهود ببرجي مركز التجارة تلقوا تحذيرات بعدم الذهاب إلى العمل في ذلك اليوم الدامي”. وجاء في المقال “أن ثمة دليلاً على أن الهجمات ليست من فعل متطرفين إسلاميين، إنما من عمل جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد)”.
وقد قام العديدُ من المتطوعين في أمريكا وأُورُوبا بدراسة وتحليل الوقائع لأحداث 11/9 من ذوي القُدرة الهائلة على تحليل الأحدَاث بدقة.
وفي كتاب “الحادي عشر من سبتمبر والإمبراطورية الأمريكية”، الصادر عام 2008، الذي شارك في تأليفه 11 كاتباً، قال محرّرا الكتاب ديفيد راي غريفين، وبيتر ديل سكوت: “إن باحثين لا ينتمون إلى التيارِ السائد توصلوا إلى أدلة تفنّد الرواية الرسمية بشأن المسؤول النهائي عن تلك الهجمات، التي أصبحت بمثابة الأَسَاس المنطقي وراء ما يقال إنها حربٌ عالمية على الإرهاب استهدفت حتى الآن كلاً من أفغانستان والعراق، وكانت بمثابة المبرّر وراء التدني المسرف في سقف حريات الأمريكيين”.
وبحسب الباحثين، “فَـإنَّ اكتشافَ زيف الرواية الرسمية بشأن أحداث 11 سبتمبر يصبح أمراً غاية في الأهميّة”، مشيرين إلى أن “لجنة تحقيقات 11 سبتمبر لم يكن بين أعضائها أي شخص قادر على تقييم الأدلة عمليًّا، وإن أحداً لم يرَ حطامَ الطائرة التي قيل إنها ضربت مقرَ وزارة الدفاع ولا الدمار الذي يتوقع أن يحدثه هجومٌ جويٌّ”.
ورأى ديل سكوت، وهو دبلوماسي سابق وأُستاذ جامعي “أن الشعب الأمريكي وقع ضحية التضليل”، في حين ناقش غريفين “الرواياتِ المتناقضة” كما وردت في الرواية الرسمية، قائلاً: إن “سلوك الجيش الأمريكي يوم 11 سبتمبر يشير إلى تورط قادتنا العسكريين في الهجمات”، مُضيفاً “أن انهيار برجَي مركز التجارة والبناية رقم 7 كان مثالاً على عملية هدم بالتفجير المتحكم به تمت بزرع متفجرات في جميع أرجاء المبنى”.
في الكتاب ذاته، قال مورغان رينولدز، وهو أُستاذ بجامعة تكساس وعضو سابق بإدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش: إن “أحداث سبتمبر (أيلول) كانت عمليةً زائفة وأُكذوبةً كبيرة لها علاقة بمشروع الحكومة الأمريكية للهيمنة على العالم”. وهو الأمر الذي تحدث عنه أَيْـضاً أُستاذ القانون ريتشارد فوولك، رئيس مؤسّسة سلام العصر النووي، بقوله: “إن إدارة بوش يحتمل أن تكون إما سمحت بحدوث هجمات الحادي عشر من سبتمبر، وإما تآمرت لتنفيذها لتسهيل ذلك المشروع”، وَأَضَـافَ فوولك “أن هناك خوفاً من مناقشة حقيقة ما حدث ذلك اليوم، حتى لا تكتشف أسرار يصفُها بالسوداء. وهو ما استنكرته السلطات الأمريكية، معتبرةً إياها بدعةً ولا أَسَاسَ لها من الصحة”.
وفي أُورُوبا حصلت ردودُ أفعال كبيرةٌ، من أشهرها كِتابُ “الخديعة الكبرى 11/9” للصحفي الفرنسي «تيري ميسان» وكتاب (السي آي أيه وَ11 سبتمبر) للكاتب الألماني «اندريه فون بولو»، الذي فنّد الخصائصَ الفنيةَ الصلبة لبرجي التجارة العالمي وأُسلُـوب بنائهما الفولاذي المعد لأن يكون مضاداً للحريق.
كما تحدث فون بولوف في كتابه، عن دور واسع للاستخبارات الإسرائيلية (الموساد)، قائلاً “انتشرت الإشاعات بسرعة بأن الإسرائيليين الذين يعملون أَو يزورون مركَزَ التجارة العالمية حصلوا مسبقًا على تحذير بألا يقربوا المكان يوم 11 سبتمبر، ولعلّ هذا يفسر عدم وجود إسرائيلي واحد بين الضحايا، على الرغم من أن عدد العاملين في مركز التجارة العالمية كان 45 ألفا”. وهو الأمر الذي نفته إسرائيل لاحقاً، قائلة إن “هناك ما بين 10 إلى 15 % من ضحايا الهجوم يهود”.
وبحسب فون بولوف، فَـإنَّ لـ “سي آي أيه والموساد سِجلاً حافلاً في التخطيط لتفجيرات هدفها تأليب الرأي العام الغربي على العرب، وهذا ما وثّقه عميلان إسرائيليان سابقان، هما فيكتور أوستروفسكي وآري بن ماناش، ويجرى عادة استخدام وسطاء للقيام بهذه العمليات”، زاعماً أنه “بعد 5 أَيَّـام من الحادث اعتقل 5 إسرائيليين في نيوجيرسي القريبة من نيويورك، راقبوا من على سطح مستودع حصولَ الهجوم وصوّروه، وكانوا كما ذكر بعض المارّة فرحين. وأكّـدت امرأة عدم ظهور الدهشة عليهم أَو الحزن. وبعد ساعات، أفرج عنهم”.
وكتب الصحافي الفرنسي تيري ميسان، في كتابه “11-9 الخديعة الكبرى”: “إن الأحداث برمتها مفبركة بالتعاون بين وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي أيه) وعميلها زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، منكراً أن يكونَ الاعتداءُ على مبنى البنتاغون بالطائرة المخطوفة، بل بصاروخ تسبب بأضرار بالغة في الأرواح وفي المبنى”، وقال “لم تصطدم أيَّةُ طائرة بالبنتاغون عام 2001”.
ميسان، الذي أحدث بكتابه جدلاً واسعاً في الأوساط الأمريكية والغربية، قال في الجزء الأول من مؤلفه بعنوان “إخراج دموي”: إن الانفجارات التي تسببت بانهيار برجَي التجارة العالمية في نيويورك وبانهيار جزء من مبنى البنتاغون ليست من صنع إرهابيين دخلاء”.
وذكر “إذا ما افترضنا أن هذه الروايةَ الرسميةَ بخُصُوصِ البنتاغون صحيحة، فلا بد من العثور على جسم الطائرة. وهو ما لم يُعثر عليه حتى الآن”، موجهاً أصابع الاتّهام إلى الإدارة الأمريكية.
وَأَضَـافَ ميسان، في الجزء الثاني من الكتاب والمعنون “إعدام الديموقراطية في أمريكا”، “أن الحرب على أفغانستان تم التحضير لها مسبقًا، وأتت أحداث سبتمبر كذريعة لبدئها”، معتبرًا أن “الحرب على الإرهاب ما هي إلا حيلة لتقليص الحريات في الولايات المتحدة والدول الحليفة لها”.
كذلك وصف “ميسان”، “الانهيار العمودي للأبراج 1 و2 و7 بأنه غريب، لا سِـيَّـما أن رجال الإطفاء أكّـدوا حدوث عدة انفجارات، مما لا يستبعد فرضية استخدام مواد متفجرة عن سابق قصد وتصميم”.
ثم بدأت الصحف الأمريكية تتحدث عن عدم صحة الرواية الرسمية للأحداث، ما جعل الحكومة الأمريكية تمنعُها؛ بحجّـة أنَّـها معاديةٌ للأمريكية، وبلسان الرئيس الأمريكي آنذاك والذي قال بأن نظرياتِ المؤامرة المهينة تحاولُ إبعادَ اللائمة عن الإرهابيين بعينهم بعيدًا عن الذنب.
مواقفُ عربية إسلامية مشكَّكة.. الشهيد القائد “منفرداً”
ومع تواصل “صدى” أحداث الـ11 من سبتمبر، وتوالي الردود المشككة والمعارضة من مختلف البلدان، ظهر الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي –رضوان الله عليه–؛ كي يعلنَ موقفَه من منطلق الوعي بنوايا ومخطّطات اليهود، وكذلك من منطلقه العلمي المنطقي، حَيثُ تحدّث في الأيّام التي تلت الأحدَاثَ ووجّه إصبعَ الاتّهام إلى الصهاينة والأمريكيين، وأوضح آنذاك في تعليقه على الأحدَاث، وأكّـد لاحقاً من خلال محاضراته -دروسٌ من هدي القرآن الكريمِ- بأنَّـها خطةٌ مدروسةٌ صِيغت بطريقة سرية ودقيقة، وهي بدايةُ مؤامرة أرادوا منها استثارةَ غضب جماهيرهم واستفزاز مشاعرهم في دعم التوجّـه الذي تريده أمريكا وأرادوا كسبَ تأييد الرأي العالمي في أُورُوبا وأمريكا وتأييد البلدان الإسلامية لاحتلال أفغانستان والعراق ووضع قواعدَ أمريكية في البلدان الإسلامية، بما يضمنُ لهم السيطرةَ والهيمنةَ على المنطقة العربية والعالم الإسلامي ونهب ثروات الشعوب المستضعفة وضرب الإسلام والمسلمين، وضرب الأحرار والمجاهدين في حركات المقاومة.
وما قدّمه الشهيدُ القائدُ -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَـيْـهِ- لم يكن مُجَـرّد أفكار أَو تنظيرات منفصلة عن الواقع أَو بعيدة عن الموضوعية، بل كان يستندُ فيما قدّمه إلى التشخيص القرآني لأهل الكتاب وللسُّنن الإلهية وللأحدَاث التاريخية ومن خلال معرفته الواسعة بسجلِّهم الطويل في الخداع واختلاق الذرائع والمبرّرات وقدرتهم على صناعة الرموز والجماعات، إضافة إلى إدراكه لعلاقتهم التاريخية بطالبان والقاعدة والجماعات الوهَّـابية التكفيرية وقد قال في إحدى محاضراته في ذلك الوقت «قضيةُ التفجيرات في أمريكا هذه خطة خبيثة جِـدًّا، ولا بد أنها صُيغت في ظروف دقيقة؛ لأَنَّهم بحاجة قصوى إلى أَنْ تكونَ سريةً تماماً، سرية تماماً؛ لأَنَّها خطة لو تنكشف داخل أمريكا لكانت خللاً كَبيراً عليهم هم، داخل أمريكا نفسها، فضلاً عن بقية العالم، خطة محكمة ليبنى عليها مبرّر وذريعة لضربِ الشعوب الأُخرى، واجتياح الشعوب الأُخرى، واحتلالها تحت عنوان إرهاب، مكافحة إرهاب!، تنفذ الخطة هذه”، وهو ما حصل بالفعل وشهده العالم أجمع خلال العقدين الأخيرين من الغطرسة الأمريكية.
كما أكّـد الشهيدُ القائدُ أَن الهدفَ من اتّهام أُسامة بن لادن وتنظيم القاعدة هو جزءٌ من الترميز والتضخيم الذي يهدفون من ورائه إلى خلق ولاءات لرموز وأَعلام محسوبين على الأُمَّــة الإسلامية هم من صنيعتهم وشد الناس إليهم ليكونوا بدائلَ ضعيفةٍ تحل مكانَ القادة الحقيقيين من أَعلام الهُــدَى، مُشيراً إلى أن أُسامةَ ليس المستهدَفَ ولا طالبان بل المستهدَفُ هم الشعوب والحركات الجهادية وشيعة أهل البيت عليهم السلام بشكل عام.
ولم يتوقفِ الشهيدُ القائدُ عند تشخيص الواقع وتحليل الأحدَاث بل قدَّمَ الحلولَ، ورسمَ الخططَ للمواجهة، وعمل على استنهاض الشعوب؛ للقيام بمسؤوليتها في مواجهة التحديات والمخاطر المحدقة بها. وفي ذلك السياق دعا الأُمَّــة الإسلامية إلى العودة إلى القرآن الكريم؛ للاهتداء به في مواجهة الأعداء ومقاطعة بضائعهم وكذلك ترسيخ السخط والعداء للأمريكيين والإسرائيليين من خلال رفع شعار الصرخة وهُتاف البراءة الذي يحصِّنُ الأُمَّــة من العمالة والاستقطاب ويحبِطُ مخطّطاتِ الأعداء ويكشف مبرّراتهم وأقنعتهم ويكسر حاجز الصمت وتكميم الأفواه والتدجين للأُمَّـة.
شواهدُ ووثائقُ تفضحُ سيناريو بوش
يقول الكاتب محمد الفرح في كتابه “شعار الحرية”: توطدت القناعاتُ أكثر في الشارع الأمريكي، وبالذات مع احتلال العراق 2003م ومع انتخاب جورج بوش لفترة رئاسية ثانية عام 2004م، وازدادت هذه المواقف في العام 2006م في ذكرى الحادي عشر من سبتمبر، وبشكل عام فقد تلخَّصت تفسيراتُ تلك الأحدَاث في نظريتين: الأولى ترى أن المعنيين كانوا على عِلْمٍ مسبَقٍ بالهجمات، ولكنهم تغاضوا عن التصدي لها أَو ساهموا بشكل فاعل في إضعاف الدفاع الأمريكي، والثانية ترى أن الأحدَاثَ خُطِّطَ لها من قبل المعنيين، وتم التنسيق والتمهيد للقاعدة للقيام بها.
ووثّق الفرحُ في كتابه جُملةً من التحليلات والتفسيرات بشواهدَ وأدلَّةٍ موضوعية تفند المزاعم الأمريكية وتفضح مساعيَ واشنطن الاستعمارية من وراء الك الأحداث، كان من أبرزها الحديثُ عن انفجارات حدثت داخل البرجَين، وما تضمنته أفلام وثائقية من قبل بعض المهتمين توضح علاقةَ الحكومة الأمريكية بتفجيرات 11 سبتمبر بشكل مصوَّر ومدعوم بالوثائق الرسمية والمقابلات الشخصية والتحليل العلمي كالفيلم الوثائقي (loss sheng).
ويصنِّفُ الفرح في كتاب “شعار الحرية” الوثائق والتحليلات ومضامين التوثيق الأمريكي الأُورُوبي لتلك الأحداث على النحو التالي:
1- أحدَاث سبقت العملية بعامين: عندما أقامت منظومة نوراد الدفاعية قبل سنتين من العملية الفعلية تدريباتٍ وهميةً لضرب برجي التجارة ومبنى البنتاغون. وكانت هناك مناوراتٌ لاختبار عمل هذه المنظومة الدفاعية في نفس يوم وقوع الهجمات.
2- أحدَاث سبقت العملية بعام: في سبتمبر 2000م وقبل استلام إدارة جورج دبليو بوش ظهر تقريرٌ أعدته مجموعةٌ فكريةٌ تعملُ في مشروع القرن الأمريكي الجديد، كان أبرز المساهمين فيها هم ديك تشيني، دونالد رامسفيلد، جيب بوش، باول ولفووتز، سُمِّيَ هذا التقرير «إعادة بناء دفاعات أمريكا»، ذكر به أن عمليةَ التغيير المطلوبة ستكونُ بطيئة جِـدًّا بغياب أحداث كارثية جوهرية بحجم كارثة بيرل هاربر)، وفي 24 أُكتوبر 2000م بدأ البنتاجون تدريباتٍ ضخمةً أطلق عليها اسم ماسكال. تضمنت تدريباتٍ ومحاكاةً لاصطدام طائرة بوينغ 757 بمبنى البنتاغون.
3- أحدَاث سبقت العملية بأشهر: في 1 يونيو 2001 ظهرت تعليماتٌ جديدة وبصورة فُجائية من رئاسة الأركان العسكريّة تمنعُ أي إدارة أَو قوة جوية بالتدخل في حالات خطف الطائرات بدون تقديم طلب إلى وزير الدفاع والذي يَبُتُّ بالقرارِ النهائي بخصوص الإجراء الذي يمكن أن يتمَّ اتِّخاذه، ومع تكرار النفي الأمريكي ذكرت تقاريرُ الاستخبارات الفرنسية أن أُسامة بن لادن كان قد دخل إلى المستشفى الأمريكي في دبي في 4 يوليو 2001، أي قبل شهرين من أحداث 11 سبتمبر، حَيثُ زاره أحد عملاء وكالة الاستخبارات المركزية، والذي تم استدعاؤه بعد ذلك فورًا إلى واشنطن.
4- أحدَاث سبقت العملية بأيام وساعات. في 6 سبتمبر 2001م، تم سحبُ جميع كلاب اقتفَاء أثر المتفجرات من البرجين وتم توقيف عمليات الحراسة المشدّدة على الرغم من التحذيرات الأمنية المتكرّرة من مخاطرَ أمنيّة، وهو ما يؤكّـد وجودَ متفجرات في الداخل شاركت في العملية. وفي 6 سبتمبر 2001، قفز حجمُ البيع والتخلص من أسهم شركات الطيران الأمريكية بحجم بلغ أربعة أضعاف حجم البيع والتخلص الطبيعي لهذه الأسهم. وفي 7 سبتمبر قفز حجم بيع والتخلص من أسهم بوينغ الأمريكية إلى حجم بلغ خمسة أضعاف حجم البيع والتخلص الطبيعي لهذه الأسهم. وفي 8 سبتمبر قفز حجم بيع والتخلص من أسهم شركة أمريكان أيرلاينز إلى حجم بلغ 11 ضعف حجم البيع والتخلص الطبيعي لهذه الأسهم. وحركة البيع والشراء اللاحقة بعد الأحداث وفرت أرباح وصلت إلى 1.7 مليار دولار أمريكي. ويوم 10 سبتمبر 2001، قام العديدُ من المسؤولين في مبنى البنتاغون بإلغاء رحلات طيرانهم ليوم 11 سبتمبر بصورة مفاجئة، وفي يوم 10 سبتمبر وصل إلى ويلي براون محافظ سان فرانسيسكو اتصال هاتفي ينصحُه بعدم الطيران إلى نيويورك لحضور اجتماع كان مقرّراً عقدُه في 11 سبتمبر، ولم يغادر بناءً على تلك النصيحة. واتضح فيما بعدُ أن المكالمةَ صدرت من مكتب كونداليزا رايس. ووِفْــقًا لما ورد في موسوعة الويكيبيديا الحرة فَـإنَّه في يوم 10 سبتمبر تم تحريكُ معظم المقاتلات الأمريكية إلى كندا وألاسكا في مناورة تدريبية سُمِّيت الشر الشمالي لمحاربة هجوم أسطول طيران روسي وهمي. وفي 11 سبتمبر، تم بثُّ صور طائرات مقاتلة وهمية على شاشات الرادارات العسكريّة، مما أربك الدفاعات الجوية في منظومة نوراد ذلك اليوم. ولم يبقَ في الولايات المتحدة الأمريكية بكاملها سوى 14 مقاتلة للحماية. وفي 11 سبتمبر، تم إرسال 3 طائرات إف16، وهي ما تبقى بجانب البنتاغون، إلى مُهِـمَّةٍ تدريبيةٍ في شمال كارولاينا.
5- أحدَاث وقعت أَثناءَ العملية:، حَيثُ لم يسقط البرجان الرئيسيّان فقط، بل وسقط برج التجارة رقم 7، والذي يحوي مقرَّ السي آي أيه والخدمات السرية بعد عدة ساعات، بدون تفسير منطقي، واتضح أنه مملوكٌ بالكامل للاري سيلفرشتاين الذي كان قد استأجر باقي الأبراج. وجميعُ البنايات المحيطة بالبرج السابع لم تتأثر، بل حتى لم يسقط زجاجها. وكان التفسير الرسمي هو أن شظايا نارية وصلت إلى البرج وأدت لإصابته بإضرار مدمّـرة واشتعال النار في داخله، وبالتالي انهياره على شكلٍ قد يخطئُه البعضُ على أنه تفجير متحكَّم به. إذَا صحت هذه النظرية يكون هذا البرج هو البرج الثالث في تاريخ البشرية يسقط؛ بسَببِ الحريق، أول برجين سقطا هما برجا التجارة. وقد تم الكشفُ في برنامجَ بُثَّ على الهواء مباشرة عن ترتيبات لاري سيلفرشتاين لتفجير البرج 7 ذلك اليوم. الخبر الذي استغرق بثه 10 دقائقَ تعرض للتشويش خمس مرات “لاري سيلفرشتاين استلم 861 مليون دولار قيمة تأمين عن ذلك المبنى والذي كلف شراؤه 386 مليون دولار، بربحٍ صافي غير خاضع للضرائب يقارب 500 مليون دولار”. وتحدث الناجون عن انفجارات كانت تحدث داخل الأبراج إلا أن التحقيقَ الرسمي تجاهل ذلك. كما استغرق سقوطُ البرج الجنوبي 10 ثوانٍ وهي الفترة الزمنية اللازمة للسقوط الحر من أعلى البرج بدون أيةِ إعاقة أَو مقاومة. أي أن الجزءَ العلوي كان يسقُطُ في الفراغ وليس على باقي هيكل البرج الذي يقفُ أسفل منه وتم تسجيلُ أصوت تفجيرات من البنايات المقابلة للأبراج. وقد وصل رجالُ الإطفاء إلى الطابق رقم 78واستطاعوا مكافحةَ النيران في ذلك الطابق مع أنه الطابق الذي أصابته الطائرة والذي يفترض أنه قد ذاب؛ بسَببِ الحرارة. فمنعت السلطاتُ الأمريكية صدورَ شريط صوتي يؤكّـد هذا الأمرَ إلى أن تم تسريبُه إلى الصحافة، ووصف الكثيرُ من رجال الإطفاء ما شاهدوه بأنه عملية تفجير للبرجين.
كما تم تكذيبُ الرواية الأمريكية بناءً على قواعد فيزيائية واقعية ومنطقية، توصل العشرات من العلماء حينها إلى استحالة حدوث ما تضمنته الرواية الأمريكية لقدرات الطائرات والصواريخ ومعدلات السرعة والقدرة على تنفيذ الهدف.
بالإضافة إلى ما شاهده الجميعُ عبر الفيديوهات التي انتشرت حينها، والتي تُظهِرُ تهاويَ البرج بطريقة يدل أن هناك تفجيراتٍ داخليةً، تضرب الطائرة هناك في برج رفيع في طابق رفيع وترى تفجيرات من أسفل!، وهذا ليس طبيعياً أَنْ يكونَ بفعل الطائرة فيهوي ذلك البرج بكل طوابقه.
أهدافُ السيناريو ودلالة صناعة أمريكا للتكفيريين
يؤكّـد الكاتب محمد الفرح في كتابه “شعار الحرية” أن ما أعقب “أحداث الـ11 من سبتمبر” يكشف وقوفَ واشنطن وراءَها؛ بغيةَ تحقيق الأهداف التي أنجزت خلال العقدين الأخيرين، منها احتلال المنطقة واستباحة بلدان عربية وإسلامية بأكملها، في حين يستعرض الفرح جُملةً من الأدلة التي تثبت عمالة الجماعات التكفيرية للولايات المتحدة الأمريكية، تعيد صحيفة المسيرة عرضها على النحو التالي:
1- الحقيقةُ التي أكّـدها الكثيرُ من الخبراء في الجماعات التكفيرية، ومنهم بعضُ مَن كان مقربًا من أُسامة بن لادن وأيمن الظواهري في وقت سابق، بأن داعش هي صنيعةٌ أمريكية عبر حلفاء واشنطن في قطر وتركيا والسعوديّة؛ بهَدفِ ضرب سوريا ومحور المقاومة وإشعال الفتنة المذهبية في المنطقة واستبدال الصراع بين العرب وإسرائيل بالصراع السُّني الشيعي وبالحرب مع إيران.
2- ما أدلى به الجنرال الأمريكي «ويسلي كلارك» القائد الأعلى السابق لحلف شمال الأطلسي (1997 – 2000) في مقابلة له مع قناة «سي إن إن» الأمريكية، بأن الولايات المتحدة هي من قام بإنشاء داعش عن طريق حلفائها في المنطقة؛ بهَدفِ تدميرِ حزب الله ومحاربة إيران. مُضيفاً أن الولاياتِ المتحدةَ عملت على استقطاب المتطرفين الذين يعتبرون الشيعةَ أكبر عدوٍّ لهم؛ بهَدفِ خوض حرب بالوكالة ضد حزب الله وإيران وحلفائهما في المنطقة. كما كشف بأن أمريكا ساهمت في الحملة الإعلامية الترهيبية لجرائم داعش. وتجدر الإشارة أن هذه ليست المرة الأولى التي يقدمُ فيها مسؤولٌ أمريكي كبير على تصريحات من هذا النوع، فقد صدرت من قبل تصريحاتٌ عن نائب الرئيس جو بايدن اتهم فيها دولَ الخليج بتسليح داعش.
3- التصريحاتُ التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثناء حملته الانتخابية عام 2017م حينما قال: “الرئيس أوباما وهيلاري كلينتون هما مؤسّسا داعش، في الحقيقة، اعتقد أن هيلاري كلينتون إن كنتم في فريق رياضي، فَـإنَّ اللاعب الأفضل سينال جائزة، وتنظيم داعش يرغب في منح كلينتون جائزة أفضل لاعبة”.
4- التصريحاتُ التي أدلى بها «إدوارد سنودن» العميل الأمريكي الفارُّ من الولايات المتحدة، والذي سرّب تفاصيلَ برامج التجسُّس لوكالة الأمن القومي الأمريكية لإحدى الصحف، حَيثُ كشف «سنودن» بأن تنظيم داعش ليس إلا نتاجُ خطة استخباراتية أمريكية وإسرائيلية وبريطانية، تهدفُ إلى حماية أمن إسرائيل من خلال استقطاب إرهابيي العالم داخل تنظيم واحد؛ لنشر الفوضى في المنطقة وتدمير دولها وتشويه الإسلام وتكفير بقية المسلمين، ما يعطى إسرائيل والعالَـمَ الغربي فرصةً أكبر للسيطرة على ثروات المنطقة.
5- التقريرُ الذي نشره الموقعُ الأمريكي Veterans Today الذي أكّـد فيه أن خليفةَ داعش «أبا بكر البغدادي»، ليس إلا عميلٌ للموساد الإسرائيلي، تم تدريبُه ليرأسَ تنظيمَ داعش؛ بهَدفِ نشر الفوضى في الدول العربية المجاورة لإسرائيل وفرض الهيمنة الصهيونية على المنطقة.
6- قيامُ طائرات النّقل الأمريكيّة بتزويد الحركات التكفيرية بالمعدّات والأسلحة التي تحتاجُها أثناءَ المعارك التي تخوضُها، كما حصل في العراق وفي ليبيا، من خلال إنزال كميات كبيرة من الأسلحة في المناطق التي تسيطرُ عليها داعش. وعلى الرغم من ادِّعاء أمريكا بأن ذلك حصل عن طريق الخطأ، فَـإنَّ تكرارَ هذا الأمر لأكثرَ من 5 مرات وحصولَه في دول مختلفة ومتباعدة يؤكّـد أن الدعمَ الأمريكي للحركات التكفيرية كان مقصودًا.
7- ما أكّـده المفكرُ الأمريكي «نعوم تشومسكي» في إحدى مقابلاته التلفزيونية نقلًا عن «غراهام فولر» الخبير في قضايا «الشرق الأوسط» والعميل في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA، بأن أمريكا هي من صنعت داعش والحركات التكفيرية، إنْ لم يكن بطريقة مباشرة فبطريقةٍ غير مباشرة، من خلال خلق البيئة المناسبة لنمو هذه الحركات بعد احتلال العراق عام 2003 وحرب تموز عام 2006، وذلك عبر تسعير الصراعات والانقسامات المذهبية في العديد من دول المنطقة، وبدعم وتوجيه من حليفة أمريكا المملكة العربية السعوديّة المصدِّرة الأولى للفكر الوهَّـابي التكفيري، الذي يشكّلُ المخزونَ الأيديولوجي الذي تنطلقُ منه داعش وبقيةُ الحركات التكفيرية.
8- اعترف الأمريكيون على لسان وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، عندما قالت: “دعونا نتذكّر هُنا أن الذين نقاتلُهم اليوم نحن أوجدناهم منذ عشرين عاماً، وفعلنا ذلك؛ لأَنَّنا كنا عالقين بنضال ضد الاتّحاد السوفيتي الذين غزو أفغانستان ونحن لا نريد أن نراهم يسيطرون على آسيا الوسطى، وذهبنا للعمل بواسطة الرئيس ريغان وبمشاركة الكونغرس وقيادة الحزب الديمقراطي وهو قال (الرئيس ريغان): أتعرفون هذه فكرة جيدة، دعونا نتعامل مع المخابرات الباكستانية والعناصر الباكستانية، ودعونا لتجنيد هؤلاء المجاهدين، هذا عظيم، دعوهم يأتون من السعوديّة وأماكن أُخرى، استوردوا هذه العلامة (الوهَّـابية) للإسلام، بحَيثُ نستطيعُ التفوقَ على الاتّحاد السوفيتي، وخمّنوا ماذا حصل.. لقد انسحبوا وخسروا مليارات الدولارات”.