اتساعُ رقعة المظاهرات في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلّة
قتلى وجرحى واعتقالاتٌ في صفوف المتظاهرين، ومدرعات إماراتية تنتشر في إحياء عدن، وهُتافات “برَّع برَّع يا استعمار” تعود للواجهة
المسيرة| متابعة خَاصَّة
لليوم الخامس على التوالي، تتواصَــلُ الانتفاضةُ الشعبيّة الغاضبة في المحافظات الجنوبية والشرقية “المحتلّة” تحت اسم “ثورة الجياع”؛ رفضاً لسياسة التجويع والتنكيل التي يمارسها تحالف العدوان وحكومة الفارّ هادي وما يسمى المجلس الانتقالي ضد أبناء اليمن في الشطر الجنوبي، الذين يعيشون أسوأ الأوضاع الإنسانية؛ بسَببِ تفشِّي الفساد والنهب والسطو، والتي سقط فيها العديد من القتلى والجرحى برصاص ميليشيا وعصابات الاحتلال.
وأكّـدت مصادرُ محليةٌ في عدن، أمس الجمعة، أن المئاتِ من المحتجين قطعوا الشوارعَ الرئيسيةَ والفرعيةَ في مدينة كريتر والشيخ عثمان والمعلا والمنصورة، معلنين تحدِّيَهم ورفضَهم قرارَ المرتزِق عيدروس الزبيدي -رئيس ما يسمى المجلس الانتقالي التابع للإمارات- بشأن إعلان حالة الطوارئ وحظر التجوال في المحافظات المحتلّة، حَيثُ ردّد المشاركون في التظاهرات الغاضبة هتافات “برّع برّع يا استعمار”، داعين إلى رحيل الاحتلال السعوديّ الإماراتي وأدواته من مناطقهم.
وبالرغم من إعلان حالة الطوارئ وفرض حظر التجوال، إلا أن ما يسمى “الانتقالي” استعان، أمس، بميليشياته في محافظة لحج لقمعِ المحتجين بعدن، حَيثُ أوضحت المصادرُ أن قُرابةَ 70 طقماً عسكريًّا مسلحاً وصلت إلى عدن كتعزيزات لمرتزِقة الاحتلال تم نشرُها في مناطق الشيخ عثمان والمنصورة، إلى جانب انتشار المئات من ميليشيا ما يسمى “الحزام الأمني” وما يسمى “ألوية الدعم والإسناد” في عددٍ من مديريات عدن المحتلّة، مبينةً أن تلك الميليشيا أطلقت الرصاصَ الحيَّ على المتظاهرين، وتكليف عدد من عناصرها الانخراط في أوساط المحتجين كمندسين، وإطلاق الرصاص والقيام بأعمال شغب لإيجاد ذرائع لقوات المرتزِقة؛ مِن أجلِ قمع وقتل المواطنين.
وكان المحتجون الغاضبون قد شيَّعوا، أمس الأول الخميس، جثةَ الشاب “زياد زاهر” الذي قُتل برصاص ميليشيا الاحتلال في عدن، أثناءَ قمع الاحتجاجات، وسقط إلى جانبه العديدُ من القتلى والمصابين، وتعهد المحتجون خلال مراسم التشييع بمواصلة ثورتهم حتى تحقيق كافة المطالب التي خرجوا مِن أجلِها والمتمثلة في رحيل الغزاة وأدواتهم.
واقتحم، أمس الأول، محتجون غاضبون قصرَ معاشيق الرئاسي في عدن؛ تنديداً بتردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية والخدماتية.
وبحسب المصادر، فقد تدخلت قواتُ الاحتلال السعوديّ المكلَّفة بحماية القصر، وقامت بإخلاء القصر من المحتجين، مقابل وعدهم برفع مطالبهم للجهات العليا.
وأمس الجمعة، اقتحمت مدرعاتٌ تابعة للاحتلال الإماراتي أحياء منطقة المنصورة وقامت باختطاف عدد من الشباب في مدينة عدن.
وأفَاد شهود عيان بأن مليشيا الانتقالي اقتحموا بعدد من الآليات الإماراتية أحياء منطقة المنصورة، مختطفين 13 من أبنائها المحتجين على ارتفاع الأسعار وانعدام الكهرباء.
وعلى صعيد متصل، قُتل وجُرح العشرات من المتظاهرين في انتفاضة حضرموت الشعبيّة، برصاص مرتزِقة العدوان في مدينة المكلا.
وقالت مصادر محلية: إن الشاب “سالم بقشان” قُتل بالرصاص الحي أثناء قمع الاحتجاجات الغاضبة في المكلا، بالإضافة إلى إصابة العشرات من المحتجين بجروح خلال إطلاق قوات الفارّ هادي وحزب الإصلاح الرصاص عليهم.
وفي مظاهرات حضرموت، أغلق المحتجون شوارع المكلا وسط حالة غليان تشهدُها المدينةُ عقبَ حادثة مقتل المواطن “بقشان” البالغ من العمر 21 عاماً، حَيثُ تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً لقوات الفارّ هادي وهي تطارد المحتجين وتطلق النار عليهم.
وفي سياق الاحتجاجات الشعبيّة، أطلقت قواتُ ما يسمى المنطقة العسكرية الأولى الواقعة تحت سيطرة حزب الإصلاح، النار على المتظاهرين في مدينة شبام التي انضمت إلى التظاهرات المطالبة برحيل التحالف وحكومة المرتزِقة وما يسمى الانتقالي.
وفي مدينة القطن والشحر وتريم وغيل باوزير، أغلق المحتجون الشوارعَ العامةَ في المدينة للمطالبة بمحاسبة ومحاكمة الفاسدين في السلطة المحلية وعلى رأسهم المحافظ المرتزِق فرج البحسني، كما شهدت مدينةُ سيئون عصياناً مدنياً شاملاً بعد إغلاق المحال التجارية، وإشعال النيران في إطارات السيارات لقطع عدد من الشوارع؛ احتجاجاً على الأوضاع المعيشية وانهيار الخدمات.
بدورها، شهدت محافظةُ لحج المحتلّة، أمس الأول، احتجاجاتٍ شعبيّةً ضد تحالف العدوان السعوديّ الإماراتي وحكومة الفنادق وما يسمى المجلس الانتقالي للتنديد بسياسة التنكيل والتجويع ضد أبناء الجنوب، وإعلان تضامنهم مع الانتفاضة الشعبيّة الغاضبة في عدن وحضرموت.
وأوضحت مصادرُ إعلامية، أن المئاتِ من المحتجين في منطقة الحوطة قاموا بقطع الطريق الرئيسي الرابط بين محافظتي لحج وعدن، وأشعلوا النار في الإطارات بالقرب من “ملعب معاوية”؛ بهَدفِ شل حركة المرور؛ وذلك احتجاجاً على سياسة التجويع التي يمارسها الاحتلال ضد أبناء المحافظات الجنوبية، وتنديداً بالفساد الذي تمارسه حكومة الفارّ هادي المقيمة خارج البلاد، واستمرار ما يسمى المجلس الانتقالي التغطية على ما يمارسه الاحتلال الإماراتي من جرائم وانتهاكات بحق المواطنين.
وأعلن المتظاهرون في لحج رفضَهم القاطع لحالة الطوارئ التي أصدرها المرتزِق عيدروس الزبيدي، مؤكّـدين أن الهدف من هذا الإعلان هو قمع المتظاهرين وقتلهم واستخدام القوة المفرطة بحقهم، داعين إلى رحيل الاحتلال وأدواته ومرتزِقته من كُـلّ الأراضي اليمنية.