جريمةٌ تضاف إلى سجلٍّ أسود
البتول جبران
قلوبٌ أشدُّ قسوة من الحجارة لوحوش على هيئة بشر، لا دين ولا رحمة ولا إنسانية، عن دول العدوان ومرتزِقتهم أتحدث، فكما هو المعتاد الذي لا غرابة فيه، ها هم مجدّدًا يرتكبون جريمةً بشعةً تُضافُ إلى سجلهم الأسود، لقد أقدموا على جريمة بشعة يشيب لها الرأس وهي قتل المغترب عبدالملك السنباني، شابّ في زهرة شبابه، بعد غربة طالت الثماني السنوات في الولايات المتحدة الأمريكية التي ابُتعث للدراسة فيها.
لم يخجلوا من الله، ولم يبالوا بحرمة قتل الأبرياء، ولم يهمهم كيف سيكون حال أهله ومحبيه الذين كانوا ينتظرون عودته بكل لهفة وشوق، فبماذا سيجيبون الله يوم يسألهم بأي ذنبٍ قتلت تلك النفس البريئة؟!
كان الشهيد بين ألم الفراق ولوعة الاشتياق، ينتظر تلك اللحظات التي سيرى فيها بلده مجدّدًا، وبكل فرح قيل إنه قبل أَيَّـام تحدث قائلاً بأن سعادته لا توصف؛ لأَنَّه عائد إلى بلده، لم يكن يعلم وقتها بأن هناك وحوشاً تنتظره في منتصف الطريق ستسلبُ منه سعادته التي كان يشعر بها، هذه الجريمة المأساوية قطرة من مطر من ما يرتكب في بلد الإيمان والحكمة على أيدي مرتزِقة الاحتلال في الجنوب.
إلى متى الصمت والجمود يا من تدّعون الإنسانية؟! أين حقوق الإنسان التي تتغنون ليلاً ونهاراً بها؟! أين هي رجولتكم وشهامتكم يا من تبرّرون لدول التحالف أعمالهم؟! أين هو التحرّر الذي تتحدثون عنه في المناطق الجنوبية؟!
لم نجد سوى العناوين، وما نرى من تحرّر هو القتل والنهب والتعذيب والاغتصابات، ولكنا لن نسكت عما يحصل ما دامت الدماء تجري في عروقنا، يجبُ أن يوضع حداً لتلك الانتهاكات وهو فتح مطار صنعاء وفي حال عدم فتحه يجبُ تأمينُ الطريق.