اقتلوهم.. إنهم أناسٌ يتطهرون
وفاء الكبسي
جريمة قتل ونهب الشهيد عبد الملك السنباني إحدى الجرائم التي يُندى لها جبين الإنسانية، وتتنافى مع الغريزة والفطرة الإنسانية، حَيثُ قام مرتزِقة الإمارات بتوقيف الشهيد المغدور عبدالملك السنباني ونهب ممتلكاته وأمواله التي كان يحملها في حقيبته التي جناها في سنوات اغترابه الثماني، ثم اقتادوه إلى معسكر يتبعهم، وهناك قاموا بتعذيبه حتى أُصيب بالإغماء، وبعدها قاموا بتصفيته بإطلاق ثلاث رصاص عليه.
أي جُرم وقُبح وخُبث هذا؟! بأي ذنبٍ قتلوه؟
ليس له ذنب وليس لهم دافعٌ لقتله سوى أنهم وحوش بشرية سال لُعابُهم طمعاً في ماله، فنهشوا جسدَه بلا رحمة ولا وازع ديني أَو إنساني.
وعندما بدت سوأتهم أمام العالم لم يكن منهم إلا أن برّروا قتله بقولهم “إنه حوثي”، عذر أقبح من ذنب وهل هذه مبرّر لنهبه وهدر دمه؟!
كلمة حوثي جعلوها مبرّراً لكل جرائمهم وانحرافاتهم العقائدية وارتزاقهم وخيانتهم لله والوطن، هذا المبرّر ذكرني بقول الله تعالى: “فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ، إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ”.
نفس الانحراف العقائدي والأخلاقي والإنساني، فما حدث لآل لوط يحدث اليوم لأحرار اليمن من يحمون الوطن بأرواحهم ودمائهم، وهو ليس بغريب في هذا الزمن زمن الجاهلية الأُخرى، زمن الظلم والقهر أن تكون التهمة هي التطهُر وأن تكون الجريمة هي الشرف وأن تكون الجناية هي السعي لكرامة الوطن ورفعة شعب اليمن وأن تكون أعظم الجرائم أن تكون من المجاهدين الطاهرين الصادقين الشرفاء المدافعين عن حياض الوطن من أنصار الله الشرفاء، فكيف لا.. وهم شذاذ الآفاق المنحرفون عقائدياً وفكرياً وإنسانياً، عباد المال المرتزِقة الخائنون الضالون من باعوا أنفسهم وبلادهم بثمن بخس، من عربدوا وعاثوا في الأرض ظلما وفسادا وطغياناً، وجعلوا من الجنوب ساحة للتقطّع والاغتيالات والعصابات المدججة والمنفلتة من كُـلّ القوانين والأعراف والأخلاق الإنسانية؟!.
المطالبة بفتح مطار صنعاء وهو مطلب شرعي، ليس فقط رد فعل لهذه الجريمة، بل هو مطلب إنساني يخفف كثيراً من معاناة المسافرين والمرضى الذي بات سفرهم من عدن بمثابة الانتحار، وهي إما يتم أسره وتعذيبه وبيعه لدول العدوان، وإما يتم قتله كما حدث للشهيد السنباتي، مع أن هذه الجريمة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، حتى يُفتح مطار صنعاء؛ لأَنَّ فتح مطار صنعاء سيكون صمامَ الأمان لسفر كُـلّ اليمنيين بمختلف الانتماءات، فصنعاءُ بشهادة الجميع تتسعُ للجميع وحاضنة لكل المحافظات، ولأنه كذلك عندما كان البنك المركزي بصنعاء كان يتم صرف مرتبات الجميع بلا استثناء وهذا دليل على أن سلطة صنعاء وحدها القادرة على إدارة البلاد بجدارة وعدل وانصاف، وأن وحده مطار صنعاء يكفي لعبور الجميع بأمان وسلام واحترام.
جريمة قتل السنباني ربما تكون صحوة ضمير للذين ما زالوا في ضلالهم يصدّقون تضليلَ الأعلام المعادي، بتزييف الحقائق وقلبها، فبعد هذه الجريمة النكراء اعتقد أنه اتضح للجميع بأن الشرعية ليست إلا للأحرار الشرفاء من يبذلون أرواحهم ودمائهم رخيصة لأجل الدفاع عن حياض الوطن..
ألم يحن الوقت للرجوع للصواب والحق، ألم يحن الوقت لإزالة الغشاوة من على قلوبكم؟!
يجب على جميع أبناء الشعب اليمني أن يتوحد صفهم ويعلنوا النكفَ القبلي لأخذ الثأر من قتلة الشهيد السنباني، وطرد كُـلّ محتلّ وخائن في بلادي، فهذه الجريمة ليست ضد قبيلة بعينها، ولا ضد منطقة بعينها، بل ضد اليمن، كُـلّ اليمن، شمالها وجنوبها وشرقها وغربها.